الفصل السابع و العشرين .. رحله..

134 16 29
                                    

_ صباح الخير سما، كيف حالك اليوم ؟
_ أهلا حياة، صباح الخير..
_ عزيزتي يبدو صوتك متعبا..
تنهدت حياة و اضافت قائله بلوم..
_ قررت تأجيل الكلام في ماحدث بالأمس، لكنني لن أقدر أن اخفي استغرابي من تهورك و ضيقي من تصرفك.. كيف حدث هذا يا سما ؟ أعتقد انك مدينه لي بشرح طويل و تفصيلي..
.. تستمع سما لتأنيب حياة و هي تضغط بيدها فوق ملابسها المنزلية.. تعض على شفتها تكتم ارتعاش تنفسها حتى لا تفضح بكائها الذي يفرض نفسه حالا عليها.. اخذت نفسا عميقا ثم بداءت بسرد كل ماحدث بالتفصيل، بأستثناء ما تعرضت له من اذلال و تعنيف على يد نديم.. تخطت تلك الفقره التي تسببت بعدم زيارة النوم لعينيها و الراحة لمهجعها.. تتنهد طوال فترة الحديث، بصوت خافت متعب.. تحاول متظاهره أن تجعل نبرتها طبيعية قدر المستطاع حتى لا تكشفها حياة، التي كانت تنصت بكل حواسها ومؤكد أنها تسجل كل نقاط الضعف و التشتت في قصة سما..
بعد صمت قليل قالت حياة بهدوء..
_ حسنا.. يبدو أن الخطئ لم يكن منك انت فقط، كان على سعاد أن تعطيك عنوان المشفى بشكل وافي و كامل.. على الرغم من ضئالة احتمالات وجود مشفى آخر بنفس الاسم وفي نفس المدينه لكن يبقى عدم انتباهك لشحن الهاتف لا يغتفر.. خصوصا وانت تنوين الخروج و التنقل في مدينة كبيره جدا تجهلين شوارعها و ازقتها..
همهمت سما مقاطعة حياة، تقول بتهكم مرددة كلام نديم..
_ و اصغر حي فيها أكبر من قريتي البائسه !!
.. تفاجئت حياة من ما قالته، و الاغرب كان طريقتها في الكلام.. اغمضت سما عينيها تلوم حالها على تسرعها و غضبها.. لكنها فقدت سيطرتها على انفعالاتها و سمحت لحنقها يفلت من زمام تحفظها.. ضاقت ذرعا من لوم و ذم الجميع.. لما لا يعطونها حق التوضيح و الكلام للدفاع عن نفسها ؟ لماذا لا يرون الأمور من منظورها ؟ لماذا لا يسألون أنفسهم هل كانت ستفعل ذلك لو كانت تعرف ما سيحدث ؟ اليسوا متأكدين من صدق و طيب نواياها، الا يعرفونها ؟ اليسوا أقرب الناس إليها ؟ لماذا يطلقون عليها الاحكام ويحاسبونها ؟ أليس لها قدر من المعزة ليعذروها و يعاملونها بلطف اكثر ؟ الا تستحق ؟ ربما لا.. لا تستحق.. كان قد غاب عن عقلها بأنها مجرد نكره.. لا اهمية لها و لا لأحساسها.. غيبت تلك الحقيقه المره خلف اهتمام حبيب زائف و ضحكات مجاملة من أصدقاء وهمين.. فهي مجرد فتاة متروكه، سطرت عليها لعنات الأيام تعويذاتها و صارت كخيال أو كيان ميت لا روح لديه و لا قيمة له..
شعرت حياة بما يخالج صدر سما من سوء و الم استحال لغضب مكتوم خرج على شكل تهكم و استهزاء، لذلك قررت أن تمتص ذلك الغضب لكي لا يتفاقم و يخرج بشكل اخطر أو ربما يبقى مكبوتا في اعماقها وهذا طبعا اكثر خطوره..
_ عزيزتي سما، اعتذر، أعرف أني بالغت برد فعلي وكلامي.. لكن قلقي عليك اجبرني على ذلك..
.. تنهدت سما و اعتذرت هي الأخرى و اتفقتا على أن تلتقيا في بيتهم الدافئ في قريتهم الهادئه عند بدايه العطلة الربيعيه.. اغلقتا الهاتف و كلتاهما تشعر بشوق و حنين للاخرى.. تحتاجان وبشده ذلك اللقاء الذي ليس ببعيد فعطلة منتصف العام الدراسي ستبداء بعد شهر..

حكاية حياة.. الجزء الأول من سلسلة ( لنا في الحياة.. حياة ) Where stories live. Discover now