الفصل الثلاثون.. جرح

168 17 37
                                    

يضع فواز الطعام فوق الطاوله ليخطف نديم بسرعه في تلك الاثناء من أمامه.. استغرب ولحق به الى الغرفة، كان يرتدي ملابسه بأستعجال بعد أن أنهى حمامه السريع.. خاطبه له فواز بدهشه..
_ مابك ؟ لما العجله ؟
.. اجابه نديم خلال تزريره لقميصه يتحدث بسرعه..
_ تأخرت يا فواز، علي أن أكون في المطار الأن، سيشرحني المدرب اذا تخلفت عن تدريباتي اليوم !!
_ لن تفوتك الطائره أيها الابله، موعد رحلتك بعد أربع ساعات.. تعال لكي تأكل..
.. التفت ليخرج من الغرفة ليوقفه رفض نديم..
_لست جائعا فواز، علي أن أخرج الآن..
.. قاطعه صاحبه بصرامه..
_ لن تتحرك من هنا قبل أن تتناول طعامك !! لا تطل بالكلام، أنت تعرفني !
.. ضحك نديم وهو يقول..
_ حاضر امي !! امرك..
.. عقد فواز ذراعيه حول صدره وقال بتهكم مازحا..
_ لا افكر بالانجاب لو كان سيأتيني ابن مثلك !!
.. ضحك الاخر و هو يقترب من صاحبه..
_ لا تقلق يا اخي، لن يبتليك الله بأبن مثلي.. أنت اب رائع وابنك سيكون مثلك بالتأكيد..
.. يتأمل صديق العمر بعيون صافيه تلتمع بأمتنان وحب.. بادله صاحبه نظرته تلك ليعود إلى سخريته، قال بصوت خبيث..
_ مؤكد سوف يكون ابني رائعا، لان والدته سعاد !!
..رافعا حاجبيه بأستفزاز.. قهقه نديم يهز رأسه مواف..
جلسا حول المائده يراقب فواز صديقه يأكل بسرعه فهو لم يتذوق طعم الزاد أو الراحه منذ وصوله قبل يومين، قال له بمشاكسه..
_ لا اصدق انك ذهبت لمقابلة سما بهيئتك تلك !!
.. تكلم نديم بسرعه يعاتبه..
_ بالاصل أنا من لا اصدق تركك لي دون تنبيهي لدرجه نتانتي !! تبا فواز، لقد احتجزتها في حضني لنصف ساعه أو أكثر..
.. ضحك فواز ليضيف بجديه..
_ حسنا نديم، قد حدث هذا التقارب اليوم لكنه لن يتكرر مرة أخرى.. عدني بذلك..
_اعدك يا صاحبي.. أساسا أنا اعتذرت منها من أجل هذا..
.. تنهد يضيف..
_ تعاتبنا و تحدثنا كثيرا.. اجمل ما في الأمر أنها كانت ساكنه و مرحبة بأحتوائي لها.. شعرت كأنما كلانا شخص واحد أو كيان مشترك، لا أعرف.. لم أكن ارغب بالمزيد منها فقد ارضاني و اسعدني قربها الحميمي ذاك..
.. رفع عيونه يطلب من رفيقه بطريقه جاده..
_ فواز اوصيك بسما.. لا تتركها ابدا دعها تكون تحت عينيك دائما، لا تسمح لها بالذهاب هنا وهناك..
.. تضايق فواز من صغية الكلام..
_ كيف يعني لا اسمح لها !! ما هذا الكلام
نديم !!
.. شرح سريعا لصديقه..
_ اجل، لا تسمح لها و راقبها.. سما متهوره و لا تستخدم عقلها، وان استخدمته يأخذها تفكيرها الساذج حيث حتفها..
.. امتعض وجه فواز.. قال بأنزعاج شديد..
_ هذه نظرتك عنها ؟! متهوره ؟! الا ترى ان سذاجتها ليست الا دليلا على طيبتها و نقاء سريرتها، فتاة بريئه بطباع ملائكيه، تسمي تلقائيتها تهور !!
.. سكب نديم ماء التفهم فوق نار غيرته التي اندلعت بسبب كلام صديقه عن حبيبته.. لكنه استوعب الحاله و قال مفسرا محاولا اخفاء اشتعاله..
_ أعرف أنها طيبه وهذا ما يجعلني اطلب منك متابعتها، فطيبتها تلك دائما توقعها بالمشاكل..
.. استقام من كرسيه يشير على نفسه بكلتا يديه..
_ الا ترى كيف وقعت بي !!

حكاية حياة.. الجزء الأول من سلسلة ( لنا في الحياة.. حياة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن