الفصل الثالث عشر

53 4 0
                                    

الفصل الثالث عشر
لكل قصة حب نهاية؛ ولكن ماذا لو كانت نهايتها قبل بدايتها؟
استيقظت نهى من غفوتها أو لنقل حالة الاغماء التي كانت بها، تشعر بألم حاد في جسدها بأكمله حاولت فتح عينيها بتعب ونظرات حولها باعين زائغة وهي لا تقوى على الحركة، لم تجد سوى الدماء التي تحيط بالفراش من حولها وبجسدها أيضًا، نهضت بعد محاولات كثيرة وهي تشعر بجسدها مخدر من شدة الألم، وجدت فستانها ممزق وجروح جسدها تنزف وأخرى جفت الدماء عليها بكت نهى بقوة وهي تقف أسفل المياه، ظلت تبكي لألم جسدها، وألم روحها أيضًا، مرت نصف ساعة حتى ارتدت ملابسها وخرجت من المرحاض، حاولت فتح باب الغرفة والرحيل ولكنه مغلق وكذلك للنوافذ، فجلست على الفراش بصمود ترتل القرءان فقط
فهذه عادتها كلما اشتد بها الألم، ظلت ترتل وهي تحفظه عن ظهر قلب، وتنظر أمامها بشرود...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظرت  للناس من حولها بخوف وهي متشبثة بذراع أسامة، لف هو يده حول خصرها وجلسا على أحد المقاعد داخل قاعة المحكمة وبجواره حازم وسهى ووالدته وأيضًا هشام والمحامي الخاص بهم، كان أسامة يستمع لما يقوله محامي ذلك الوغد عن أمل بغضب وهو يتمنى لو يلقنه درسا لن ينساه، صمت الجميع وحين وجد أسامة ذلك الوغد سيبدأ بالحديث دفن وجهه أمل في صدره وهو يضع يده على أذنها حتى لا تستمع إلى صوته ولا تعلم أنه موجود، وقف مدحت فسأله القاضي:
_ تدعي أمل محمد أنك كنت تقوم بضربها والاعتداء عليها
نظر مدحت لأمل التي كان أسامة يشبه الدرع الحامي لها واردف قائلا:
_ محصلش
_ في ورق من الطب الشرعي يثبت الاعتداء عليها بالضرب
تحدث مدحت ببرود:
_ والله يا فندم هي متغيبة عن البيت بقالها تلت شعور
اردف أسامة بغضب:
_ كداب أنت جبتها المستشفى من شهرين
تحدث القاضي بحدة:
_ محدش يتكلم من غير آذن
ثم نظر لمدحت واردف قائلًا:
_ مطابقة الطب الشرعي اثبتت أن آثر الضرب
والحروق لم تتجاوز الثلاثة أشهر بل أن هناك آثر ضرب حديثة ومع مطابقتها وجدت أنك مسؤول عنها
صمت مدحت وهو يحاول الثبات فابتسم أسامة بسخرية، دقائق وكان القاضي يصدر حكمه بطلاقها، فابتسمت والدته واحتضنت أمل التي كانت ترتجف بين يدي أسامة، خرجوا من المحكمة فوقف مدحت أمام أسامة والذي ما إن رأته أمل حتى تمسكت بقميص أسامة بقوة وهي تكتم صرختها وجسدها يرتجف بقوة، شدد أسامة من احتضانها وهو ينظر لمدحت ببرود فتحدث مدحت قائلًا:
_ فاكر إنك كده كسبت تبقى غلطان
تحدث أسامة ببرود كالثلج:
_ والله أنا شايف أنها مبقتش مراتك وهتبقى مراتي فأعلى ما في خيلك اركبه
ابتسم مدحت بقذارة واردف قائلا:
_ هنشوف
ثم نظر لأمل واردف قائلا:
_ أي يا أمل موحشتكيش كده تستخبي مني لا والله عيب
وكاد يمسك يدها فامسك أسامة يده بيده الفارغة ولوى زراعه خلف ظهره واردف أسامة بغضب:
_ ايدك قبل ما تفكر تلمسها هكون كسرتها لك
أبعده مدحت بغضب وكاد يلكمه إلا أن حازم وهشام أمسكوه واردف حازم بهمس:
_ عيب واحد في سنك يضرب في الشارع خد بعضك وامشي يا حلو يلا
وقام بأبعاده عنهم فرحل مدحت وهو يستشيط غضبًا، شعر أسامة برأسها يثقل على صدره فوجدها قد أغشى عليها، حملها بين يديه واتجه إلى السيارة يتبعه صديقيه ووالدته واخته أيضًا..
عاد مدحت إلى منزله وهو يستشيط غضبًا، دلف إلى الغرفة فنظرت نهى له بكره شديد واستكملت تسميعها لكتاب الله، اقترب مدحت منها بغضب واردف قائلًا وهو يجذبها من شعرها:
_ لما أجي تقومي جري توقفي فاهمة
نظرت له نهى نظرة خالية من الحياة واردفت قائلة ببرود:
_ لا مش فاهمة
صفعها على وجهها وهو يمسك شعرها بقوة يمنع حركتها فأدمت شفتيها، مسحت نهى الدماء بيدها واردفت قائلة:
_ لو راجل مكنتش عملت كده
اشعلت فتيل غضبه أكثر فظل يصفعها وهي تضحك تارة وتستهزأ به تارة أخرى حتى غابت عن الوعي، فالقاها أرضا باشمئزاز واردف قائلًا:
_ والله هوريكِ
وخرج من الغرفة يصفع بابها خلفه بغضب..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلوا إلى المنزل فحملها أسامة ودلف بها إلى غرفته دون أن يتحدث مع أحد، وضعها على الفراش واستلقى جوارها وهو يشعر بالألم في قلبه فما عرفه لم يكن هين على قلب يعشقها، ضمها إلى صدره وتأوه بألم وهمس قائلًا:
_ وجع قلبي ده أعمل فيه أي كل ما أقول هانت أو الموضوع سهل تطلع حاجه جديدة
هبطت دموعها واستكمل قائلًا:
_ ليه يا امل عملتِ أي عشان يعمل كده ليه يعمل فيكِ كده وأنتِ كنتِ طفلة 13 سنة أي اللي عجبه فيكِ
شعر بيدها تمسك بقميصه ودموعها تهبط على يده، فمسح أسامة  لها دموعها وهمس مجددًا:
_ مش قادر أصدق ازاي عيشتي كل السنين دي في العذيب ده
نظر أسامة لسقف الغرفة بدموع واردف بألم:
_ يا رب
ولم يجد ما يقوله هو يعلم أن ربه على علم بما يشعر به الآن وما يعج بداخل قلبه..

ضحية مرض"مكتملة" Where stories live. Discover now