🍓الرابع "بين غياهب الأقدار "🍓

62K 2K 429
                                    

لم يتفِق الكبرياء مع العِشق يومًا فدائمًا يكون صراعهم مرير و الحرب بينهم هوجاء للحد الذي يجعل القلوب تقع ضحيةً لها. ولكن ماذا لو تضمنت تلك الحرب خِصمًا ثالثًا أشد ضراوة وهو الأنتقام بنيرانه التي تنهش في الصدور بِلا رحمه؟ هُنا يبقى السؤال حائرًا هل يُمكن للقلوب أن تظفر بغنيمة العشق ذات يوم أم أن ذلك الاحتمال دربًا من دروب المستحيل!!؟

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

التفت الجميع لتلك التي ترجلت من السيارة بهيئه مبعثرة و عبرات غزيرة اختلطت بكحلها الفاحم فشكلت لوحة مرعبة لإمرأة افنت عمرها باكية .
تعالت الشهقات من حولهم علي شيرين التي كانت نظراتها مصوبه على سالم الذي كان يطالعها بغموض سرعان ما تحول لصدمه حين  وجدها تتقدم خطوتين منه قبل ان تسقط مغشيا عليها فهب من مكانه يحملها بين ذراعيه و يتوجه بها الي الداخل و الجميع خلفه مذعور مما حدث فكان أول من قابله هي همت التي ما أن رأت ابنتها محموله هكذا حتي صرخت بذعر
" شيرين . بنتي. حصلها ايه ؟؟"

لم يجبها أحد و قام سالم بوضعها على الأريكة بغرفه الجلوس ثم تراجع خطوتين و اجتمع الكل حولها و ارتمت همت جالسه بجانبها تحاول افاقتها وهي تقول بلهفه
" شيرين .. ردي عليا يا بنتي .. حصل ايه حد يقولي ؟"
ما أن سمعت اسم شقيقتها حتي هرولت بقلب مرتعب وهي تقول ملتاعه
" شيرين .. شيرين ردي عليا .. مالها فيها ايه ؟ ما حد يرد علينا . ساكتين كدا لية ؟"

استنكرت امينه نبرتها الغاضبه فأجابتها بصرامه
" والله الوحيد الي يعرف فيها ايه هي. احنا لاقيناها بتنادي علي سالم و فجأة أغمي عليها.."

كانت تظن أنها امرأة من الجليد ولكن الآن انصهر الجليد و تحولت إلي كرة نارية و كأنها خلقت من رحم النار التي نهشت بصدرها ما أن رأته يحمل تلك المرأة بين ذراعيه بتلك الطريقه فأظلمت غاباتها تنذر بهبوب عاصفة هوجاء كانت رياحها تتخبط بعنف بين ضلوعها و تجلى ذلك علي صفحه وجهها المحمرة و عينيها التي أطلقت أسهم حادة لاحظتها شقيقتها التي اقتربت منها قائله بخفوت
" أنتِ تعرفيها ؟"

حانت منها التفاته بسيطه و لم تكد تجيبها حتي التقمت عينيها إمرأة تتهادي في مشيتها وهي تناظرها بعينين تقطران سُمًا سرعان ما تحول لوداعه وهي تنظر إلي سليم قائله بخفوت
" اذيك يا سليم .."

تفاجئت جنة التي لأول مرة تراه متوترًا هكذا ولكنه سرعان ما سيطر علي نفسه قبل أن يومئ برأسه لها دون أي حديث فاقترب منه مروان الذي قال بجانب أذنه و نظرات الشماته تغلف عينيه
" اوبا.. شيرين و مروة مرة واحده دي كدا ولعت زي ما هتولع انت و أخوك أن شاء الله.."

زجره سليم بغضب قاطعه كلمات مروة التي قالت بحزن زائف
" شيرين أعصابها تعبانه يا طنط و لما شافت سالم .. اقصد شافتكوا متحملتش و أغمي عليها.."

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )Where stories live. Discover now