🍓 الثالث عشر بين غياهب الأقدار 🍓

54.9K 2K 392
                                    

احتياجي إليك قاتل كنص حُرِمت حروفه على لسان حامله! فالأمر كان أشبه بسفينة عادت إلي شطها مهزومة ، مُثقلة بـ تصدعات وشروخ خلفتها عواصف وأعاصير رحلة مُضنية مع القدر. وحين لاحت بوادر الإتيان إلي ديارها. لم تواتيها الجرأة على معانقة مرساها أو الاستكانة بين أحضان مرفأها فظلت عائمة تتقاذفها رياح الهوى غير عابئة بجراحها. يُذكرها تأرجحها بين جنبات المياه الضحلة بأن ترياق أوجاعها أمرًا بعيد المنال مهما بدا قريبًا ، و أن ما خفى كان أشد وأقسى ..
هكذا كان الأمر معك!

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

تجمدت قدماها و شعرت بتوقف النبض في أوردتها حالما وقعت عينيها على تلك الورقة اللعينة التي كانت سبب هلاكها و وقوعها في فوهة ذلك الجحيم ، ولكنها لم تكن وحدها بل كانت متبوعة برسالة أخرى أسوأ مما تحمله هذه الورقة
" الورقة دي هـ تلف على كل مواقع مصر و جرايدها لو تممتِ جوازك من سليم الوزان!!"

كانت في تلك اللحظة أشبه بطفلة عاجزة تحيطها الأعين
بـ استفهامات كثيرة وهي لا تستطيع النطق بـ كلمه واحدة تشعر بـ نبضها يحترق ألمًا بعد أن ظنت بأنه سـ يهدأ ويستكين!
كان مظهرها مبعثرًا ضائعًا فـ اقترب منها يحاوطها بذراعين صُنعت من عشق غلف نبرته و نظراته حين قال
" مالك يا جنة؟ "

كان ينطق اسمها بصورة قاتلة اخترقت اقوى دفاعاتها التي اهتزت فانبثقت دمعة غادرة من طرف عينيها تحكي مقدار وجعها الذي اهتز له قلبه فشدد علي كتفيها مضيفًا بنبرة اقوى
" ردي عليا ؟؟ في ايه؟ "

اقتربت منها «فرح» وهي تنظر إلي «سليم» نظرات ذات مغزى حتى يتركها الآن معها و لكن قلبه لم يكن يطاوعه.. فقد شعر بأنها كانت على وشك التسليم له. و بأنها كانت بصدد إعطاءه فرصة لبدء علاقة صحيحة معها ولكن الآن حدث شئ ما.. وذلك الهاتف اللعين حتمًا يحمل الجواب..

كان مايزال يقف و يناظرها بعينين يغلفهما التوسل ألا تبعده و يكن هو الكتف الذي ترتمي عليه بثقلها ولكنها كانت عاجزة حائرة تناظره بأعين تشتت بهما الشعور و ضاع بهما الأمل. خيبة قوية ارتسمت بعينيه التي اخفضها قبل أن يقوم بترك ذراعها علي إثر حديث أخاه
" سيب جنة و فرح يدخلوا يتطمنوا علي محمود. و تعالي ننزل نشوف الدكتور "

لا تعلم لما شعرت بخيبة كبيرة احتلت قلبها حين تركتها يداه ؟ هل كان صمتها اختبارًا منها علي مدى صبره و تمسكه بها؟ أم أنها كانت بحاجة إلى ما هو أقوى من يديه في تلك اللحظة ربما كانت أضلعه التي تمنت لو ارتمت بها تبكي كل ما تحمله من قهر و عذاب و ألم أثقل خطواتها المتجهة الى غرفة صغيرها وما أن همت أن تفتح الباب حتي توقفت إثر صوته الذي قال بقوة
" مستنيكِ هنا اطمني علي محمود و تعالي.."

على قدر ألمها الهائل و خوفها الكبير ولكن جملته جعلت شعورًا من الأمان يتسلل الى نيران قلبها فتهدأ قليلًا.

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )Onde as histórias ganham vida. Descobre agora