الفصل السابع

72 2 0
                                    

الفصل السابع
أشرقت الشمس والعصافير تلعب هنا وهناك ويعلو صوتها، دلفت أشعة الشمس تداعب وجهها فاستيقظت وهي تنظر حولها بتعجب، دقائق ونهضت بفزع تجلس في ركن بعيد ككل مرة، ظلت تبحث عنه بالغرفة لم تجده فبدأت دموعها تهطل بصمت، لم تمر سوى لحظات ودلف أسامة إلى الغرفة، ركض إليها يمسك بيدها واردف قائلا:
_أنا معاكي أهو يلا قومي بس
وعاونها على النهوض، ثم وقف يمسح دموعها، وابتسم برفق قبل أن يأخذها معه إلى الخارج، نظرت لوالدته بزعر وتشبثت بذراعه أكثر، فتمسك بها وجلس على الاريكة وهي بجواره تلتصق به، ابتسمت والدته بحنان، واردفت قائلة:
_ متخافيش يا حبيبتي أنا مش هعملك حاجه
ومدت يدها لها نظرت أمل ليدها ثم لأسامة بخوف فحرك رأسه بموافقة وهو يبتسم بحنان ويمسك يدها يشعرها بالأمان، مدت يدها الأخرى وهي ترتعش وأمسكت بيد والدته، فوجدتها حانيه نظرت لها قليلًا ولابتسامتها الحنونة فبدأت رجفة جسدها بالهدوء وهي ما زالت تمسك يد أسامة بقوة، ربتت والدتها على كف يدها الذي بين يديها وتحدثت بابتسامه:
_ متخافيش
مرت دقائق حل بهم الصمت لم يكن يسمع سوى صوت أنفاسها وهي تسند رأسها على كتف أسامة والذي بدوره لف يده حول خصرها برفق، نهضت والدته وجلست بجانبها فانتفضت أمل تخفي وجهها في كتف أسامة تحدث وهو يربت على خصلات شعرها:
_ هنا مفيش حد هيأذيكِ دي أمي متخافيش
_ هه.. هو.. هه.. هيجي
_ لا هو مش هيجي
_ بب.. بيكون.. عع.. عايز.. يي.. يضربني.. بحديد
جز اسامة على أسنانه ونظر لوالدته فنظرت له بمعنى تمهل، فعاد يربت على شعرها وتحدث مجددا:
_ ليه أنتِ عملتِ حاجه
ابعدت أمل وجهها عن كتفه ونظرت له بدموع:
_ لل.. لا..اا.. أنا... كك.. كنت... نن.. نايمه.. هه.. هو... يي.. يجيب... عع.. عصاية... وو.. ويضرب.. بيها... وو.. ماما.. مم... مش.. بب.. بتقدر... تت.. تبعده
جذبتها والدته داخل أحضانها ودموعها تهبط، حاولت أمل إبعادها في البداية؛ ولكن ذلك
الأمان جعلها تتمسك بها وهي تبكي بصمت، كان أسامة ينظر لها وهو يشعر بألم يعصف قلبه إذا هي لها أم وليست وحيدة كما ادعى ذلك الحقير أخرجه من شروده صراخها عندما ربتت والدته على ظهرها، أبعد أسامة والدته  وهو يجذب أمل من يدها برفق وتحدث لوالدته:
_ ضهرها يا أمي مينفعش اتعاملي بحذر مع أي جزء في جسمها
ثم خلل أصابعه بين أصابع يدها برفق، نظرت له أمل بدموع واشارت على ظهرها ثم رقبتها وبطنها وتحدثت:
_ جج.. جاب.. نن.. نار.. وو.. وسكين.. وو.. وعملهم هنا
_ خلاص يا عيوني مش هيقدر يقرب منك تاني خالص يلا قومي مع ماما عشان تغيري هدومك
امسكت أمل يده بخوف واردفت:
_ لل.. لا... اا.. أنت.. تت.. تكون... مم.. معايا
نظر أسامة لوالدته والتي كانت تنظر لهم بصمت ثم تحدث قائلا:
_ مش همشي بس مش هينفع أكون جنبك روحي مع ماما وأنا هنا أهو حتى بصي عليا من الباب هتلاقيني قاعد يلا يا حبيبي
حركت رأسها بموافقه وأمسكت بيد والدته، وقد بدأت تشعر بالأمان معها هي أيضًا، بدلت لها والدته ملابسها بأخرى كانت تخص أخته، كانت والدته تتعامل معها بحذر ودموعها تهبط وهي ترى ما فعله ذلك المعتوه بها، بينما كان هو بالخارج يستمع لصوت تأوهها المكتوم وكأن هناك خنجرًا يطعن بقلبه، ما إن إنتهت حتى خرجت أمل سريعًا تبحث عنه بخوف وعندما وجدته جلست بجواره تمسك بيده مجددًا...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ خدها ومشي أنت بتقول أي
نفس مدحت دخان سيجارته وتحدث:
_ زي ما قولت الزفت الدكتور خد أمل ومشي
ضرب الآخر المكتب بغضب وتحدث قائلًا:
_ وأنت ازاي تسيبه يعمل كده
جز مدحت على أسنانه وهو يتذكر تهديد أسامة له فاردف قائلًا:
_ كان هيعمل فضيحة في المستشفى
_ أنت غبي غبي البت دي هتودينا في داهية
ضحك مدحت ساخرًا واردف قائلًا:
_ وده ازاي بقى
_ببساطة هتقول على اللي أنت عملته فيها
تحدث مدحت ببرود:
_ لا قصدك اللي أنا وأنت عملناه فيها
_ أنت تقصد أي؟
_ أقصد إن أي حاجة هتحصل أنت شريكي فيها ليه بقى يا حلو لأن كل حاجه عملتها مع أمل أنت كنت بتعمل زيها وزيادة حبه
نظر له صديقه بغضب واردف قائلا:
_ أنا معملتش فيها حاجه
_ هتستهبل يوم ما اتجوزتها مكنتش تمام
_ بس أنت اللي كملت عليها
نظر له مدحت بابتسامة:
_ وليكن كنا سوا بردو
ثم تحدث باللامبالاة:
_ وبعدين أنت خايف ليه متقدرش تتكلم واحد لأنها مبتتكلمش اتنين خوفا مننا والأهم الزفت ده لسه حتت عيل فرحان بشهادة ميقدرش يعالجها
وفي النهاية هي مراتي وهرجعها
_ ايوة صح معاك حق
ضحك مدحت بعلو صوته وتحدث:
_ طب يلا سلام أنا بقى لحسن عكرت مزاجي
وذهب كل منهما إلى وجهة غير الآخر، وفي داخله أفكار مختلفة وكلاهما تفكيره مختلف عن الآخر؛ ولكن في النهاية متشابهان فكلاهما لا يستريح سوى بتعذيب آخر يكون أضعف منه..

ضحية مرض"مكتملة" Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt