الفصل الواحد و الثلاثين .. فجوه

162 16 40
                                    

تمشط سما شعرها المبلل وهي شاردة بأبتسامه صارت تلازمها.. تتذكر لقائها مع تلك الذهبية كتله الجمال و النشاط و المرح.. تاليا.. لم تصدق أنها اخت نديم على الرغم من شدة الشبه بينهما الا أنهما مختلفان جدا.. زادت ابتسامتها ترافقها لمعة براقة في عينيها اضافتها ذكرى ذلك اللقاء الخفيف والذي لم يخلو بكل تأكيد من غيرة حبيبها المجنون..
ينتظرها أمام باب القاعه ليصطحبها إلى الحديقة العامه يغوص معها لاعمق مكان فيها.. اختار مقاعد خشبية تحيطها الأشجار بزاويه غير مرئيه ثم اتصل بفواز يخبره أن يأتي بتاليا التي جاءت خلال وجود سما في محاضرتها و تركها برفقته مع سعاد، و ما أن أقترب موعد انتهاء المحاضره جلب سما و هرب بها بعيدا عن عيون الجميع خصوصا وهو ينوي أن يجمع بين ملاكه و اخته المشاكسه التي تجذب الانظار اينما تذهب ليس من جمالها فقط وانما لما تملكه من طاقه ايجابية و حركيه و صوتيه.. سألته سما وهي تراقبه مستفهمه..
_ لما اتينا إلى هنا ؟ واين تاليا ؟
.. اجابها يقترب ببطئ من مكان جلوسها..
_ لن اسمح أن أقدم عرضا مجانيا للقاء أغلى جوهرتين لي في حياتي..
.. ابتسمت بخفه تقول بيأس منه..
_ لهذا احضرتنا إلى هنا، لنختبئ عن عيون الناس ؟!
.. قال بصدق هامسا بصوت اجش..
_ اه يا سما.. لو كان بوسعي لكنت اخفيتك في قلبي و اقفلت عليك ضلوعي..
.. تداعب اصابعه وجنتها بنعومه يسرحان في عيني بعضهما.. قطعت حمحمة فواز الخشنه عليهما لحظة التواصل.. التفت نديم بسرعه ليعاتبه صاحبه بعينيه.. توسعت عيني سما من روعة تلك الذهبية كما يسميها اخوها؛ جسم ناعم ببياض ناصع مشرب بالوردي ازداد فوق الوجنتين و رسمت منه الشفتين، وجه دائري يحمل ملامح صغيره بأستثناء عيون واسعة صفراء كالعسل المصفى سكبت تحت رموش شقراء كثيفه، يحيطها كلها شعر كثيف مموج طويل من خيوط الذهب لتشع تحت اشعة الشمس و تماثلها اشراقا..
قفزت تاليا بمرح تتجه الى سما المندهشه تمسكها من يديها تسحبها لتقف امامها وهي تتحدث بسرعه..
_ انت جميلة جدا.. اجمل بكثير من ما تخيلتك.. ظلمك اخي حين وصفك..
.. التفتت ناحيه نديم و فواز تقول بنفس الحماس و السرعه..
_ معه حق اخي يغار عليك اذن..
.. لتعود بنظرها إلى سما تحتضن يديها اكثر وهي تقول بمشاكسه..
_ عند استغرابي لجلبي إلى هنا أخبرني فواز أن اخي المجنون يغار عليك من خياله !
.. احنت سما رأسها تبتسم بخجل.. افزعتها تاليا تصيح بشقاوة وحماس..
_ هل تسمحين لي أن أكون صديقتك ؟ لا اقصد اختك، يعني صديقتك و اختك.. لقد احببتك، أشعر كأني اعرفك من قبل.. بالمناسبه، أنا تاليا اخت نديم..
.. مدت يدها لسما وابتسامة عريضه تملئ وجهها البشوش.. ضحكت سما بخفة على طريقتها و ظرافتها مدت يدها تبادلها المصافحه تقول برقه وهدوء..
_ طبعا يمكن، أن أكون صديقتك و اختك.. و بالمناسبه أنا سما..
.. نظرت لنديم بحب، اكملت..
_ حبيبة نديم..
.. نطت تاليا تحتضنها بفرحة عارمه..

قضوا ساعات النهار مع بعض.. اشعلت تاليا الأجواء بمرحها و حيويتها.. احبتها سما جدا و وجدت فيها جزءا مخفيا من شخصيتها لطالما دفنته تحت قيود من التحفظ و الخجل.. برمجت ذاتها على أن تكون مجرد تابع، لشعورها الدائم أنها عبئ ثقيل.. نبشت اعماقها تأثيرات من تاليا بتلقائيتها و طاقتها ونشرها الإيجابية و التحرك بحرية، لطالما تمنت لو بأمكانها التحلي بمثل خفتها و جرئتها بالتعبير..

حكاية حياة.. الجزء الأول من سلسلة ( لنا في الحياة.. حياة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن