مساعده...

154 21 12
                                    

يقف بهيئته الشديده وطوله الفارع يصوب نظره إلى حوريته التي تخطو نحوه برقه ممزوجه بكبر، دلال مغموس برقي، جمال اخاذ وطول فارع، جسم ممشوق رفيع يحاكي اجسام عارضات الازياء، بشره بيضاء و وجه نحيل تزينه عيون عسليه ناعسه.. و اه من تلك العينين التي سلبته عقله منذ اللحظة الأولى حين وقعت عيناه عليها.. انف حاد وشفتين ممتلئتين تهديانه الدنيا وما عليها لو تبسمت.. بارده النظرات وحاده الملامح كشخصيتها تماما.. جديه و ملتزمه.. طيبه القلب صافيه الروح حسنه الخلق .. تلك هي سعاد .. سعادتي كما يسميها ذاك العاشق المتيم .. فواز ..
_ تأخرت عليك، اعتذر جدا لذلك.. مبتسمه بينما ترفع نظاراتها الشمسية فوق شعرها الأسود القصير..
_ لا عليك حبيبتي..
.. قالها بصوته الخشن بنبرته الدافئه..
_ هيا، اركبي..
فتح لها باب السياره بحركه نبيله، اهدته ابتسامه رقيقه تشكره بعينيها أثناء صعودها للجلوس في المقعد الامامي .. التف ليأخذ مكانه خلف عجله القيادة لينطلقوا متوجهين لجامعتهم..

يقود سيارته غاضبا عيناه الزرقاء محمره بسبب انفعاله الشديد يتذكر ما حدث مما زاده انفعالا ليضغط على دواسه السرعه..

الأمس مساءا ..
في إحد الفنادق.. يقف فواز في الممر وهو يغلي..
_ إلى متى نديم ؟ إلى متى ؟ مالذي تحاول أن تثبته، ما الذي يجعلك وحشا هكذا، كيف استطعت أن تفعل ذلك، كيف امكنك أذيتها بهذا الشكل ؟ اجبني، لاتقف امامي كالاخرس !!
.. متكئ نديم على الجدار بكل برود العالم واضع يديه في جيبيه ينظر لفواز بنظرات فارغه و وجه محتقن..
_ أنها فتاة ليل، هذا عملها.. دفعت لها مقدم، اكثر من ما تستحق حتى..
لكمه فواز المغتاض من بروده على وجهه وهو يصرخ به..
_ أنها انسانه، بشر، بشر مثلي ومثلك تشعر و تحس و تتالم !!
مع كل كلمه كان يوجه لكمه لصدر نديم الذي يحاول كظم غيضيه وغضبه حتى لا يفتك بصاحبه.. ابتعد عنه فواز بأنفاس لاهثه لايزال يحدق به بسخط..
_ إلى متى ستبقى قذرا هكذا ها ؟! وانا من عليه أن ينظف خلفك !
.. تقدم ناحيته اكثر يهمس بغضب أمام وجهه..
_ هل تعرف حجم الاحراج و الخزي الذي تحطنا إليه في كل مره وانا اتوسل بجمال أن يداوي اولئك الفتيات المسكينات من اثار ساديتك المقيته؟! هل لك أن تتخيل لو احداهن فارقت الحياة ماذا سيحل بك؟! هل فكرت ولو للحظه ماذا سيكون موقف والدك أو شقيقتك اذا عرفوا بقرفك هذا ؟!
.. بأزدراء شديد يلقي الاحتمالات بوجهه المتخضب وهو يدفع بطرف اصابعه صدر نديم الذي اشتعل غضبا وسعيرا عندما ذكر فواز سيرة والده.. تلبسه مارد من الجحيم ليزمجر مشتعلا دافعا لجسد فواز الذي يفوقه ضخامه ممسكنا برقبته يخرج صوتا مرعبا من بين اسنانه واعماق روحه الممزقه..
_ ايااك فواز ! ايااك أن تجعل منه شيئا مهما ! هو ليس بأفضل مني، فأنا ابنه قطعه منه، أي أنني مثله.. فماشاابه ابااه !! ثم واياك أن تشير لسيره تاليا بمواضيع كهذه مره أخرى..
.. ضرب فواز ذراع نديم بقوه يدفعه عنه، يضغط قائلا على كل كلمه يقولها بينما يتقدم و يميل برأسه ناحيه صاحبه..
_ اذن أثبت انك افضل منه ! فما اراه امامي الان ليس الا ذكرا ضعيفا يحاول أن يكون رجلا على النساء بأكثر الطرق قذاره !
.. كاد نديم يجيبه وهو متحفز للهجوم عليه لو لا انفتاح الباب وخروج جمال برفقته بنت يبدو عليها التعب و الاعياء بوجه مليئ بالكدمات وجسم موجوع.. اشاح فواز بنظره بغضب مقطب جبينه ضاغط على فكه و ضام لقبضتيه بقوه بعد أن صدم من منظر الفتاه المحزن.. تحدث جمال بهدوء وهو يرمق نديم بضيق..
_ستحتاج لفتره حتى تستعيد عافيتها.. ارجو أن تكتفي بهذا القدر وأن لا تتجاوز حدودك اكثر !
تقدم فواز ناحيته، خاطبه بأمتنان حقيقي وخجل ظاهر على نبرة صوته و عينيه..
_لا أعرف كيف اشكرك دكتور جمال، انا حقا ممتن لك، اعدك ان هذا الأمر لن يتكرر..
.. زفر نديم بضيق وهو يضحك بخفه واستهزاء محركا رأسه يمينا ويسارا.. نظر له كلاهما بأنزعاج.. إجاب جمال..
_ أنا فعلت ذلك وخالفت قسمي وضميري المهني والانساني ولم أقم بالاتصال بالشرطه من اجلك انت فقط فواز.. لكن، ارجو أن لا تتصل بي من بعد الآن في حال حدوث امر مشابه..
.. قالها وهو يرمق نديم بتقزز ..
_ أقدر لك ذلك دكتور جمال.. شكرا لك..
.. غادر جمال واتجه فواز للفتاه..
_ تعالي معي لآخذك إلى منزلك..
.. ردت بصوت مبحوح و تعب ظاهر وهي منكمشه على حالها تهرب بعينيها من نديم..
_ لا داعي.. سأتدبر امري، شكرا لك..
.. مشت من أمامهم بخطوات بطيئه متألمه كانت نظرات نديم النادمه والحزينه تتبعها، نظراته تلك لم تخفى على صاحبه.. واثق بأن قلب نديم يتمزق الآن.. تقدم فواز يقترب منه..
_ جد معالجا نفسيا نديم.. نظف نفسك قبل أن تفقدها..
.. تركه و غادر بسرعه..

حكاية حياة.. الجزء الأول من سلسلة ( لنا في الحياة.. حياة ) Donde viven las historias. Descúbrelo ahora