🍓العاشر في قبضة الأقدار 🍓

85K 2K 178
                                    

🍓 العاشر 🍓

أحياناً نتسائل لما لا يكتفي القلب بوظيفته بضخ الدماء إلي جميع أنحاء الجسد فقط ! لما يحن و يشتاق و يتألم ! و يضعنا دائمًا بأمور مُعقدة تُرهق العقل و تُهلك الروح !

نورهان العشري ✍️

*****************

أخرجت زفرة حادة من جوفها علها تُهدأ ذلك الضجيج المُزعِج الذي يملئ داخلها منذ البارحه و لم يفلح أي شئ في إيقافه . فبعد ما حدث معه و صورته لم تفارق تفكيرها أبدًا . فعلته المباغته حين لامس جرحها بشفتيه بتلك الرقه لاقت صدي كبير بداخلها لا تعلم سببه . هل يمكن لأنها جاءت في أشد أوقاتها ضعفًا و إحتياجًا ! أو لتأثُرها بتلك الرسالة التي أيقظت الماضي بجراحه داخلها و لا تعلم من أين خرجت فقد كان يكفيها كل ما تمر به من صعوبات لا تعرف كيف ستواجهها و لم يكن ينقصها غزو الماضي الذي تتمني لو أنه ينمحي من ذاكرتها للأبد .

و لدهشتها أن هذا ما حدث وكأنه إنمحي ! كانت في الماضي تتحاشي أي شئ يُذكِرها بما حدث حتي الشتاء صارت تبغضه لإرتباطه بذكريات مؤلمه بقدر روعتها و لكن البارحه كان حضوره طاغيًا للحد الذي جعلها تنسي أمر تلك الرساله و لم تتذكرها سوي الآن حتي أنه أحتل أحلام المنام أيضًا و هي من كانت تهرب من سطوته في اليقظه ليتربع علي عرش أحلامها بلا منازع . تبًا لغروره الذي يفرض نفسه علي كل شئ حولها

زفرت بحنق للمرة التي لا تعلم عددها و أخذت تنظُر في المرآة علي شكلها و قد أختارت أن تظهر بمظهرها المعتاد بهيئتها الباهته و نظارتها الكبيرة و شعرها الذي أحكمت قهره في تلك التسريحه البغيضه و إرتدت بذله سوداء مكونه من جاكت أسود و بنطال من نفس لونه و تحتهم قميص من اللون الأزرق القاتم و لم تضع أيًا من مساحيق التجميل علي وجهها و قد كان مظهرها هذا يُرضيها لأنها تعلم بأنه سيُغضبه !

" إيه يا فرح أنتي هتخيبي و لا إيه ! يتضايق و لا يتفلق . أنتي لابسه كدا عشان نفسك دي شخصيتك إللي إخترتيها . و مش هتغيريها عشان أي حد . و هو زيه زي أي حد !"

هكذا حدثت نفسها أمام المرآه بغضب و قد كان الحديث في المقام الأول موجهًا لقلبها حين شعرت بضعفه أمام ما حدث البارحه فأرادت تذكيره بألا يعطي الأمر أكثر مما يستحق .

صفعه خذلان واحدة في الحياة تكفي لجعل الإنسان يحيا المتبقي من حياته مُصابًا بداء الحذر يتجنب كل الطرق و الأشخاص و حتي الروائح التي تحمل رذاذ قد يكون مُحملًا برائحة العشق.

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

" لو تعرفي أتمنيت قد إيه اشوفك موطيه راسك كدا !"

أخترقت الكلمات قلبها لتُصيبه بالذُعر حين رفعت رأسها أمام تلك النظرات المُحمله بالكره و البغض و تلك الملامح المُحتقرة التي تحمل جرحًا كبيرًا كانت هي السبب الرئيسي به و قد شعرت في تلك اللحظه بأنها قاربت علي الإنهيار بسبب كل تلك الضغوطات التي مرت عليها منذ الصباح بداية من مواجهتها مع تلك الفتاة «سما» و حديثها المسموم مع ذلك المتغطرس لتأتي هي بكل حقدها و سمومها التي تقطر من عيناها قبل شفتيها و تُكمِل مثلث الرعب حولها، و لكنها لن تجعلها تنال مُرادها و لن تعطيها إنتصارًا اليوم أبدًا
لذا رفعت رأسها بشموخ يتنافي مع إنهيارها الداخلي و توجهت إلي حيث تقف لتقترب منها خطوتان قبل أن تقول بسخريه
" بعينك ! بعينك تشوفيني موطيه راسي و لا مكسورة أبدًا !"

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن