الفصل الأربعون

224 17 35
                                    

ازدانت دروب المحبين ازهارا، يبعثها القدر مهنئ مبارك.. لا خوف يربك القلوب المتيقنه، فالامل هدية المحتسب، و السعادة جود من الخالق..

صاخب داخلها يعج بأصوات جسدها المضطرب، يعصف قلبها مسرورا.. و مرتبكا.. فالحياء اثمن خصال النساء..
دخلت عليها علا تحمل فستان يغلفه كيس بلاستيكي من اللون الحمصي يحجب لون وشكل الفستان.. تزايد حفقان قلبها وهي تتابع اقتراب علا الجميلة إليها مبتسمه تلوح لها بذلك الكيس الكبير.. وقفت سما في مكانها تتطلع بعينين واسعتين براقتين نحو الفستان المحبوس حتى اقتربت منها علا المستمتعه بمنظرها المتحمس؛ تجمع قبضتيها فوق صدرها رافعة كتفيها تشع من السعادة، و الفضول.. ابتسامه بلهاء تشق وجهها المتورد، ورعشة ضخ الادرينالين تسيري فيها لتكون حولها هاله من التوهج واضحة لمرئ الجميع.. صوت انفاسها صار أعلى أثناء فتح السحاب للافراج عن فستان خطوبتها.. فاليوم، لديها موعد مع السعادة.. فتحت عينيها بأنبهار ثم حولت نظرها إلى علا المترقبه، فالاخيره أصرت أن تهدي صديقتها العروس فستان خاص جدا من تصميمها.. أحبت أن تضفي لمسة مميزه لهذا اليوم المميز.. ترقرقت دموع الامتنان و الفرح تنظر إلى علا التي بادلتها نظرتها المحبه و دمعاتها الصادقه متمنية لها دوام البهجه.. شعور بالحب غلف اللحظة و نشر الدفئ في الأجواء.. مشاركة فرحة المناسبة اروع من المناسبة نفسها..
تحدثت سما متنهدة..
_ علاا !! حقا، لا أعرف ماذا أقول..
.. ارخت وجهها و كتيفيها تركز في عيني صديقتها البندقيه..
_ شكرا، شكرا من كل قلبي..
.. بانت اسنانها ضاحكة تجيب سما بلطف، دفعتها لتبداء تجهيز نفسها.. عند العصر سيكون نديم و عائلته هنا..

مرتبكه تبسط يدها فوق بطنها تريد من معدتها أن تشفق عليها.. تقلصات و تقلبات تدفعها لتكرمش وجهها بين حين واخر..
وقفت حياة مستنده على كتف همسه تتقدم ناحيتها تسير بثقل بسبب بطنها المنتفخ تنظر إلى انعكاس وجه سما من خلال المرآة، قالت ساخره..
_ تظهر عليك علامات الولاده اكثر مني يا سما !! ما بالك ؟ لما كل هذا التوتر ؟..
.. اقتربت منها لتتكلم علا التي كانت تضع اللمسات الاخيره على وجه سما المتوهج الأحمر، تذمرت..
_ معك حق يا حياة، انظري إليها، حاولت جهدي كي اخفي احمرارها الزائد لكن لا فائده.. بالاصل لم أضع لها الكثير من مستحضرات التجميل فهي لا تحتاج..
.. ضحكت همسه و جائت تنقذ سما من بين اللائمتين الواقفتين فوق رأسها، دفعتهما بكلتا يديها تبعدهم عن محيطها ثم مدت كفيها إلى كتفي سما المتشنجه تضغط عليها بتدليك خفيف وهي تقبل قمة رأسها قائله..
_ اتركوها و شأنها !
.. تنظر في عيني سما من خلال المرآة و بحب و عطف شديد همست..
_ استرخي عزيزتي.. لا تقلقي فما يحدث معك طبيعي.. انت عروس، و هذا حال العرائس..
.. اغمضت عينيها ترجع رأسها إلى الوراء سامحه لشعور الحنان يغمرها.. مبتسمة مطمئنه.. تتجهز لحبيبها القاسي حالمة متأمله.. مستسلمة لتيار مشاعرها يدفعها إلى احضانه مصدقة وعوده..

حكاية حياة.. الجزء الأول من سلسلة ( لنا في الحياة.. حياة ) Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon