الأنشودة الرابعة 💗

82.6K 2.2K 663
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
الأنشودة الرابعة 💓

علينا أن ندرك جيدًا بأن هُناك لحظات فاصلة في حياتنا لا يعود بعدها كل شئ كما كان . لحظات أحيانًا من فرط مرارتها تشعر أنها النهاية ولكنها لم تكن سوي البداية . او لنقل أنها ولادة روح جديدة بداخلك خُلِقت من رحِم المعاناة و قساوة الخذلان الذي حتي و أن استطعت تجاوزه ستظل مرارته عالقة بجوفك لتذكرك بأن لا تغفر أبدًا ..

نورهان العشري ✍️
(كواسر أخضعها العشق ❤️‍🔥)

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

"هسيبك دلوقتي ترتاحي وبكرة أن شاء الله هاجي اطمن عليكِ.."
هكذا تحدث فقابلت كلماته ببسمة واهنة وحين كاد أن يفتح باب الغرفة لم تتمالك نفسها وهي تصيح قائلة
" الفويس اللي سمعته لفرح يوم فرحكوا كان بصوت حازم .."
هل يمكن لعدة حروف بسيطة أن تصبح طلقات نارية قادرة علي إنتزاع روح إنسان ؟

تجمد بمكانه لثوان يحاول التقاط أنفاسه الهاربة قبل أن تأتيه كلماتها المحملة برذاذ الاعتذار
" أنا اسفة يا سالم . مبقتش قادرة اتحمل كل اللي شيلاه في قلبي . لو اتكتبلي عمر جديد هيبقي بقلب نضيف مش شايل اي مرارة جواه.."

كان الصمت طابعه المميز الذي يكمن بين طياته شموخ و كبرياء ولكن الآن كان صمته خزي و خذلان
اخيرًا اتخذت قرار إخلاء سبيل كل تلك الأسرار المخبئة كالعلقم في جوفها
" حازم كمان اللي ولع في المزرعة يوم فرحكوا. عشان مكنش عايز سليم يقرب من جنة .. وهو اللي خلاني اقنع ماما تحط لجنة الحبوب في العصير عشان تسقطها. مكنش عايزها تخلف ولد يورث فلوسه . وهو اللي خد فلوس الصفقة الألمانية. لما جنة ولدت فكر انه ياخد اي حاجه من ورثه .. "

تناثرت أشواك الحقيقة بقلبه مما جعله يُغمِض عينيه و داخله يبتهل لخالقه أن يستيقظ من ذلك الكابوس قبل أن يقضي عليه . ولكنه لم يكن كابوسًا بل واقع مرير دهس علي ثباته و قوة تحمله حتي كاد أن يسقط في تلك اللحظة من فرط ذلك الثقل الذي لم تعد قواه تكفي لتحمله
اشفقت علي ألمه ولكن لم يكن هناك وقت للتراجع لذا أكملت تجلده بسوط تلك الحقائق المريعة
" هو اللي خطف محمود عشان يساوم جنة أنها تسيب سليم . وهو اللي هدد لبني و أهلها انها تغير أقوالها و تتهم عُدي لما عرف أنه اتجوز ساندي .."

صمتت لثوان قبل أن تضيف بلهجة تتضور وجعًا
" حازم زي بابا بالظبط . نفس الأنانية . نفس الطباع السيئة. معندوش مشكله أنه يأذي اي حد المهم ياخد اللي هو عايزه ."

تعاظم الوجع حتي اسدل ستاره علي ملامح وجهه و طمس بريق عينيه و لهجته التي جاءت متحشرجة و كأنه كان يحاول انتزاع الحروف لتخرج من بين شفتيه
" هو اللي حاول يقتل لبنى ؟"

التقمت عينيها ذلك التوسل الخفي بعينيه لإجابة قد تخفف من وطأة ألمه ولو قليلًا فلم تبخل عليه بها
" لا . بابا اللي عمل كدا . بس بطلب منه . اصلًا سبب هروب حازم كان لبنى دي . حكاية لبنى دي بابا اللي ملفقها زي بردو ما جر حازم عشان يشرب مخدرات . "

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن