🍓الحادي عشر في قبضة الأقدار 🍓

46K 1.5K 134
                                    

إن أردت الفوز بالجنة فعليك طرق باب الصبر. و ياله من باب بدايته طريق شاق مؤلم. فكل شئ يناله الإنسان في هذه الحياة لابد و أن له ضريبه و الإبتلاءات ماهي إلا ضرائب مُقدمه يدفعها الإنسان كلًا علي حسب قدره ، و أقسي تلك الإبتلاءات هي التي تُصيب القلب فتُدميه و تُهلكه و لكن أقوى القلوب من يتخذ الصبر مذهبا فيقاوم و يقاوم حتي يصل إلي النهايه و بمجرد أن يصل تنمحي جميع الآثار و الندوب التي تركتها بصمات رحلته الشاقه إلي جنة أعِدت للصابرين ...

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

"حازم!"

قالتها ساندي بـ شفاه مُرتعِشه و قلب ينتفض بعُنف عندما رأت ذلك الشاب الذي لم ترٍ إلا ظهره واقفًا بجانب سيارته عندما أوشكت علي المُغادرة فقد بدَا كثير الشبه بالحبيب الراحل مما أدى إلى صرخة قوية تخرج من بين شفتيها علي إثرها هرول كلًا من «سليم» و «جنة» التي تسارعت أنفاسها و هدرت الدماء بعروقها بينما عيناها تطوف فوق ملامح ذلك الغريب الذي كان من ظهره يُشبهه كثيرًا للحد الذي جعلها تتساءل بصدمه
( هل يُعقل للأموات أن يُبعثوا من جديد؟ ) و لكن ما أن إستدار حتي فوجئوا أنه لم يكن حازم و دون أن تدري شعرت بنفس قوي يخرُج من بين أعماقها بينما سمعت صوت قوي خلفها

" مروان.. حمد لله عالسلامه "

تجاوزها و تقدم «سليم» للترحيب بهذا الغريب الذي أقترب منه يعانقه بحرارة و هو يقول بشوق
" الله يسلمك يا سليم . وحشتني جدًا "

أبتعد عنه «سليم» و هو يُبادله الشوق قائلًا
" أنت كمان ليك وحشه . دا مروان إبن عم حازم !"
قالها «سليم» حين إلتف موجهّا نظراته لكِلا الفتاتين و إستقرت عند «جنة» التي طالعته بغضب حين شعرت بسخريته التي تجلت علي ملامح وجه و كأنه يُخبرها بأن من يُحِب لا يخطئ فيمن أحب أبدًا .

لم يكد ينهي جملته حتي تفاجئ من هذا الصوت الطفولي الرقيق لتلك الفتاة الصغيرة الجميلة التي إنسلت من الباب الآخر للسيارة و إستدارت تقف بجانب «مروان» و كأنها تحتمي به فنظر إليها «سليم» بصدمه تحولت إلي عطف و إمتدت يده تُداعب خُصلاتها البُنيه المُجعدة و هو يقول بحنان
" أهلًا يا ريتا .. حمد لله عالسلامه ."

لم تُجبه بل أكتفت بهز رأسها لترُد تحيته و إزداد إلتصاقها أكثر «بمروان» الذي إمتدت يداه تحتضنها و نظر إلي «سليم» نظرات ذات مغزى فهمها علي الفور فتنحي يُفسِح الطريق و هو يقول
" أدخل لماما و البنات جوه دول هيفرحوا أوي لما يشوفوك ."

أختتم جملته و توجهت أنظاره إلي تلك التي كانت مُلتزِمه الصمت و لكن عيناها عكست صراع داخلي و مشاعر كثيرة أولهما الخيبه و آخرهما القهر و من دون أي حديث توجه «مروان» الذي حمل الطفله مُضيقًا عيناه و هو يُفرقها بين «ساندي» و «جنه» التي إغتاظت بشدة من نظراته الثاقبة لها و لكنها حاولت ألا تُظهِر شيئًا و توجهت بأنظارها إلي تلك التي بدَا عليها الألم الذي تجلي في تهدُل أكتافها وخطواتها الثقيلة التي كانت تجر ذيول خيبتها الكبيرة و رأسها المُنكس كشخص هزمته الحياة في أهم معاركه فلم يعد يدري ماذا عليه أن يفعل ؟

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن