الفصل الثاني

108 5 2
                                    

الفصل الثاني
بعض الاشخاص تكمن روحهم في داخلنا قبل أن نراهم..

من الصباح الباكر كان يتجول في المشفى يمر على المرضى؛ ولكن بعقل شارد تلك المرة، كان مشتَّتًا، يدور بعقله الكثير من الأسئلة عجز عن إجابتها، اقتربت منهم إحدى الدكاترة وبدأت بالحديث قائلة:
_ صباح الخير يا دكتور أسامة أنا نور زميلة حضرتك وهكون مسؤولة عن التدريب، اتشرفت بوجود حضرتك معانا
قالتها بجدية فاردف أسامة بتهذيب:
_ الشرف ليا
أماءت ورحلت وهي تسير في هدوء وسكينة، بينما كان أسامة يحاول متابعة عمله بتركيز؛ ولكن باءت
محاولاته بالفشل، ظل يتذكر تلك الفتاة التي تتوالى على زياراته في أحلامه، لا يعلم لمَ يشعر بالعجز كلما تذكر أنه لا يتمكن من مساعدتها، نظر لكف يده الأحمر آثر شدها عليه في الحلم، وعاد عقله للشرود مرة أخرى وصوتها يذاع في أذنه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غابت الشمس كأنها تأبى أن تنير لهم، كأنها لا تريد أن تكون شاهدة على بشر مثلهم، لو كان إبليس يسكن هنا ما كانت الغرفة مليئة بالخمر هكذا، والظلام يحيط بها، لا يوجد إلا شعاع ضوء خافت، فكانوا بالكاد يروا بعضهم، صاح أحدهم باستنكار:
_ أنت عبيط يا مدحت؟
كان ينظر لصديقه بغيظ بعدما رأي حالة أمل، وما أصبحت بِهِ من خوف وفزع، استرخى مدحت على الكرسي وتحدث قائلًا ببرود:
_ ليه يعني
_ ليه أنت بتقول ليه دي مش بقت بتعرف تتكلم وحتى جسمها كله تشوهات
ابتسم مدحت واردف بتلذذ:
_ وكده حلو
نظر له صديقه قليلا ثم اردف قائلا:
_ مدحت البت دي لازم تعالجها وفي أسرع وقت
وابتسم بخبث واستكمل حديثه قائلا:
_ عشان حتى لما نيجي نستمتع تبقى لسه فيها الروح ولا أي رأيك
ابتسم مدحت باتساع واردف قائلًا:
_ هوديها المستشفى بتاعتي وبعدها هقدر استمتع أحلى كتير
صمت قليلا وتحدث بهمس:
_ من بكره هتكوني بتتعالجي مع أفضل دكتور
وبالفعل مع شروق شمس اليوم التالي كان يقف أمام باب منزله ينتظر صعودها للسيارة، ساعدتها سماح على الصعود، وهي تحاول الفرار، فهي لا تعلم إلى أين يأخذها، ولا ماذا سوف يفعل معها تلك المرة، أما هو رغم الإنزعاج من كونه سيحتاج لأحد مكانها حتى تعود إلا أنه كان يتطوق شوقًا لما سوف يفعله بعد شفاءها، صعد إلى جواراها لتنكمش هي بالقرب من الباب وجسدها يرتجف بخوف، بينما ظل هو ينظر لها بتلذذ واستمتاع، أمر السائق بالتحرك واقترب منها حتى صار جواراها مباشرة مستغل كون هناك حاجز بين المقعد في الخلف وكرسي السائق مما يجعله لا يراه، فلم يجد فرصة أفضل من تلك ليرضي نفسه المريضة، جذبها من شعرها وهو يلفه على يده ووضع يده سريعًا على فمها يمنع صراخها مستمتع ببكائها المكتوم، همس مدحت بالقرب من أذنها:
_ هوديكِ تتعالجي وترجعي تتكلمي عدل واجيبك تاني
شد على شعرها أكثر فيزيد بكاءها وتأوهت بقوة، فقربها أكثر يلف يده الأخرة حول خصرها، ثم استكمل حديثه قائلًا:
_ عشان لما ترجعيلي تاني نتسلى سوا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شروده أصبح مضاعفًا بعدما رأها مرة أخرى؛ ولكن تلك المرة كانت تبكي، وكلما أقترب منه تمد يدها له وهي تنظرله برجاء، اقترب منها أسامة أكثر فتشبثت بيده، واردف قائلا:
_ أنتِ مين؟
ولكن لم يتوصل لإجابة فاستيقظ من نومه وجبينه يتصبب عرقًا، ظل مستيقظًا حتى حل الصباح وذهب إلى صديقه، نظر له حازم صديقه بشفقة فكانت عينيه حمراء أثر عدم النوم واردف قائلا:
_ يا أسامة ممكن تكون مجرد حلم
نظر أسامة ليده بشرود ثم لصديقه واردف قائلا:
_لا مستحيل دي لمستها بفضل حاسس بيها
عقد حازم حاجبه بدهشة واردف قائلا:
_ ازاي؟
اتنبه أسامة لما قال وقد شعر بأن لا أحد سيصدقه إن قال أنه يشعر بوجدها بالقرب منه، لذا نهض واردف قائلًا:
_ لالا مفيش سلام اتأخرت
رحل وهو يحاول استحضار ملامح وجهها في ذهنه؛ ولكن باءت محاولاته بالفشل فذلك الضوء الذي كان يطغى على المكان جعله عاجزًا عن رؤيتها بوضوح، وكأن القدر أراد ألا يعرفها الآن.
قبل أن يصل للمشفى بدقائق كانا هما قد وصلا هبط مدحت يمسك بيدها، فأصبح من يراه يظنه ملاكًا يساعد فتاة لا تقوى على الحركة، أما هو لم يكن سوى شيطانًا يستمتع برؤيتها تتألم، كانت ترتعد بخوف فجذبها بقوة من يدها، دلفا معًا، فاستقبلتهما الممرضة وتحدث مدحت ببرود:
_ خدي مدام أمل وديها أوضة 25ونبهي على الكل محدش يدخلها وابعتيلي دكتور أسامة
_ دكتور أسامة لسه مجاش يا فندم
_ أول ما يجي ابعتيه يلا اتفضلي
اصطحبتها الممرضة برفق، وأمل تتراجع بخوف؛ ولكن ما باليد حيلة أدخلتها الغرفة واغلقت عليها جيدًا كما أخبرها مديرها المعتوه، دقائق وجاء أسامة وأبلغته بما قاله مدحت فذهب إليه ليرى ماذا يريد، دق أسامة الباب ثم دلف قائلا:
_ حضرتك طلبتني
_ ايوه أقعد
جلس أسامة على الكرسي أمامه فنظر له مدحت وبدأ بالحديث:
_ الأوضة 25 فيها حالة تهمني جدًا عايزك تعالجها كويس هي منقدرش نقول فقدت النطق بس مش بتتكلم غير تحت ضغط وكلام متقطع بالإضافة إلى عدم الثقة والخوف من كل البشر، طبعًا مش محتاج أقول شيء تاني، حدد أنت هتعمل أي، وأنت هتبدأ معها من النهاردة
كان أسامة ينصت له باهتمام وهو يشعر بقبضة في قلبه لا يدري لِما؛ ولكن أراد أن يعرف أكثر فاردف قائلًا:
_ وأيه اللي وصلها لكده؟
_ ملكش دعوه ركز في دورك وبس
أجابه مدحت بغلاظة وحدة، نظر له أسامة بغيط واردف قائلا:
_ تمام عن آذن حضرتك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متنسوش رأيكم بڤوت او كومنت♡
دمتم سالمين♡

ضحية مرض"مكتملة" Where stories live. Discover now