اعلان

22.8K 333 59
                                    

_هل تريد شيئًا آخر؟!
هكذا تحدثت بجمود، بعد أن وضعت القهوة على المكتب أمامه، وعيناها تراوغ حتى لا تتقابل مع عينيه، التي طافت عليها بنظرات تحمل وميض الشغف والرغبة، فأظلمت أشعتها التي أشعلت شيئًا ما بداخلها، لم تعرف كنهه وخاصةً حين قال بخشونة:
_ إذن أنتِ أطلقت عليّ لقب هاديس أي أمير الظلام.

رهبة قوية اجتاحتها جراء استفهامه، مما جعلها تلتف موجهة أنظارها إلى النافذة وهي تقول بتوتر:
_من أخبرك هذا؟
شعرت بحرارة تكتنف جسدها من الخلف إثر اقترابه منها، مما جعل حزمة قوية من الوخزات تغزو عمودها الفقري، فحاولت الثبات قدر الإمكان، لتأتيها نبرته التي كانت تحمل وعيدًا مبطنًا:
_لا يهم، المهم الآن هل حقاً تريني بتلك الصورة؟!

صمتت لثوان لم تسعفها الكلمات، وخاصةً وهو بهذا القرب الذي يثير بداخلها زوبعة من المشاعر القوية، فعضت على شفتيها بقوة، وكأنه شعر بها فقام بوضع يديه فوق رسغها يديرها إليه، فالتقت أعينهما بنظرة طويلة، قطعتها حين أسبلت جفنيها بارتباك قائلة:
_وهل أجرؤ على قول الحقيقة؟

في تلك اللحظة كان أسيرًا للزيتون الذي يتلألأ بإغواء في حدقتيها اللتان لمعتا بهما ومضة من التحدي، راقت له كثيرًا فقال بخشونة:
_نعم، أريد سماع الحقيقة منكِ.

لا تعلم من أين جاءتها تلك الجرأة، فقد خرجت الكلمات مندفعة من بين شفتيها:
_نعم أطلقت عليك هذا اللقب لأنك بالفعل تملك قلبًا مظلمًا متوحشًا لا يليق سوي بأمير الظلمات.

_ومن أين تعرفين أن قلبي مظلمًا؟!
صدمة كبيرة اجتاحتها من سؤاله غير المتوقع، فقد ظنت أنها ستكون فريسة لغضبه المريع، ولكن نظراته ولهجته الهادئة أمرًا يدعو للدهشة، أو ربما الريبة، هكذا حذرها عقلها، ولكنها تجاهلت تحذيراته، وتوهجت نظراتها التي كانت مفعمة بالتحدي وهي تواصل هجومها السافر قائلة:
_إن لم يكن كذلك فمن المؤكد أنك كنت ستشعر بالبشر من حولك، ولكنك …

توقفت حين وجدته يعض على شفته السفلية بطريقة بعثت الرجفة إلى أوصالها، التي شعرت بها ترتخي حين قال بهسيس مرعب:
_ أتعلمين؟ كل ما أشعر به الآن أنني أريد سحق عِظامك.
أخفت ذعرها خلف ستار الاستنكار، حين قالت تتوارى خلف خداع واه:
_ستقتلني لأنني أخبرتك الحقيقة؟

ارتفع أحد حاجبيه باندهاش، قبل أن يقول مستفهمًا:
_ من أين اتيتِ بفكرة القتل الآن؟
بللت حلقها قبل أن تقول بسخرية:
_ألم تقل إنكِ تريد سحق عظامي؟

لاح شبح ابتسامة على شفتيه، واكتفى بالتحديق الملي في تفاصيل وجهها، فقد كان يشتاقها كثيرًا فمنذ سنة ونصف لم يقترب من امرأة، وقد كان هذا شاقًا على رجلٍ مثله، وحتى عندما عاد لم يقترب منها سوى بتلك القبلة التي مضى عليها أسبوعًا، فتوهجت ألسنة الرغبة بقلبه، وتعاظم الغضب، وربما الخوف بداخلها فصاحت بانفعال:
_ أرأيت؟ تريد قتلي لمجرد كلمات بسيطة تفوهت بها.

كان هناك بركانًا ثائرًا في قلبه، يقترب من الفوهة قاذفًا جمراته في عروقه النافرة، قائلًا بهمس محترق:
_لا، ليس هذا هو السبب.
حمرة طفيفة تسللت إلى وجنتيها، وتبعثرت كلماتها عند شفتيها تزامنًا مع تلك الفوضى داخلها التي أثارتها لهجته ونظراته
_ وما هو السبب إذن؟!

غافلته الكلمات وانبعثت من بين شفتيه، حين قال بلهجة خشنة وعينين تشملها بنظرات متوهجة تطلقان سهامًا مشتعلة إلى سائر جسدها:
_لأنكِ تبدين فاتنة بدرجة يصعب عليّ احتمالها.
انتفضت أوردتها، وكأن كرات دمها تحولت لجمرات جراء غزله المباغت، فيما انكمشت ملامحها بصدمة سكبتها حروفها حين قالت:
_ما الذي تقصده؟ لا أفهم؟!

رجل مثله يعتبر أن الحديث ما هو إلا مضيعة للوقت، فهناك أشياء لا تفلح معها الكلمات، لذا قام بمد يديه لتعانق خصرها مقربًا إياها حتى تعانقت أضلعهما، وهو يمسد بإبهامه فوق ذقنها برقه تتنافى تمامًا مع طباعه الحادة وملامحه الخشنة حين قال هامسًا:
_هذا لأنك تثرثرين كثيرًا.

ارتجفت الحروف على شفتيها حين قالت:
_ ماذا تفعل؟
نظر إليها بعينين براقتين يمتزج بهما الشغف والرغبة، قائلًا بهسيس قاتل:
_أريكِ كيف تُسحق العظام.

كواسر أخضعها العشق ❤️‍🔥
اللي عايز يقرأها اللينك اهو

https://www.facebook.com/groups/Rewayat.Msrya/permalink/2143989169296213/

و هسيبلكوا اللينك علي صفحتي ♥️

و هسيبلكوا اللينك علي صفحتي ♥️

Hoppla! Dieses Bild entspricht nicht unseren inhaltlichen Richtlinien. Um mit dem Veröffentlichen fortfahren zu können, entferne es bitte oder lade ein anderes Bild hoch.
في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt