الفصل الثالث و العشرين .. قلق

174 18 38
                                    

يسيران عائدين من رياضة الصباح.. يتحدثان و يتناقشان.. يلوم فواز تصرف نديم المتهور و هجومه الظالم على سما، مستنكر تعامله معها بهمجيه و فضاضه فالغيره هي إحدى صفات الرجوله لكن ما يناقض الرجوله هو تعنيف المراءه و اخافتها.. ليقول فواز جملته القويه..
_ كن رجلا لها، لا عليها!!
أستاء نديم جدا و شرع بتبرير موقفه واظهار حجته.. مما جعل فواز يتضايق اكثر، ففكرة حكم نديم على النساء من خلال ثيابهم أو طريقة حياتهم كانت مجحفة و خاطئة جدا من وجهة نظره..
_ لا يمكنك أن تعمم الأمر على الجميع.. ليس معنى أن ارتدت احداهن فستانا ضيقا أو مكشوفا بشكل قليل أن تكون سيئه و لها مقاصد أخرى !
_ بلى.. هي كذلك.. اسمع، أنا لا أتحدث بمبداء الصح و الخطأء أو الحلال و الحرام، أنا اشير فقط إلى من تقبل أن ترتدي ملابس مفتوحه فهي تقول بما معني أنا جاهزه !! نعم !!
قصد نديم ب(جاهزه و نعم ) تلميح أنها مستعده لما هو خادش لحيائها و انوثتها وطبعا هذا ما يرفضه فواز قطعا بتفكير نديم و نظرته الدونيه للنساء..
_ ليس شرطا نديم.. ما تقوله يسئ لاختك و اختي، وامي و المرحومه امك، ولسما و سعاد أيضا.. من الخطأ بل من الظلم أن تقييم اخلاق النساء و درجة حيائهن بهذا الشكل، لا يعني هذا أني ارحب بالخلاعه أو اتقبلها.. لكني لا ابني احكامي على هذا الأساس أيضا.. فلكل مقام مقال..

تتجهز سما بنشاط و فرح يعاكس ماكانت عليه مساء الأمس.. تراقبها ايه و هي تنقب بين فساتينها تبحث عن شيء ترتديه.. ضيقت عينيها عندما لمحت اثرا مزرقا على ذراع سما أعلى مرفقها بقليل.. تقربت منها اكثر وهي تفتح عينيها بذهول لملاحظتها اثرا آخرا بجانبه تبدو كدمة حديثه بسبب ازرقاقها الشديد المائل للبنفسجي.. رفعت عيونها الزرقاء المصدومه تتابع اهتمام سما بالبحث في خزانتها.. لا تصدق.. هل يمكن أن يكون نديم هو سبب هذه الكدمه وقد كانت بالأمس بمنتهى السعادة وهي تقف تراقبه من خلف الشباك !! أي كرامة هذه تحتمل البقاء في كيان انثى معنفه تتوسل حبيبها السماح ! من كان سببا في المها و دموعها، من جعل فرحتها تتلاشى ليزرع خيبة و قهرا بدالها.. مهما كان ما حدث و مهما كان ما فعلت.. فهي لا تستحق كل ذلك الألم.. لم تحتمل ايه اكثر، امسكت ذراع سما ترفع كم منامتها للاعلى لتتوسع عينيها تشهق بقهر و ذهول وهي ترى تلك الكدمه العملاقة التي خطتها قبضه نديم القاسيه..
_ سماا !! ما هذا !! هل.. هل تؤلمك ؟ أنها متورمه، كيف تستطيعين تحمل المها ؟!
.. بكثير من الاحراج و مزيد من الصدمه سحبت سما ذراعها وهي تغطي الاثر البشع.. تنزل كمها و تهرب بعيونها من ايه المحدقه بها بأهتمام.. ردت بتوتر و صوت مرتجف..
_ أنها.. انه حادث.. حادث فقط.. لا تؤلم، أنا.. أنا بخير..
.. ثم فرت هاربه خوفا من سؤال آخر يكشف كذبها، بتخبط وتوتر دخلت الحمام الذي نسيت اغلاق بابه.. خلعت ملابسها الخارجية ومدت يدها تفتح صنبور الماء لتلتفت بسرعه صوب الباب الموارب تتسمر أمام عيون ايه المتفحصه.. تركز نظرها على كدمه أخرى فوق فخذها الأيسر.. مكان قرصة نديم.. لكن هذه المره كانت نظرتها فارغة الاهتمام مليئة بالازدراء.. و بلامبالاة ابتعدت عن مرأى سما متجهة لمرآة الزينه تحضر نفسها للخروج.. ركضت سما بسرعه تغلق بابا كشف خزيها و قلة حيلتها.. وفتح عليها بابا آخر.. باب من اللوم و العتب..
☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️☘️

حكاية حياة.. الجزء الأول من سلسلة ( لنا في الحياة.. حياة ) Where stories live. Discover now