الفصل الثاني و الثلاثين .. انفجار..

184 15 28
                                    

سارع ادم لفتح الباب بعد أن افزعه اصرار الطارق برن الجرس..
_ مجد !! ماذا حدث ؟! هل أنتم على ما يرام، حدث شيء لاخوتك، همسه و عدنان بخير ؟؟
.. يتحدث بسرعه لاهث مرتعب، قد ايقظه صوت الجرس والطرق السريع على الباب ليقفز من سريره مفزوع راكض يتعثر ليرى مالامر..
رد مجد يتلعثم وقد شعر بأحراج شديد من عمه..
_ عمي.. أنا، أنا اسف، لم اقصد، اعتذر حقا لاخافتك، لكن.. أنسيت موعدنا ؟ انه اليوم، موعد ظهور النتائج للصفوف المنتهيه للمرحلة الثانويه، أتفقنا أن نذهب سويا لرؤية نتيحتنا أنا و علا..
.. يتنفس ادم بصعوبه شاحب الوجه مجعد جبينه، يستمع لكلام مجد الذي نسيه تماما بينما ينحني بجذعه يضع يديه فوق ساقيه يسند نفسه.. تقدم منه مجد بسرعه قلق من حالته احاطه بذراعيه يساعده على الوقوف يقول بلهفة وخوف..
_ عمي مابك ؟! يااللهي ؟! انت بخير..
.. رفع ادم نفسه ينظر بسخط له، اردف بتهكم وهو لايزال يلهث بأنفاس ثقيله..
_ كدت اصاب بذبحة صدريه يا مجد !!
.. ابتسم الشاب الصغير بخجل..
_ معك حق، لقد بالغت بحماسي، اسف..
_ لا عليك هيا تعال، ادخل سآخذ حماما بسرعه لاستعيد تركيزي الذي بعثرته !!
.. قال ذلك بحنق وهو يسير إلى الداخل تحت انظار مجد المبتسم، قد تنبه لسؤال عمه عن أبيه وشمله بخانة القلق..

عادا من ذلك المشوار ليفاجئ ادم مجد بما لم يتوقعه، قدم له مفتاح الكاديلاك وهو يقول..
_ مبارك لك نجاحك الباهر يا بطل، الآن قد أخذت تذكرتك لحجز مقعد مؤكد في كلية الطب، لذا تفضل..
.. توسعت عيني مجد غير مصدق ما ترجمه عقله.. ينقل نظره بدهشه بين المفتاح وعمه جعل ادم يضحك بخفوت على ملامحه المشدوهه، تسائل بغير تصديق..
_ هل.. مافهمته صحيح ؟!
.. هز ادم رأسه بهدوء موافقا، لينط مجد من مكانه بفرحه..
_ عمي ادم انت لا تمزح صح !! ستعطيني الكاديلاك ؟!!
.. قال ادم مصححا..
_ اهديتك الكاديلاك.. أنت استحقيتها عن جداره..
.. التمعت عيني مجد بسعاده لكن سرعان ما انطفئ حماسه، احنى رأسه يقول بحزن..
_ لا يمكنني قبول الهدية يا عمي، اعذرني..
.. استغرب ادم..
_ لماذا ؟
.. جلس مجد مكانه يرد بصدق انساب مع صوته الهادئ..
_ لا يمكنني الفرح واستقبال الهدايا و علا لم تنصفها نتيجتها..
.. تنهد الأخ المحب وهو يضيف..
_ وأيضا الكاديلاك ارثك من عمي ايمن اوصى بها لك، وشرط أن لا تبيعها أو تعطيها لاحد..
_ انت لست احد يا مجد.. ثانيا لو كان ايمن موجود لاهداك إياها بنفسه، وبما اني مكانه فأنا اسلمك مفتاحها بكل سرور.. لكن عليك ان تعدني أنك ستهتم بها و لن تبيعها وسوف تهديها لابنك في المستقبل، فتلك السياره الكلاسيكية الرائعه ارث عائلي خاص..
_ يعني انت.. تراني كأبن لك ؟
_ طبعا يامجد، و من لا يتمناك لو تكون ابنه..
.. ينظران في عيني بعضهما كلاهما فخور بالاخر.. اجتاحتهما مشاعر قويه تصدر من عمق ما يلفهما من روابط..
تحمحم ادم ليكسر الصمت المشحون بالعواطف..
_ احمم، اما بالنسبه لعلا وكما سمعت منها شخصيا، فهي ليست مهتمه بالمجموعه الطبيه على الإطلاق.. لديها شغف بالرسم و التصميم، يبدو أنها ورثته عن ايمن.. لذلك لا تحزن من اجلها بل ادعمها و شجعها لتحقق حلمها.. وانا طبعا قد حضرت لها هديه تضاهي هديتك بقيمتها المعنويه و الماديه أيضا..
.. يبحلق بعمه بتحفز جعل ادم يطلق ضحكة عاليه مرحه..
_ يقتلك الفضول لكي تعرف ما هي ؟!!
.. هز مجد رأسه بسرعه مبتسم بأتساع ليمارس ادم هوايته بالخباثه، وضع رجل فوق الأخرى يتكئ على الاريكة بأريحية مسند كوعيه على جوانبها يشبك اصابع يديه ببعضها ينظر لمجد ببرود ويبتسم ابتسامة صفراء..
_ لن أخبرك !!
_ كما تشاء، وانا لا أريد أن أعرف !!
.. قال كلماته تلك بنفس نبرة عمه اللامباليه وهو يقلد طريقة جلوسه تماما.. ضحك ادم ليردف مجد بقصد..
_ انت تتصرف مثل ابي ! وانا لدي جيناتكم !!
.. تلاشت ابتسامه ادم تدريجياً ليقول مجد بهدوء..
_ أنا أعرف يا عمي.. و أريدك أن تعلم أني فخور بك..
.. تفاجئ ادم وسأل بتوجس..
_ ما قصدك ؟! ماذا تعرف بالضبط؟!
_ تقريبا كل شيء.. كنت اتظاهر بعدم الفهم لأعفي الجميع عن الاحراج.. أعرف أين كنت.. لكنني اتفهم دوافعك و اقتنعت بأسبابك..
.. قالها بسرعه بعد أن لاحظ تغير وجه ادم.. اردف بعد قليل من الصمت..
_ انت عظيم يا عمي وذو قلب كبير، لم اسهو عن ذكرك لاسم ابي وانت ترجو الاطمئنان على من هم من ضمن حلقة اهتمامك !!
وقف ادم بهدوء يقول بحدة..
_ ما دمت تعرف اذن لا حاجة لي بالتمثيل بعد الآن، كما فعلت صباحا وما جعلك تتخبط بظنونك !
.. تركه واتجه ناحية مكتبه.. لكنه لم يحبط من معنويات ذلك الشاب اللماح فهو متأكد وبعيد تماما عن التخبط.. دائما ردة الفعل الأولى هي الاصدق..

حكاية حياة.. الجزء الأول من سلسلة ( لنا في الحياة.. حياة ) Where stories live. Discover now