الفصل السادس

70 3 0
                                    

الفصل السادس
تحرك تاركًا الغرفة بل المشفى بأكمله، وظل مدحت في مكانه بغضب قبل أن يقترب من الممرضة الخاصة به يسحبها ويخرج من الباب الخلفي للغرفة حيث لا يراه أحد، وقد أختار ضحيته بعناية أو لنقل مريضة مثله!
بينما في الأسفل أدخل أسامة أمل السيارة، وتحرك حتى صار بعيدًا عن المشفى، وقف ونظر لها، وهي متكورة على الكرسي جواره تضع يدها على أذنها وتغمض عينيها بقوة، تذكر عندما أخبرته في الحلم أنها كانت تراه شخصًا آخر، اقترب منها وهو يخشى أن يرى نظرة خوف منه في عينيها مجددًا، سحب يدها من على أذنها بهدوء يهمس بصوته الحاني:
_ مفيش حد هنا خلاص
فتحت عينيه والتي كانت حمراء ومنتفخة من كثرة البكاء، فتحت فمها تحاول الحديث؛ ولكن عجز صوتها عن الخروج فلم تجد سوى احتضان جسدها المرتجف، مد أسامة يده تجاهها فظلت معلقة في الهواء لحظات، حتى أمسكت بها بيدين مرتعشتين، أطبق أسامة أصابع يده على يدها، وابتسم بهدوء وتحدث قائلا:
_ طول ما أنا هنا متخافيش مش هيقدر ياخدك مني اتفقنا
هزت رأسها بموافقة فعاد يسوق مجددًا وهو يتنهد بحزن، وصلا إلى منزله فهبط سريعًا يساعدها على الهبوط، وقد كانت تنظر حولها برهبة، فنظر لها وابتسم ابتسامة مطمئنة، ثم صعدا إلى شقته، دلف وهو يمسك بيدها وهي متمسكة به كما تلتصق الطفلة بوالدها، اقتربت
والدته منهم واردفت بدهشة وتساؤل:
_ مين دي؟
_ أمل
_ وبتعمل أي هنا مش المفروض تبقى في المستشفى
_ مش دلوقتي يا أمي نتكلم بعدين هدخلها أوضتك ترتاح
وبالفعل كاد أسامة يتجه بها إلى غرفة والدته إلا أنها سارت إلى غرفته، ودون أدنى تفكير  تحرك معها إلى غرفته ووالدته تتبعهم بحيرة، دلفا إلى الغرفة وأجلسها على الفراش ولم يكد يتحرك إلا أن أمل تمسكت به وتحدثت قائلة بدموع:
_ م.. متمشيش.. ه.. هيجي.. ي.. ياخدني.. و.. ويضربني.. و.. بتوجع أوي.. ه.. هنا
وأشارت على ظهرها ويدها وبطنها أيضًا، أدمعت عين والدته، أما أسامة فجلس على ركبتيه أمامها يبتسم رغم قلبه المحترق وتحدث قائلًا وهو يمسك يدها الأثنان بيده:
_ أنتِ هنا معايا محدش يقدر يقرب منك أبدًا، أنا هروح أجيب لينا أكل واجي
هزت أمل رأسها برفض ودموعها تهبط مجددًا وتحدثت بخوف:
_ ل.. لا.. مش.. ع.. عاوزه..خ.. خليك.. ه.. هنا
مسح أسامة دموعها برفق وتحدث مجددا:
_ حبيبي أنا هنا أهو حتى بصي خدي الجاكت خليه معاكي
وبالفعل نزع عنه سترته وأعطاها لها فاحتضنتها بخوف وتسطحت على الفراش متكورة حول نفسها في وضع الجنين تحتضن
سترته وهي تغمض عينيها بقوة، خرج أسامة من الغرفة وتبعته والدته التي اردفت قائلة:
_ فهمني في أي يا أسامة
جلس وبدأ يقص لها ما حدث بالمشفى وبعدما انهى أسامة حديثه اردف قائلا:
_ انا عارف إني غلطت بس أنا مش هسمح له ياخدها يا أمي ولو كلفني الأمر عمري أمل هتفضل هنا
_ هتفضل هنا ازاي؟ ولحد أمتى؟
_ لحد ما أكمل علاجها، وتبقى كويسة، وتقدر تعترف على الحيوان ده وتطلق منه 
_ وأنت؟
نظر لها أسامة بتفهم واردف قائلا:
_ متقلقيش هبات عند حازم
صمت أسامة قليلا واردف وهو ينهض: 
_ عن أذنك يا أمي هشوفها قبل ما أمشي
دلف أسامة إلى الغرفة فوجدها تغط في النوم وهي تحتضن سترته بقوة جلس أمامها ولأول مرة يتبين ملامح وجهها، كانت أمل تمتلك وجه طفولي ذا انف صغير وعينين مرسومتين، وخدين اصطبغا باللون الوردي بعد بكاءها، وشعرها الأسود والذي يصل لرقبتها وجده مقصوص بعشوائية، وبالطبع لم يكن بحاجة للسؤال عن الفاعل، مد يده يمسح بقايا الدموع من على خديها، ووضع يده فوق شعرها برقة واردف بشرود:
_ هتعملي فيا أي أكتر من كده يا أمل يا ترا هقدر تبقي ليا ولالا؟
ظل سؤاله معلقًا في الهواء، لا يملك إجابة له، ظل بجوارها حتى غفى وهو يسند رأسه على يدها التي بين يديه...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رأيكم بڤوت وكومنت واعملو فولو ياريت♡

ضحية مرض"مكتملة" Where stories live. Discover now