الأنشودة الثالثة 💗

37.6K 1K 268
                                    


الأنشودة الثالثة 💗

لا تُبالي لتلك الأسباب السخيفة و العقبات المؤسفة فمن  صِدق الشعور تُولد الإرادة و ينحني كل شئ أمام عنفوان الرغبة ، فالأمر لا يقتصر علي الهوى فقط ! بل أنه أعمق من ذلك بكثير فشخص يهواك لا يشبه أبدًا شخص تتلخص حياته في وجودك. إيجازًا للحديث الفرق يكمن في القَدْر! قدرك بقلوبهم إما أن يجبرهم علي خوض الحروب لأجلك او التخلى و كأن شيئا لم يكن !

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁




كان الوجع ابلغ من أن تصفه حروف واهية حتي أن قواه العقلية لم تستطيع استيعاب ما يحدث للحظات حين أتاه صوتها المرتعب وهي تقول
" في ضرب نار بره يا سالم و عربيات كسرت بوابة المزرعة و دخلت و نزل منها ناس مسلحين .."

لم يخلق في هذا الكون ما هو أصعب من القهر . الذي كان يمزق قلبه في تلك اللحظة خوفًا عليها وهو الذي لم يكن يعرف الخوف طوال حياته والآن فقدماه لم تكن تحمله من فرط هيمنه ذلك الشعور المروع عليه ..
" اهدي يا فرح و اسمعيني كويس خدي سما و انزلوا المكتب بتاعي اقفلوا عليكوا بالمفتاح لحد ما اجيلك . يالا بسرعه .."

أطلق زفرة قوية من جوفه المحترق ألما فتهدجت كلماته حين أضاف بلهجة محرورة 
" متخافيش انا معاكِ "

كانت محاولة منه أن يبثها الأمان و القوة التي تتنافي مع ذلك الضعف الذي جعله يستند بيديه علي الحائط خلفه فجاءه صوتها المرتجف ذعرًا
"حا .. حاضر .. "

توجهت بخطًا مرتجفه إلي الخارج فوجدت سما التي كانت تهرول من غرفتها قائلة بذعر
" في ايه يا فرح؟"

فرح بأنفاس متلاحقة
" مفيش وقت يالا بسرعه علي مكتب سالم.."

هرولت الفتاتان الي الأسفل و عند بلوغهم درجات السلم السفليه تعاظم الفزع بقلوبهم حين شاهدوا انعكاس خيالات أولئك المسلحين علي باب القصر وهم علي وشك فتحه فتوقفت فرح وقد شعرت بدنو النهاية فهمست إليه عبر الهاتف بنبرة فاقدة الي كل معالم الحياة 
" خلاص يا سالم …"

هوي قلبه بين قدميه من فرط الرعب حين سمع همسها فلم يستطيع التحمل و صرخ حتي تقطعت أحباله الصوتية
" فرح…."

لحظات اخترقها أصوات أعيرة نارية شعر بها تجتاح قلبه وهو يهرول كالمجنون بين أروقة المشفي و خلفه كلا من طارق و مروان و سليم ليصعدوا الي السيارات و ينطلقوا و خلفهم سيارات الحراسة بأمر من سليم الذي كان يخشى في تلك اللحظة أن يفقد شقيقه الذي لأول مرة يراه بتلك الحالة فقد كان ينطلق بأقصى سرعة يمتلكها فأصبحت السيارة كوحش ينهب الطريق كوحش الذعر الذي يلتهم قلبه الآن ..

" تعالي يا فرح بسرعه هنا.."
انتزعها صوت سما كما فعلت يديها فبمجرد أن كاد أولئك الرجال أن يقتحموا باب المزرعه حتي اخترقت جماجمهم طلقات نارية جعلت دمائهم تتناثر علي زجاج الباب بطريقة اقشعر لها بدن فرح التي انصاعت الى يد سما لتجذبها الي غرفة المكتب و اغلقته بينما هو لم ينفك عن ندائها عبر الهاتف الي أن أتاه صوتها المرتجف
" احنا في المكتب يا سالم …"

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن