الفصل الثامن

71 3 0
                                    

الفصل الثامن
بعدما ساعدتها والدته على ارتداء ملابسها، اصطحبها أسامة إلى منزل صديقه رغم علمه بأنها لن تستجيب لهم إلا أنه لم يستطع تركها بالمنزل، نظرت سهى له بدهشة واردفت قائلة:
_ بنات هي حصلت تجيب بنات معاك يعني بتشرب مخدرات في بيتي وقولت ماشي لكن جايب بنات لا مش هسمح لك
نظر لها أسامة بقرف واردف قائلا:
_ كل ما تشوفي فيلم هتعمليلي الحبه دول غوري من وشي
وابعدها من أمامه ثم دلف إلى الشقة، وأمل متشبثة بذراعه، نظر حازم له بتعجب ثم اردف بتساؤل:
_ مين دي؟
_ هو أنتم كل اللي يشوفني يقولي مين دي
دلفت سهى فأردفت قائلة:
_ شايف يا حازم صاحبك جايب بنات في بيتك
نظر لها أسامة فأسرعت قائلة:
_ بس براحته طبعًا ده صاحبك بردو
نظر لها حازم وهو يرفع حاجبه واردف قائلا:
_ واخوكِ يا أختي
_ لا أنا استعريت منه
نظر لها أسامة واردف قائلا:
_ وده من امتى ده
وضعت سهى قدم فوق الآخر واردفت قائلة:
_ من ساعة
نزع أسامة يده برفق من يد أمل وهمس لها برفق:
_ استني بصِ هتعمل أي
ثم نظر أسامة لشقيقته ووضع يد فوق صدره وهو يشهق بتصنع واردف:
_ ونبي يا أختي ليه كده يا سماح
_ والله يا أخت انشراح واد مش متربي كل يوم سجاير ومخدرات
لوى أسامة فمه بحركة شعبية كما تفعل النساء وتحدث قائلا:
_ لا يا سماح يا أختي عندك حق
ثم نهض أسامة فركضت سهى وهو يركض وراءها، فتحدثت بصعوبة آثر ركضها:
_ نتفاهم
_ نتفاهم! ده أنا هعلقك بقى أنا بتاع بنات وبشرب سجاير
هزت سهى رأسها بتأكيد واردفت قائلة:
_ ومخدرات
فعاد أسامة يركض وراءها مجددًا، وحازم يضحك عليهم، وقفت سهى خلف حازم وهي تقول:
_ ما تحوش صحبك عني يا جدع
نظر لها حازم باشمئزاز واردف قائلًا:
_ يا جدع حاضر
وأمسكها ياقة قميصها واردف قائلًا وهو ينظر لأسامة بابتسامة:
_ والله يا صاحبي ما يهون عليا خد علقها
زمت سهى شفتيها وهي تردف:
_ والله هخلعك
ضحكت أمل بصوت مرتفع فالتفت أسامة ينظر لها سريعًا، وجدها تجلس على الاريكة تضع يدها على معدتها وهي تنظر لسهى وتضحك بقوة حتى أدمعت عينيها، وقف يتأملها قليلًا وهو ينظر لعينيها التي ازدهر اللؤلؤ بهما وشفتيها التي زينتهم ابتسامة أسرت قلبه، جلس أسامة جوارها فتحدثت:
_ هه.. هي.. بب.. بتعمل.. كك.. كده... اا.. ازاي
وحاولت زم شفتيها كما فعلت سهى فضحك أسامة على مظهرها، كانت تبدو له كالطفلة التي خرجت للتو من قوقعة، اقتربت سهى منها واردفت:
_ بصي تعملي أي اقفلي بوقك وضمي كده
واستمرت تفعلها أمامها حتى فعلتها أمل وظلت تصفق بيدها كالأطفال، للحظة نسيت خوفها، نسيت كل شيء، ربت حازم على كتف صديقه فنظر له فتحدث حازم بابتسامة:
_ أمل صح
_ ايوة
_ مكنتش مصدق إنك حبيتها بس ازاي جت معاك؟
بدأ أسامة يقص عليه ما حدث، وما إن انتهى حتى اردف حازم قائلًا:
_ بس مش هيسيبك في حالك
_ ايوة عارف
_ طب هتعمل أي
نظر أسامة لأمل وجدها تنظر حولها تبحث عنه
فنهض وأجاب صديقه:
_ أمل هتفضل معايا لحد ما ترجع كويسه كل اللي هي محتاجه أمان وده اللي هعمله وبعدها هرفع على القذر ده قضية خلع، يلا هروح أشوفها بدأت تخاف
جلس أسامة بجانبها مجددًا فتحدثت قائلة وهي تمسك يده: 
_ كك.. كنت... بب.. بدور... عع.. عليك
ابتسم أسامة واردف قائلًا:
_ وأنا هنا اهو متخافيش
ثم عقد حاجبيه بعبوس مصطنع واردف قائلًا:
_ ودي سهى أختي وحشة صح
_ لل.. لا... دد.. دي... حح.. حلوة
ومر الوقت بين مرح سهى الذي جعل أمل تخرج قليلا من قوقعة الخوف حتى جلسا في
الشرفة هي وأسامة، كان يريدها أن ترى السحب؛ لكن وجدها تنظر للمبنى أمامهم وهي ترتجف بخوف نظر وهو يتوقع وجود مدحت؛ ولكن لم يراه بل لم يكن هناك أحد سوى بعض العاملين، حاول تهدئتها وهو لا يعلم ماذا حدث إلا أنها سقطت فاقدة للوعي بين يديه، حملها بين يديه بخوف ودلف إلى الداخل، شهقت سهى واردفت قائلة:
_ يا نهار ابيض عملت أي في البت
نظر لها حازم بغضب واردف قائلا:
_ سحر مش وقتك هاتي برفان يفوقها بسرعة
رحلت سريعًا تجلب العطر، وأسامة يجلس أمام أمل يربت على خديها برفق يحاول إفاقتها والخوف يتملك منه، اعطته سهى العطر فبدأ بإفاقتها حتى نجح وبدأت تفتح عينيها شيء بشيء، نظرت أمل في وجههم بزعر ثم ابتعدت في ركن الأريكة تضم جسدها الذي يرتجف،
اقترب منها أسامة بحذر فبدأت تتراجع أكثر وهي تغمض عينيها، أمسك يدها برفق وهي تحاول نزعها منه فهمس بصوته الحاني:
_ أمل أهدي ده أنا بس خلاص أنا هنا مفيش حد يقدر يأذيكِ أهدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رأيكم مهم♡

ضحية مرض"مكتملة" Where stories live. Discover now