الفصل التاسع و الثلاثين

177 18 35
                                    

توسع صبرا تصعد سلما نحو النتيجة.. فطريق الثقه دائما إلى الأعلى..

تتقاطع الطرق لنلتقي بنسخنا الأفضل عند المفترق، نمضي مع ما نريد و نترك بقايا جلدنا عند نهايه التجربه.. نتحلى بالثقه و الادراك.. من قال نحن مسيرون، الخيار.. هو أحد ميزات البشر..
جفلت سما بخفه حينما شعرت بثقل الغطاء الدافئ الذي حط فوق كتفيها.. رفعت رأسها بسرعه و ابتسمت بحب، قالت برقتها و لطفها اللامنتاهي..
_ شكرا مجد.. تعال، انظم الي
.. سحب الكرسي المقابل وجلس ينظر إليها بحب و عاطفه جياشه.. ابتسامه خفيفه مرسومه فوق شفتيه، لا يعرف العبوس طريقا إلى ملامحه.. و كم شابه عمه بشكله و شخصيته و احتوائه..
_ اعتذر لاقتحامي خلوتك، خفت عليك من البرد..
_ بالعكس، استمتع بمصاحبتك..
.. جمعت الغطاء اكثر حولها مع عودة الجمود إلى وجهها.. اعادت نظرها نحو الأفق تراقب تهادي حبات الثلج القطني معطيا الأجواء مسحة من الهدوء.. هدوء كانت تحتاجة جدا..
منذ انفجارها بوجه نديم و هي تعتزل العالم.. تابع ذلك سلسلة انفجارات متتاليه طالت الجميع بحممها.. افرغت كل ما يثقلها من احمال و ضغوط، رفضت اكمال سنتها الاخيره في المعهد، تركت العمل مع ادم، حتى دواوين الشعر و ما كتبته من خواطر القتهم جميعا من شرفتها.. لتفترش اوراقها الشارع و يدفع الهواء الباقي منها تطير مبتعده تتفرق مع التيار.. كما مشاعرها تماما.. اضطربت و ضربت و ارتجت، طفحت تغرقها وتخنقها، تدفعها بتيارها لترتطم بعيدا بجبال الواقع..
أسابيع مرت و لاتزال تؤنب نفسها.. لاتصدق أنها انحدرت لهذا المستنقع تدمي قلبا بأكثر مكان يوجعه، تستخدم اسلحته عليه و تكون مثله.. ليس لانه نديم.. و لكن لأنها سما.. معنى اللطف و الطيبه.. طفلة مفتقدة للحب تهبه بسخاء لمن حولها، توزع ابتساماتها مجانا فقط لنشر السعادة واعطاء الاخرين شعورا طالما تمتنه هي.. التقبل.. تعمل على منح الحب.. من اجل الحب..
طالعها مجد حزين من اجلها.. تدخل مقررا أن يمد يد المساعدة لاطيب بنت قابلها في حياته..
_ إلى أين وصلت بشرودك ؟
.. نظرت نحوه بعد أن اعادها صوته إليه..
_ إلى اللامكان..
.. ردت بهدوء و الغم ساكنها، جامده الملامح بارده الهاله.. تنهدت بينما تقول..
_أشعر بالغضب..
_ من نديم ؟
_ من نفسي..
.. رفعت عينيها إليه و هي تعيد الاسم الذي نطقه في عقلها.. ارتبكت.. تكلم مبتسما..
_ اعتذر.. سمعتكم بالصدفه.. صدقيني لم اتعمد استراق السمع..
.. اومئت برأسها المنكس موافقه وقد تلونت بالاحمر، خجلا و حزنا.. اضاف هو..
_ كنت تتحدثين عنه مع علا، وفهمت انه اذاك بشكل ما، والان ندم و يريد غفرانك.. لا أعلم بالطبع ما فعله معك، لكن ما أود قوله أن الغفران يريحك انت.. ليس معنى كلامي أن تعود المياه إلى مجاريها بينكم، ابدا.. فقط تقبلي اعذاره و سامحيه، لكي يرتاح داخلك و يتلاشى هذا الغضب..
.. تستمع إليه شاردة تنظر في الفراغ، لا يمكنها اخبار مجد أنها سامحت و حنت.. لا يمكنها اخباره أنها تموت و تحترق من غيرتها عليه، من المها بعد ما رأت أخرى غيرها بين ذراعيه.. والان، اخذت بثأرها منه و طعنته في منتصف قلبه، جرحته و مزقته بأكثر ما يؤلمه.. لكنها ليست سعيده.. اشتعلت اكثر و تمزقت اكثر.. تضاعف المها و تصاعد غضبها.. لم يجدي ما فعلت بأطفاء حريقها بل زاده سوءا..

حكاية حياة.. الجزء الأول من سلسلة ( لنا في الحياة.. حياة ) Where stories live. Discover now