الفصل الخامس

392 8 1
                                    

الفصل الخامس
لم تكن صدمته كبيرة تلك المرة ولكن كان سؤال يتردد بأذنه لِما كان يراها في أحلامه قبل أن تأتي إلى المشفى؟ فاق من صدمته وشروده على لمسة يدها، نظر لها ولملامح وجهها البريئة والخالية من أي آثار ضرب أو تعب على النقيض من الواقع، كان يراها أجمل بكثير، ابتسمت أمل وتحدثت قائلة:
_ صدقت إنك تعرفني، أسامة محدش هيقدر ينقذني غيرك
_ اشمعنا أنا؟
_ عشان أنت الوحيد اللي أمل مخفتش معاه
لمعت في عين أسامة نظرت حزن واردف قائلا:
_ خفتِ مني النهارده
_ مكنش منك هي شافتك..
ولم تكد تكمل حتى بدأت تبتعد عنه، وهو يستمع لصراخ أحدهم باسمها حاول اللحاق بها ولكن ككل مرة بدأت تختفي وهي تصرخ قائلة:
_ أنت بس اللي هتقدر تنقذني وترجعني
استيقظ من نومه يلهث بسرعة، جلس على الفراش يخفي وجهه بين كفيه، وقد وضح كل شيء بالنسبة له، فأمل هي زوجة مدحت، ومدحت هو معذبها، وهي تتطلب منه النجاة، ولكن ظلت حلقة مفقودة لم يتوصل لها، أين أهلها من كل هذا؟ أرهقه التفكير فغط في النوم مرة أخرى ولكن دون أن يراها تلك المرة.
حل الصباح واستيقظ أسامة وفي داخله عزيمة أكثر من كل مرة، خرج من غرفته وهو يعلم أن صديقة بالخارج فوالدته بالتأكيد حادثته، جلس جواره بصمت فتحدث حازم قائلا:
_ ليه مقولتليش
_ البنت اللي بشوفها فأحلامي كل يوم هي أمل
_ أمل مين؟ المريضة؟
_ أمل مش مريضة
_ والله أومال هي أي؟
_ حازم أمل اتعرضت لآذى من مريض نفسي فبالتالى بقت ضحية بمعنى أمل لما فقدت النطق فده من كثرة الضرب اللي اتعرضت ليه ورعشة جسمها وخوفها من كل الناس ده برضو بسببه لأنها أي حد بيقرب منها بتبقى شايفاه الشخص اللي اذاها
صمت أسامة قليلًا وتحدث مرة أخرى:
_ بس في حاجه أنا مش عارف أفسرها ليه مش بتخاف مني
_ ازاي؟
_ أمل بتخليني أقرب منها بل إن نوبة الفزع أنا بس اللي بقدر أوقفها وده معناه أنها بتحس
بالأمان معايا، وكمان لما بدخل الأوضة بتكون قاعدة في ركن بعيد لو الممرضة قربت منها بتفضل تبعد وتلزق فالحيط ودموعها بتنزل، وأول ما أنا أجي جنبها بتمد أيدها وتفضل متشعلقة في حضني، مش عارف ليه أنا رغم أن لسه مبدأتش علاج معاها
اقتربت منه والدته وهي تحمل اكواب الشاي وتحدثت بهدوء:
_ أحيانًا بنحس بالأمان مع أشخاص أحنا منعرفهمش بس بنكون عارفين وحاسين إنهم مش هيأذونا والبنت دي شافت فيك أمان من قبل ما تيجي المستشفى وتشوفك حتى، أعمل واجبك يا أبني وانقذ البنت دي من إيد الشيطان ده
أماء أسامة ونهض هو وصديقه ليذهب كل منهم إلى عمله، دلف أسامة المشفى، ثم غرفة أمل وجدها تجلس على الفراش تنظر أمامها بشرود، أقترب منها، ثم جلس امامها بهدوء دون أدنى حديث، ظل بضع دقائق يتأملها ويتأمل ملامح وجهها المرهقة والباهتة وهو يتذكر ملامح وجهها بالحلم، أما هي لم تشعر بوجوده إلا عندما وضع يده على يدها فانتفضت بزعر ثم بدأت بالهدوء عندما رأته ، تحدثت أمل بصوت متقطع:
_ س.. سبتني... و.. ومشيت... ل.. ليه
_ مستحيل اسيبك
_ أ.. أنا.. خ.. خوفت.. ي.. يضربني
أمسك أسامة يدها يضغط عليها برفق وتحدث: _ محدش يقدر يقرب منك
_ ه.. هو.. ق.. قال.. ه.. هيخدني.. ت.. تاني
أغمض أسامة عينيه بقوة، ثم فتحهما مجددًا، وتحدث بنبرة بها بعض الغضب استطاع إخفاءه:
_ أنا معاكي متخافيش
دلفت الممرضة فجأة، فانتفضت أمل برعب تتشبث بيد أسامة جيدًا، وارتجف جسدها، وهي ترى ذلك الذي يقف خلف الممرضة، أمسك أسامة بيدها يحاول جاهدًا تهدئتها؛ ولكن لا فائدة عندما رأته يدلف إلى الغرفة بدأت دموعها بالهبوط وجسدها بالارتعاش وهي تحاول الحديث أو الصراخ ولكن لا فائدة فقد عجز لسانها عن النطق وذهب صوتها مع خوفها الشديد...
دلفت الممرضة فجأة، فانتفضت أمل برعب تتشبث بيد أسامة جيدا وجسدها وهي ترى ذلك الذي يقف خلف الممرضة، امسك أسامة بيدها يحاول جاهدا تهدئتها ولكن لا فائدة عندما رأته يدلف إلى الغرفة بدأت دموعها بالهبوط وجسدها بالارتعاش وهي تحاول الحديث او الصراخ ولكن لا فائدة فقد عجز لسانها عن النطق وذهاب صوتها مع خوفها الشديد، امسك أسامة بيدها بقوة وهي تخبئ وجهها في ظهره وجسدها ينتفض بقوة، نظر مدحت لتمسكها بأسامة بأعين مشتعلة، واقترب منهم بغضب كاد يجذبها من يدها إلا أن أسامة أمسك يده يمنعه من ذلك وتحدث بثبات:
_ إياك تفكر تلمسها
ونفض يده بعيدا ولف يده هو خصرها فدفنت وجهها في صدره تغمض عينيها بقوة، تحدث
مدحت بغضب:
_ أنت أتجننت ازاي تمسكني كده أبعد عنها
_ أنت اللي هتبعد عشان ورحمة أبويا لو لمستها هخليك تشرف في السجن بعد ما أعرضها على الطبيب الشرعي ويشوف آثار التعذيب
ارتبك مدحت قليلًا وأسامة ينظر له بعينين مشتعلة، وهو يقف أمامه يضم أمل إليه التي وضعت يدها على أذنها وجسدها ما زال يرتجف، تحدث مدحت بثبات مصطنع:
_ تعذيب أي دي مراتي
_ مراتك؟! ملكش حق أبدًا تعمل فيها كده
واقترب أسامة من أذنه وهمس:
_ أنت مريض روح أعمل كده في اللي خلاك مريض
وابتعد أسامة مرة أخرى يتحرك باتجاه الباب وهو يسحب أمل معه واردف قائلا:
_ إياك ثم إياك تيجي ورايا وإلا قسمًا بربي افضحك في المستشفى كلها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رأيكم بڤوت وكومنت يهمني♡

ضحية مرض"مكتملة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن