الفصل الثاني عشر

57 3 0
                                    

الفصل الثاني عشر
وبعدما مر يومين رفع فيهما أسامة القضية على ذلك الوغد، كان الخدم يستمعون لصراخه الغاضب وصوت تكسير الأشياء، أما في غرفة المكتب فكان كل شيء ملقى أرضًا ومدحت يقف وهو يصيح بغضب في وجه صديقه:
_ يعني أي يعني حتت عيل زي ده يرفع عليا قضية
_ أهدى يا مدحت
نظر له مدحت بغضب واردف قائلًا:
_ اهدى ازاي بقولك النهارده جالي جواب من المحكمة الحيوان ده رفع قضية خلع لأمل
نظر له صديقه بهدوء واردف قائلًا:
_ ومين قال أنه هيكسبها
_ هيكسبها ده مصمم
نظر له صديقه بخبث واردف قائلًا:
_ لا معندوش سبب تقبله المحكمة وحتى لو عرضها على الطب الشرعي وده مش هيحصل لأن حالتها متنفعش فبرضو الجروح قديمة يعني مستحيل يكسب القضية هدأ مدحت قليلا وهو يفكر في حديثه واردف قائلًا:
_ معاك حق
غمز له صديقه واردف قائلا:
_ ركز بس في العروسة الجديدة مقولتليش عرفتها منين
_ مفيش كانت جايه لأبوها المستشفى هو شغال عندي فطالبتها للجواز لأنها مجتش سكة بالتعارف
ضحك صديقه واردف قائلًا:
_ حلوة؟
نظر له مدحت بنظرة يعرفها كلاهما:
_ جدًا وهتبقى ممتعة أكتر من الزفتة دي، دي كبيرة وشكلها عندها روح المقاومة والدفاع كمان
ابتسم صديقه بخبث واردف قائلًا:
_ لا ده كده نجهز بقى هنتمتع أوي
وعلت ضحكاتهم في الغرفة بأكملها وعقل كل منهما يفكر في كيفية أذيتها.
مر الأسبوع سريعًا، وها هو القمر أخذ مكانه في السماء معلنًا عن قرب انتهاء اليوم، كان المكان مزين بأكمله بالورود، والبلالين، والاضواء حفل زفاف خالي من البشر لا يوجد سواها هي العروس فقط، تقف بفستان زفافها أو إعدامها كما تراه، تنتظر زوجها والذي لا تعرف حتى الآن كيف أصبح زوجها، وجدته يدلف إلى الغرفة بتلك البسمة المثيرة للاشمئزاز والتي تكرهها هي، اقترب منها مدحت كما تقترب الحيه من ضحيتها ثم جذبها من شعرها فصرخت بقوة فاردف هو قائلًا بهمس:
_ نورتِ بيتك يا عروسة
ثم جذب طرحتها بعنف حتى تمزقت بيده، تراجعت نهى للخلف علها تنجو من ذلك الوحش الذي أمامها ولكن لا فائدة، ظل صراخها يعلو على أمل أن ينقذها أحدهم؛ ولكن هل هناك من يقدر على ردع ذلك القذر؟
وها هو للمرة الثانية استطاع اختيار ضحيته بدقة، حتى يستطيع إرضاء نفسه المريضة، حتى وإن كان على حساب فتاة لا تعرف ماذا فعلت ليكون هذا مصيرها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت الغرفة بها ضوء خافت وصوت والدته وهي تهمس، عقد أسامة حاجبيه بدهشة فهو كان يظن أمل نائمة كما تركها قبل قليل وذهب للقاء هشام صديقه لكي يرتبان ما سيحدث في المحكمة غدًا، دلف إلى الغرفة فوجد والدته متسطحة على الفراش وأمل نائمة بأحضانها تستمع لتلك القصة التي تقصها والدته وهي تداعب خصلات شعرها وقف عند الباب يراقبهم بصمت فابتسم عندما اردفت أمل معقبة على حديث والدته:
_ وو.. والامير... اا.. انقذها... مم.. من.. اا.. الوحشين
_ ايوه انقذها
_ اا.. أنا.. عع.. عايزه.. اا.. الأمير.. ده
اردفت والدته بصوتها الحاني:
_ ليه يا قلبي
استشعر أسامة البكاء في صوتها عندما اردفت:
_ عع.. عشان.. يي.. ينقذني.. مم.. منهم.. وو.. ومش.. يي.. يخليهم.. يي.. يضربوني 
ادمعت عيني أسامة فاردف وهو يقترب منهم:
_ والأمير جه وقرب يخلصك منهم
نظرت له أمل بسعادة واردفت قائلة:
_ جج.. جيت
_ اه يا عيوني جيت
نظرت له أمل بحزن بعدما نهضت واردفت قائلة:
_ اا..افتكرت.. مم.. مشيت.. وو.. وسبتني
أمسك أسامة يدها واردف بحنان:
_ مقدرش اسيب أميرتي أنا بس كنت بعمل حاجه وجيت خلاص
_عع.. عايزة.. اا.. أنام
كاد يحتضنها إلا أن والدته اردفت وهي تنظر لأمل:
_ أي رأيك تنامي في حضني أنا
نظرت أمل لها بتردد ثم نظرت لأسامة واستلقت بين أحضان والدته وهي تمسك بيده واردفت قائلة:
_ خ.. خليك.. ع.. عشان.. ه.. هياخدني
وظلت ممسكة بيده حتى غطت بالنوم وهو ينظر لها، فتحدثت والدته قائلة:
_ أول ما صحيت وملقتكش جنبها فضلت تصرخ حاولت اخدها في حضني لحد ما قدرت واطمنت ليا، حاول ما تمشيش وتسيبها تاني يا أبني
شرد أسامة وهو يدعو ربه أن يتم الأمر غدًا
على خير واردف قائلا:
_ مش هسيبها تاني ادعيلي يا أمي كتير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحيانًا يكره المرء حياته وعجزه عندما يخسر أحد أحبابه لسبب ما خاصة وإن كان عجزه أمام من لديه سلطة أقوى، وهذا ما كان في منزل نهى، كان المنزل في حالة من الحزن والدتها تبكي ووالدها يضع وجهه بين يديه فأردفت والدت نهى ببكاء:
_ يعني أي نبيع البت كده
_ غصب عننا
بكت أكثر واردفت: 
_ منه لله حسبي الله ونعم الوكيل
هبطت دمعه من والد نهى واردف قائلًا:
_ يارتني ما جوزتها له
_ كنت هتعمل اي ده هددك هيقتلها
‌_ بردو يا سحر مكنش ينفع
وضعت والدت نهى يدها على قلبها واردفت قائلة:
_ كده هتعيش على الأقل وإن شاء الله يسعدها
صمت والد نهى وهو على يقين انه لن يسعدها؛ ولكن ما باليد حيلة، اخفى وجهه بين يديه وهو يكره ضعفه هذا..

ضحية مرض"مكتملة" Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang