الفصل الثاني والعشرون

55 4 0
                                    

الفصل الثاني والعشرون
نهض أسامة ونظر خلفه، وجد مدحت وإلى جواره أثنين لم يتعرف هويتهم، اردف أسامة بجمود:
_ عارف الرجاله عمرها ما بتهجم على ستات قاعدين لوحدهم
ابتسم مدحت باستفزاز واردف قائلًا:
_ خدتها منك في النهاية وهخليك راكع تحت رجلي
ضحك أسامة بقوة وهم ينظرون له بتعجب، فاردف قائلًا:
_ عارف المشكلة أي؟
اردف مدحت بتساؤل:
_ أي؟
_ إنك مغفل أوي بجد
كاد مدحت يسبه وقد اشتعلت عينيه غضبًا إلا أن هيثم منعه، ووقف أمام أسامة ثم أردف قائلًا:
_ سيبتك تدخل هنا بمزاجي ولسبب واحد عشان اخلص منك نهائي
بدأت أمل تتململ وهمست باسم اسامة بخفوت، نظر لها أسامة واردف قائلًا بلهفة:
_ قومي بالله
اقترب عزت فجذبها من شعرها بعنف، فاستجابت له بوهن ونهضت وهي تكاد تسقط، بينما هيثم لف يده حول عنق أسامة وبدأ النزاع بينهم تزامنًا مع اصطفاف السيارات أمام المخزن والتي هبط منها حازم يتبعه هشام الذي بدأ بقيادة فريقه، التفت الشرطة حول المكان بأكمله والذي لحسن حظهم لم يكن به أحد، دلف حازم من الباب الخلفي متبع صوت صديقه بينما هشام اتبع قطرات الدماء، والعساكر تحيط بالمكان من جميع الجهات، اشتد الصراع بين أسامة وهيثم حتى أسقط أسامة هيثم أرضًا وجلس فوقه يكيل له الضربات، لم يكن هيثم قوي البنية كما كان أسامة بالإضافة إلى تناوله المواد المخدرة فاستطاع أسامة السيطرة عليه رغم وهن جسده وتلقيه العديد من الضربات، دلف حازم وابعده عن هيثم الذي كان يلهث وهو يحاول التقاط انفاسه، أقترب منه حازم وضربه على رأسه بمقدمة مسدسه فسقط غائبًا عن الوعي، اردف أسامة بفزع:
_ حازم أمل مدحت وواحد تاني خدوها
اردف حازم مطمئنًا:
_ متقلقش هشام بره والعساكر كمان
ولكن أسامة لم ينتظر بل خرج راكضًا من الغرفة يبحث عنها، بينما كان مدحت يجذبها من شعرها بقوة فسقطت عدت مرات حتى جرحت ركبتيها، صرخ مدحت بها:
_ اخلصي بقى
وصفعها على وجهها، وهي تكاد تفقد الوعي، جذبها عزت منه واردف قائلًا بغضب:
_ ملكش دعوة بيها
نظر له مدحت بغضب مماثل واردف قائلًا:
_ دي بتاعتي
تحدث عزت بغضب وهو يحكم الإمساك بها كي لا تسقط:
_ دي بنت أخويا
ابتسم مدحت باستهزاء:
_ أخوك اللي قتلته ودبحت مراته ودي بنته مين بقى اللي جلدتها وبعتها ليا بشرط أنك تكون موجود وأنا بعذبها
تعالت ضحكات عزت واردف قائلًا:
_ كويس إنك عارف إني كنت واخدك لعبة أحقق بيها هدفي وانت لعبه فعلا مشيتك زي ما انا عايز وفهمتك أن مراته بتخوني بعد ما اتجوزتها وخليتك تعذب بنته وتعالجها وترجعها وقت ما أنا حبيت
استشاط مدحت غضبًا، فجذب مسدسه ولم يكد يطلق عليه النار حتى استقرت رصاصة عزت في قلبه، وسقط يلفظ انفاسه الأخيرة، استمع أسامة صوت اطلاق النار والذي كان بالقرب منه فهوى قلبه وركض سريعًا إلى مكان الصوت، وجد أمل تجلس على ركبتيها تبكي بعنف وعزت يجذبها من شعرها ويصيح بها أن تنهض؛ ولكنها صاحت بصراخ:
_ أبعد عني أبعد، قتلت بابا وماما وحتى أبنك خليته بقى زيكم
وبدأت تضرب بطنه بقبضتيها، كانت قواها ضعيفة فامسك يدها واردف قائلًا:
_ أبوكِ هو السبب
كاد يجذبها معه إلا أن أسامة انقض عليه من الخلف، فسقطت أمل أرضًا، ظل أسامة يكيل له اللكمات وهو يصدها تارة ويسدد له مثلهم تارة أخرى، حاول حازم وهشام الذي كان يتابع كل ما يحدث عن بعد عاجز عن التدخل خوفًا على أمل؛ ولكن الآن أقترب يحاول إبعاد صديقه، سقط حازم وهشام أرضًا آثر دفع أسامة لهم
فالتفت وانشغل بهم، صاحت أمل باسمه بقوة من يسمعها يظن أن صوتها انتهى عند هذا الحد:
_ أسامة لا
وكان صراخها تزامنا مع خروج رصاصة من مسدس عزت تستقر في صدر أسامة، ورصاصة من مسدس هشام استقرت في رأس عزت فسقط أرضا وقد فارق الحياة….

ضحية مرض"مكتملة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن