الفصل الثالث عشر .. شعور

115 17 20
                                    

وصل نديم برفقه فواز إلى الجامعة على محياه ابتسامة نصر.. لقد وصل لمبتغاه وحصل على ثقه سما.. اذن لم يبقى الا الخطوه الثانيه والتي من خلالها سيحصل عليها كليا.. ففي اليومين السابقين بداءت سما بمبادره إلقاء التحيه، وان ألتقيا خلال اليوم تومئ له برأسها مع ابتسامه.. وبالامس حدث ما اعتبره هو نقطه الاشاره لبدئه الخطوه الثانيه من خطته الخسيسه..
الامس ..
يسير مسرعا لللحاق بمحاضرته التي ستبداء بعد عشر دقائق.. طبعا المحاضره كانت آخر همه، لكن عليه استغلال الأمر ليتبين انتصاره.. لمح بطرف عينيه سما تجلس على احد المصاطب القريبة من مبنى القسم، تخطاها مسرعا حتى لم يرد على سلامها يصعد الدرجات الثلاثه ليدخل المبني.. استغربت اندفاعه السريع وخمنت انه متأخر كعادته.. رأت شيئا يسقط منه خلال مشيه المستعجل.. نظرت بأستفهام لما وقع على الأرض و بدون تردد حملته ودخلت خلف نديم تلحق به.. كان هو قد باطئ خطواته وذهب لناحيه الشباك الكبير المطل على الخارج ليراقب فريسته وهي تلتقط الطعم.. ابتسم بمكر ورفع رأسه بثقه وكبر ثم عاد ناحيه الدرج يتظاهر بالصعود بعد أن رأها تندفع راكضه بسرعه إلى الداخل..
بخطوات شبه مهروله تمشي تبحث عنه..  وصل لمنتصف الدرج حينما نادته بأسمه لأول مرة والذي جعله  يستلذ بنشوه الفوز..
_ ندييم.. ندييم انتظر، لحظه من فضلك..
.. التفت إليها يدعي التسائل..
_ نعم سما..
.. بينما تصعد هي الدرجات لتصل إليه، اكتفى هو بالنظر إليها من الأعلى بتمثيل اجاده.. وصلت عنده تتلعثم من الخجل و الاحراج..
_ عفوا.. ا ا اخرتك.. لكن.. لكنك اوقعت هاتفك..
مدعيا الصدمه، وضع كفيه على جيبوه الخلفيه ليتأكد من عدم وجود الهاتف..
_ ااه حقا !! كيف لم انتبه لسقوطه؟ لا أعرف كيف اشكرك سما، شكرا لك..
.. بقمه الاحراج و وجه محمر محنيه الرأس تتلمس نظارتها الشمسية لتتاكد من وضعها بارتباك شديد، ردت..
_ لا شكر على واجب.. من الجيد أني من رايته أولا، لكان سرق لا سامح الله..
.. ابتسم بأستهزاء على تلك المدعيه كما يطلق عليها وقد حدث ما اراد..
_ صح.. معك حق.. من الجيد انك انت من وجده..
_ بعد أذنك..
.. نزلت السلالم بسرعه تحت انظاره التي تلمع بالظفر و السخريه..
_ حسنا، يبدو أن اللعب معك سيكون امتع من ما ظننت !! 

عقل نديم المغرور صور له بأن بكلماتها تلك " من الجيد أني من وجد الهاتف " أنها سعيده لكلامها معه و استغلت هذا الموقف لتتقرب منه.. ولم لا وهو نديم الوسيم الذي تتقاتل عليه الجميلات لنيل رضاه ! مفسر مناداتها له بأسمه لأول مرة بأنها هي من تريد التقدم بخطوه ناحيته .. ترفع الكلفه .. ثم تقلص الحدود ..
و هاهو اليوم قد عد العده ليبدا ماكان يتوق إليه منذ لحظه معرفته بأنها نعتته بالاخرق المغرور.. سيريها ما يمكن لذلك الاخرق فعله.. سيسيطر عليها تماما ويجعلها إحدى فتياته الخاضعات..
اغمض عينيه وقد اجتاحته رعشه لذيذه لشعوره بقرب نيله منها !
قطب جبينه وهو يراها تتحدث بأنفعال تحرك يديها في الهواء كأنها غاضبه.. و لاحظ وجه آيه و رندا بملامح لا تفسر  " هل تصرخ بوجههم أو توبخهم يا ترى؟ " تسائل في نفسه بينما يراقب سما التي ابتعدت عن الفتاتين تمشي بسرعه وغضب إلى الناحيه الأخرى " اذن، هذه هي فرصتي !! " ذهب خلفها و غير طريقه ليبدو انه جاء صدفه في نفس الطريق من الجهه المقابله.. لكنها اختفت.. ظل يمشي بخطوات متأنيه يبحث عنها بين الشجيرات إلى أن سمع صوت هسيس يبدو كالبكاء.. تقدم إلى مصدر الصوت ليرى سما تجلس على حافه الرصيف وهي تحتضن ساقيها بذراعيها وتدفن وجهها بين ركبتيها تبكي بصوت ناعم هادئ اهتز له قلبه البارد.. صدم من منظرها، بصوت مهتم وقلق تقدم منها..
_ سماا ؟ مابك؟ هل انت بخير ؟
جفلت من صوته و رفعت رأسها بسرعه تنظر إليه بوجه محتقن و دموع قد ملته.. شفتين و انف محمرين ومنتفخين اثر البكاء الشديد.. عيون خضراء صافيه مزجت بالعسل.. عيون ؟؟!! يرى عينيها لأول مرة.. من كان يظنها بشعه لوضعها نظارتها الشمسية دائما .. أنها .. اجمل ما رأت عيناه.. سحرته برقه ملامحها و جمال وجهها .. وذلك الانكسار بنظرتها .. نهضت من مكانها بتخبط تريد الهروب منه.. وقف امامها يمنعها من المرور يقول بصدق..
_ سما ارجوك لا تذهبي.. اخبريني مابك ربما أستطيع مساعدتك.. لن ادعك تذهبين وانت بهذا الحال.. ارجوك.. اهدئي..
همس كلماته الأخيره بهدوء و حنان.. لا يعرف لما يشعر بأنه يريد احتضانها و معاقبه قنواتها الدمعيه على اغراق وجهها.. ذلك الوجه البريئ الجميل وقد ارتخى شعرها قليلا لتنسدل بضع خصلات كستنائيه متموجه تحيط به.. ابتلع ريقه وتقدم منها خطوه وهو يمد يده ليمسح تلك الدمعات التي قتلته.. انتفضت تعود إلى الخلف تقول بسرعه وصوت مختنق من البكاء..
_ بعد أذنك.. لا اس.. لا أستطيع.. علي الذهاب..
.. ثم فرت هاربه.. وقف مكانه لا يفهم ما حدث معه، فلو كان بوضعه الطبيعي لأستغل انهيارها هذا لما سيصب في مصلحته و متعته.. خصوصا هي بالذات من جاء اليوم خصيصا ليحدث انقلابا في عالمها.. لكن كان للقدر رأي آخر، محقق نواياه بأختلاف الطريقه..

حكاية حياة.. الجزء الأول من سلسلة ( لنا في الحياة.. حياة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن