البارت الرابع و العشرون لا حياة بدونك

2.9K 96 60
                                    

    مرت الأشهر صعبة على كل من ليو و جايمس و دايف ....... منذ ذلك اليوم تغيرت حياتهم كثيرا ........ فجايمس كان في معاناة دائمة لضبط إبنته عن المخدرات .....و الشجارات بينها و بين آناليز لا تنتهي لم تستطع تقبلها كزوجة اب ابدا .....و لتزيد الطين بلة وقعت في حب جايك......جاعلة والدها يعدها بأن لا يؤذيه رغم أن كل ما يريده هو قتله بطريقة ترضي شياطينه ........ أما دايف و رغم أنه عذب عم بيلا و قتله بطريقة وحشية هو نفسه لم يكن يعلم انه يجيدها .....إلا أنه لم يكن سعيدا مع بيلا ...... فعائلتها قتلت عائلته ..... و ليو أنهى سلالة عائلتها بمن فيهم والديها إنتقاما لصديقه دايف ...... كان دايف و بيلا يعيشان معا في قصر واحد لكنهما كالغرباء .....ينام كل منهم في غرفة منفصلا عن الاخر و لا يتحدثان كثيرا ...... إلا عندما يتغلب عليهما الشوق لبعضهما فيمرسان الحب و هما تحت تأثير الخمر .....ثم يعودان غريبان عن بعض مجددا ....... أما ليو فكان حاله الأسوأ بينهم ....... لم يجد كاميلا رغم انهم بحثوا و بحثوا لكن دون جدوى.....صارت حياته بين بيت الدعارة و الملهى ...... كان لا يضاجع إلا الفتيات اللاتي يشبهن كاميلا ......يجعلهم يرتدون من ملابسها و يضعون عطرها..... و يفرض عليهم عدم التحدث بكلمة اثناء المضاجعة حتى لا يفسدوا عليه تخيلاته بأنها كاميلا بين يديه .....ومن تتحدث تنتهي كجثة هامدة .......كان يضاجعهم كوحش دون رحمة ثم يرميهم ...... و أحيانا كان يعاقبهم على ما فعلته كاميلا فقط ليشعر ببعض الراحة ......... و لم يقتل الاسبانيين الذين تسببوا في قتل عائلتها .....بل تركهم في القبو عنده ......يتسلى بتعذيبهم كلما شعر بالملل ...... في حقيقة الأمر كان يبقيهم لأجلها......كان مزال لديه أمل بإيجادها ...... حتى إنه جعل لجثث عائلتها قبورا من أجلها ....... رغم أن عقله كان يعارض كل هذه الافعال و يخبره بأن عليه معاقبتها حالما يجدها......... مرت عليه الايام و الشهور حتى لم يعد قادرا على إشتياقه لها ......فصار مهربه الوحيد الكوكايين و المخدرات بمختلف انواعها ...... لقد تحول من السيء لأسوأ كان يقتل الناس على أتفه الاسباب و يفقد صوابه بسرعة و يظل وحيدا معظم الوقت ......لم يحاول جايمس او دايف ثنيه عما يفعله أو إخراجه من الحالة التي هو فيها خوفا منه ومن ردة فعله ....... كان كلما إختلى بنفسه في غرفته..... يشغل تسجيلات الكاميرات لذلك المطعم الذي اتصلت كاميلا منه ...... شاهد تلك التسجيلات مرارا و تكرارا ...... ينظر لعيونها المنتفخة من كثرة البكاء ...... و حالتها الحزينة...... ليشعر بالغضب ...... غضب لأنها هربت منه ......لأنه لم يستطع إيجادها حتى الأن........ لأن الإشتياق لها صار مرضا بقلبه ......... كان ثلاثتهم في اجتماع مع اعضاء مافيا اخرين لمناقشة بعض الصفقات.....لم يكن ليو فعليا مركزا مع الاجتماع بل كان كل تركيزه على صديقيه جايمس و دايف هو يراهما حزينان و هالة الكآبة تسيطر عليهما فقال في نفسه لما هما حزينان هكذا واللعنة ألم يحصل كل وغد منهما على فتاته .....انا من يجب ان اكون حزينا بفراق حبيبتي........ ظل هكذا يفكر حتى إنتهى الإجتماع فإنصرف الجميع و أمر ببقاء جايمس و دايف فقط ..... فسألهما مباشرة دون اي مقدمات لما تبدوان هكذا بحق خالق الجحيم ؟ ...... لم يفهما سؤاله و نظر لبعضهما ثم سأله دايف قائلا كيف نبدوا ؟ تحدث ليو بنبرة سخرية قائلا تبدوان كنساء ضعيفات تعرضوا للخيانة من أزواجهم .....  ألم يحصل كل منكما على فتاته اللواتي أمضيتم دهرا تتلفون أعصابي بالحديث عنهما طوال الوقت ؟ فلماذا لا أراكما سعيدان و اللعنة ؟ ..... حمحم جايمس و قال أظن السماء تلعننا و لا تريدنا ان نكون سعداء .....ربما بسبب كل الخطايا التي إرتكبناها ...... إبنتي صغيرتي أدمنت المخدرات .....و لا تتقبل وجود آنا في حياتنا هما تتشاجران طوال الوقت و لتزيد الطين بلة أحبت الوغد جايك و ترغمني على تقبله في الوقت الذي كل ما أريده هو دق عنقه اللعين ...... نظر له ليو بغضب و قال له بنبرة مرتفعة قليلا منذ متى أصبحت لطيفا جايمس لم أعهدك هكذا ..... انت تقول لي انا طفلة صغيرة جعلتك تتقبل حبيبها فيما هي لا تتقبل زوجتك ...... اين جايمس الذي اعرفه ؟ ..... وانت دايف ما مشكلتك ؟  طأطأ دايف رأسه ينظر للأرض بشرود و قال مشكلتي انني كلما نظرت لوجه بيلا أتذكر ان موت عائلتي كان على يدي عائلتها ....... وهي أيضا لا تستطيع تخطي فكرة أنها أصبحت يتيمة بسببي بعد ان انهيت انت سلالة عائلتها إنتقاما لي ...... لم يتحدث ليو و بقي صامتا يفكر في طريقة لتحسين وضعهما حتى طرأت بباله فكرة ......... أغرقهما بكثير من العمل حتى ينفذ خطته و حمل معطفه مغادرا ....... و إتجه أولا إلى منزل دايف إلى بيلا سيجعلها ترى النجوم في عز الظهيرة حتى لا يرى حزن صديقه مجدادا ...... فتحت له الخادمة الباب مطأطأة الرأس خوفا من هيبته و همت بالإنصراف قائلة تفضل سيدي سأنادي السيدة بيلا ..... لكنه منعها قائلا بتسلط لا .... فقط أخبريني أين غرفتها و عودي لعملك إبتلعت ريقها و مشت أمامه تدله على غرفتها و إنصرفت ...... كانت بيلا مسترخية فوق السرير قبل أن يفتح أحدهم الباب بقوة ضاربا إياه بالحائط ..... فإنتفضت من مكانها فزعة و إتجه نظرها حول الباب لتراه واقفا هناك بشموخ ينظر لها بحدة  طوله و جسده الضخم يغطيان كل الباب ....... حينها تجمدت أوصالها و بدأت تتساءل ما الخطأ الذي إرتكبته ليجعل هذا الوحش واقفا أمامها ينظر لها بنظرات وكأنه يقتلها بها ...فهو بالتأكيد لم يأتي لزيارتها.......و نبست بصوت خافت س....سيد.....ليو ...... نظر لها ثم قال بنبرة لا تحتمل النقاش .....إتبعيني .... نهضت خلفه طوعا فهي ليست مستعجلة على جنازتها  لتخالف أمره كانت ترتجف من شدة خوفها اللعنة لم تكن خائفة هكذا في حياتها كلها ....... توقف فجأة عندما وصلا لغرفة المعيشة و إستدار واضعا يده على عنقها يسحقها و يدفعها للحائط ..... صدمت لكن لم يكن لها الوقت لتبقى مصدومة فتحدثت بسرعة وعيناها شاخصتان من شدة خوفها ...س...سي...د.....ليو....أ..نت ....تخنق...ني ... نظر لها بحدة و إبتسم بسادية جعلت روحها ترغب في مغادرة جسدها من شدة خوفها وقال بالتأكيد أخنقك .....فأنا لم آتي إلى هنا لنشرب قهوة و ندردش معا ...... صمت برهة و أرخى يده حول عنقها عندما لاحظ أنها بالكاد تتنفس .....هو لا يريد أن يقتلها بل فقط يخيفها.....لو يعلم أنها تخطت مرحلة الخوف بأشواط و صارت تموت رعبا منه ....ثم تابع قائلا بصوت هادىء و كأنه ألطف مخلوق في الكون ذكريني بإسمك مجدادا ..... ماذا كان ؟ ....أممممم إيزابيل ؟ .....بيلا؟........لا يهم ثم جز على أسنانه و إرتفع صوته قائلا ما يهم هو وعدك لي ....... هذا ما أتذكره ...... لكنك أخلفت الوعد اللعين ....بقيت تفكر في كلامه مصدومة لا تعرف عن ماذا يتحدث ....حتى تذكرت الوعد الذي جعلها تعده به عندما أنقذها من الاسبانيين.....لقد وعدته بأن تعتني بدايف....تجعله سعيدا ولا تكذب عليه مجددا ...... أعادت نظرها لعيونه التي تشعر و كأنها عيون تنظر لأعماق روحها ....... وكأنه قرأ أفكارها و عرف ماذا تفكر به فقال و الأن و بما أنك تذكرتي.....أخبريني لما واللعنة ليس دايف سعيدا ها؟...... كانت ستتحدث مدافعة عن نفسها لكنه تابع حديثه غير معطيها الفرصة لتتحدث قائلا دعيني أخمن يا صغيرة ..... أنت حزينة على عائلتك التي نحرت أعناقهم أليس كذلك .....للحظة نسيت خوفها و تجمعت الدموع بعينيها فقال هو بل يجب أن تشكريني ...... فوالدك كان قوادا .....يقدم زوجته لمن يدفع أكثر أو من أجل مجرد منصب وسط المافيا ......و والدتك لم تكن ضحية بالتأكيد .....بل كانت تستمتع بالرجال الذين يعرفهم عليها زوجها المخنث ........ ليس هذا فقط ..... هل تعلمين ما كان عمل والديك يا صغيرة ؟ ....... رغم نظراته المخيفة بقيت تحدق به تنتظر أن يتابع حديثه و هناك غصة تتكون في قلبها حتى أردف قائلا لقد كانوا تجار أعضاء ......يختطفون ناس أبرياء معظمهم أطفال ليبيعوا أعظاءهم ...... ليس و كأنني قديس ..... لكن ما كان يفعله والداك منحط جدا حتى بالنسبة للمافيا..... ماسمعته عن والديها جعلها تتألم كثيرا ..... فحركت رأسها بالنفي غير مصدقة دون أن تتحدث فإبتسم إبتسامة صفراء و قال علمت أنك لن تصدقي ....لهذا أتعبت نفسي و بحثت عن بعض الوثائق من أجلك.....ترك عنقها و إتجه لطاولة قريبة منهما رفع عنها ملف و رماه بين يدي بيلا و قال هذا ملف قضيتهم في تجارة الأعضاء البشرية كان والد دايف هو المحقق فيها ..... وهناك أوراق أخرى تثبت أنهما قاما بالتخلي عنك للميتم قبل أن أقتلهما ....لست أنا من فرقك عنهما......كوني شاكرة أنهما تخليا عنك ولم يبيعا أعضاءك أو يجعلاك عاهرة كوالدتك ....... و اذا لم أرى دايف سعيدا .....وستبقين هكذا حزينة على عائلتك فسأساعدك و أجمعك بهما....... ثم غادر مبتعدا.....ظلت تنظر لظهره و هي تبكي و تنتحب كيف يكون بهذه القسوة........ كيف يخبرها حقيقة والديها بكل برود و كأنه يحكي لها قصة قبل النوم ....دون اي شفقة ولا رحمة .....مما هو مصنوع بحق خالق الجحيم......ليته خنقها حتى إنقطع نفسها ولم يرمي هذه القنابل هكذا في وجهها ببساطة .....كاميلا محقة لأنها هربت منه .....فلا مخلوق يستطيع التعايش مع وحش لا يرحم ....... وقعت على ركبتيها تشعر بالضعف و فتحت الملف تقرأه بتمعن ......
      كانت أيام كاميلا مملة خالية من الحياة ......... وما يزيد الأمر سوءا .....كان مديرها الذي أصبح يعشق الأرض التي تمشي عليها و يحاول التقرب منها كل ما سمحت له الفرصة ......لا تنكر أنه كان وسيما قليلا ...و طيب القلب ....عكس ليو تماما .....كان شخصا عاديا يحلم بحياة بسيطة زوجة جميلة و اولاد و بيت صغير .....مثلما أرادت هي قبل أن يقتحم ليو حياتها ....... ليغير كيانها و رغباتها ..... وعند هذه الفكرة نهرت عقلها فهي تجد نفسها دائما تقارن بين ليو و مديرها.....حتى ينتهي بها الامر تفكر به و تشتاق له بشدة ...... كانت تهم بالمغادرة حتى سمعت صوت مديرها يناديها وهو واقف بجانب سيارته ......كاميلا ....إبتسمت له بتكلف تلقي عليه التحية بيدها  و حاولت الابتعاد قبل أن يلتصق بها كالعلكة مجدادا ...... لكنه ركض خلفها و أمسكها من ذراعها بلطف و سألها لماذا تتجنبنني كاميلا ؟ .....هل أخطأت معك بشيء ؟..... نظرت له بحيرة و قالت لا سيد سام أنا فقط متعبة و أريد الوصول للمنزل بسرعة ....لقد كان أسبوعا حافلا ..... نظر لها بهيام وقال لها إذا لم تكوني تتجنبنني إذا تعالي معي .....لدي أمر مهم احدثك به ..... حاولت الرفض لكنه سبقها قائلا أرجوك فقط لساعة واحدة وبعدها أوصلك للمنزل بنفسي ..... همهمت موافقة و إتجهت معه لسيارته أخذها لمطعم على شاطيء البحر .....كان الجو جميلا  جلسا متقابلين على الطاولة...أمسك يدها....حاولت سحبها لكنه تمسك بها أكثر و قال كاميلا .....أنظري إلي .... عندما رفعت رأسها رأت نظرات غريبة على عينيه ..... و أردف قائلا نحن نعرف بعضنا منذ أشهر ....وتعلمين أنني رجل جاد و صريح كاميلا ...... أنت تروقنني كثيرا .....لا بل احبك .....و أريد ....قاطعته بعدما عرفت ما يرمي إليه قائلة أرجوك سيد سام .....انا ..... لكنه رفع يدها التي كان يمسكها و قبلها برفق و تابع قائلا أعرف أنك خائفة .....لكن صديقني لا يوجد سبب لتخافي مني ..... صمت قليلا ثم قال كاميلا هيوستن هل تقبلين الزواج بي ؟  نظرت له بصدمة فيما غمز هو لفرقة كان قد إتفق معهم ليبدأوا العزف بجانبهم إلتفتت لمكان العزف و هو نهض من كرسيه و ركع أمامها يقدم لها خاتما .....وهو يقول أريد أن أمضي باقي أيام حياتي معك و أسعدك ...و أتمنى أن توافقي ..... ألجمت الصدمة لسانها و شعرت بالإحراج لا تدري ما تقول .....هو شخص لطيف جدا لكنها لا تشعر إتجاهه بشيء و ها هو عقلها اللعين عاد ليقارن بينه وبين ليو .....ليو أخذها غصبا ....إختطفها .....هددها ..... أسرها ......لكنها بالنهاية أحبته بكل جوارها حتى إنها أحبت قسوته و أدمنت عليها ...... أما سام فقد كان لطيفا و مراعيا و تقدم لها بطريقة ليست الأفضل لكنها لطيفة ...... بدأت تلعن عقلها في نفسها لقد كان عقلها في ما مضى يجلدها و يحاسبها على وقوعها في حب ليو لكنه الأن أقام تحالفا مع قلبها ضدها و صار يذكرها به في كل ثانية لعينة من حياتها و أنهكها ......عندما لاحظ سام صمتها قال بلطف لا أريد إجابة الأن .....سأدعك تفكرين على مهلك..... تحمحمت بإحراج و أردف هو قائلا و بينما تفكرين أريدك أن تحتفظي بهذا الخاتم في أصبعك أرجوك ..... و ألبسه لها تحت صدمتها لم تستطع المعارضة و قالت له لا أريد أن يخيب ظنك سيد سام إبتسم لها و هو ينهض على الارض قائلا لدي إحساس بأنه لن يخيب ....ثم طبع قبلة دافئة على خدها فجأة و عاد للجلوس مكانه .....أمسك بقائمة الطعام و قال لها هيا لنأكل شيئا ثم أوصلك للمنزل....كانت تشعر بالإختناق والحزن داخلها هي تشعر بالشفقة على سام هو لطيف معاها و يحبها .....لم تستطع أن تتنفس براحة إلى أن أوصلها للمنزل ......رمت جسدها على السرير وبدأت تبكي بشدة ....... إشتياقها لليوناردو يتعبها كثيرا .......حتى إنها تعايشت مع خوفها منه وما يمكنه فعله بها عندما يجدها .....المهم أن يأتي و يظهر في حياتها مجددا ...... و عند هذه الفكرة شعرت بغصة تكبت نٓفٓسٓها وقالت تحدث نفسها لن يجدني أبدا .....لأنه لا يبحث عني أصلا .....لابد أنه نسيني و وجد إمرأة اخرى ....تذكرت تلك المرأة التي كانت تزوره بالسجن لابد أنه سعيد معها الأن ....تألمت من هذه الفكرة و نهضت عن السرير متجهة للخارج و توقفت عند صور والديها الموضوعة على الرف و خاطبتهما أسفة على ما أفعله الأن ...أعرف أنكما لن توافقا عليه .....لكنكما لستما موجودين هنا لمواساتي ...... ثم أمسكت بصورهما و وضعتهما داخل درج الدولاب.....و ذهبت للسوبر ماركت إشترت قنينة شراب كبيرة لا تعرف حتى نوعها أو إسمها ......المهم أنها كانت تخطط لتثمل و تنسى معاناتها .....وهذه اول مرة تتذوق فيها الشراب .....عادت للمنزل ......فتحت القنينة وتجرعت منها القليل ....فإنكمش وجهها من طعمها السيء وقالت يا إلهي كم طعمها مُرْ و مقرف ....لكنها ليست أكثر مرارة من حياتي التعيسة ..... و تابعت الشرب....ظلت على هذه الحالة حتى فقدت الإحساس بالمكان و الزمان و صارت تترنح ......إنتبهت للهاتف بجانبها و قفزت صورة ليو في مخيلتها ......فأمسكته و إتصلت به دون تردد ..... عجيب ما يمكن للمرء القيام به عندما يكون ثملا.....والعجيب أكثر أنها مزالت تتذكر رقمه بعد كل هذه المدة ....... عندما رد على الهاتف بصوته الأجش المثير خفق قلبها بشدة و كأنه سيخرج من صدرها .....و صارت تتنفس بسرعة ....ثم قالت ...ليو و تنهدت ...... كان ليو يركن سيارته أمام قصر جايمس و ينوي الدخول وعندما سمع صوتها ..... تجمد مكانه و أغمض عيناه بعذاب و قال كاميلاااااااااا...... شعر أنه في حلم كعادته منذ رحلت عنه تزوره في أحلامه و تعذبه فقال لها بنبرة معذبة ..... هل ستحتلين أحلام يقظتي أيضا ؟  ....... ألا يكفيني عذابا ؟...... بدأت هي تبكي و شهاقتها تعلو......وقالت لا حياة بدونك .....أنا......أنا....لم أعد أحتمل غيابك ...... فقط شهاقتها أعادته لأرض الواقع ليعلم أن هذا ليس حلما بل هي بالفعل تكلمه ..... تذكر كيف هربت و تركته يتعذب أكثر من سنة لوحده بدونها .....فضغط بيده على الهاتف بغضب و إحتدت عيناه ثم قال لها بصوت كفحيح الأفاعي أوه صغيرتي ...... لا تعلمين ما ورطتي نفسك به ....... إختبئي كاميلا ......إختبئي جيدا فعندما أجدك سأؤذيك بشدة ..... سأجعلك تعيشين الألم الذي  عشته في غيابك..... أدركت كاميلا حماقة ما فعلته للتو......لقد إتصلت به و من منزلها فأغلقت الخط بسرعة.......ظنت أنه توقف عن البحث عنها لكن لا واللعنة مزال يفعل ....وليس لأنه مهووس بحبها كما كان ......بل ليعاقبها على ما فعلته به ........ليجعلها ترى الموت كل يوم ...... رغم أنها ثملة لكنها شعرت بالخوف الشديد .......نهضت بسرعة و إتجهت إلى الشخص الوحيد الذي تعرفه هنا وتعرف عنوانه......سام ...... لن يستطيع حمايتها منه .....لكنها فقط ستهرب من هذا المنزل فإذا ما وجد عنوانها لا تكون هنا .......وصلت لمنزل سام كان مندهشا و سعيدا جدا برؤيتها أمام باب منزله ...... قضت الليل عنده .....بالتأكيد هو لم يحاول إستغلالها لأنها ثملة .....فهذا أكثر ما يميزه أخلاقه الطيبة ....... إستيقظت صباحا بصداع رهيب و وجدت نفسها في منزل غريب شعرت بالخوف حتى رأت سام يدخل مبتسما و هو يحمل صينية طعام في يده و يقول لها لقد إستيقظتي أخيرا ..... صباح السعادة ..... تفقدت حالة ملابسها ظنا منها أنه حدثت شيئا بينهما شعرت بالراحة عندما وجدت نفسها مزالت بملابسها و ردت عليه بتوتر صباح الخير ما الذي جاء بي إلى هنا ؟ وضع الصينية امامها على السرير و أجابها لقد جئتي البارحة ثملة جدا إلى هنا .....لا أدري لما كنت مرتعبة لقد قال سائق الطاكسي أنك كنت تبكين طوال الطريق .....ما الذي حدث معك ..... بقيت تنظر له ببلاهة و أشارت لنفسها بأصبعها و قالت أنا ؟ ثملة ؟ ...... ثم حدثت نفسها بصوت مسموع لا أتذكر شيئا ..... قال لها و هو يمسح على شعرها بيده هل أنت بخير كاميلا؟ .....انا سعيد لأنك لجأت لي لكنني قلق عليك مابك ؟ أبعدت كاميلا رأسها عنه بخجل وقالت لا أتذكر شيئا .....فقط إفتقدت عائلتي .....ليس من عادتي أن أثمل ...... المسكينة لا تتذكر حتى إنها هاتفت الشيطان تحت تأثير الثمالة و وقعت على شهادة وفاتها ....... نظرت له مجددا وقالت أسفة على إزعاجك سأغادر حالا همت بالنهوض لكنه أمسكها من كتفيها برفق وقال لا ...إبقي هنا معي من فضلك حتى تشعري بتحسن على الأقل .....لن نذهب للعمل اليوم ...... أرادت الرفض لكنه أردف قائلا أرى الخاتم مزال في إصبعك هذا مؤشر جيد ..... اذا كنا سنتزوج يجب علينا التقرب من بعضنا ...... فلتبقي لبعض الوقت همهمت موافقة وهي تحاول تذكر اي شيء من ليلة البارحة ....ولماذا ثملت لكن دون جدوى ....و كأن جزءا من ذكراتها مسح من تلقاء نفسه ....... بقيت بمنزل سام حتى الظهيرة .....كان يحاول التقرب منها والتخفيف عنها لكنها لم تكن تسمح له او تتجاوب معه اطلاقا ....... وبعدها أعادها لمنزلها ......فمالذي أو من  ستجده هناك يا ترى ؟
   عاد دايف لقصره .....كانت بيلا منهارة كليا مما عرفته من ليو ....... عيونها تذرق الدموع ....... قلبها محطم......و عندما سمعت صوت سيارة  دايف ركضت في الرواق دون تفكير حتى رأته يدخل المنزل و يقف أمامها..... إستغرب من حالتها إنها تتجنبه منذ مدة و اليوم تقف أمامه.... كان سعيدا بذلك لكنه  تظاهر بالبرود......نغز الألم قلبه عندما رأى دموعها فقال بسخرية .....هل صرت تثملين في وضح النهار ايضا ؟...... اللعنة .... ركضت نحوه و إرتمت في حضنه تبكي و تشهق بشدة حتى بللت دموعها قميصه فقال حسنا ...حسنا ...أنا آسف لا تبكي أرجوك ....أخرجت رأسها من حضنه وهي مزالت تبكي وسألته عن ماذا تعتذر ؟ .... أمسك وجهها بين يديه و بدأ بمسح دموعها وقال لا أعرف......فقط لا تبكي .....أكره رؤيتك  هكذا .....لماذا تبكين ؟ لم تستطع إخباره ما حدث مع ليو خوفا من نشوب شجار بين الصديقين و بالتأكيد خوفا من رد فعل ليو .....فقالت بدون سبب ....انا بحاجتك فقط ..... إبتسم معها إبتسامة دافئة و قال لها انا أيضا إشتقت لك حوريتي ..... عقفت حاجبيها بغضب و ضربت صدره بغضب قائلة والدموع مزالت تنساب على خدودها إذا لما لم تعد تعاملني كالسابق ..... تنهد بقلة حيلة لا يعرف ما بها ثم تفطن لأمر ما و سألها هل هو ذلك اليوم من الشهر ؟ ..... نظرت له بعدم فهم ثم علمت ما يرمي إليه فقالت بغضب بالتأكيد لا ..... رمقها بنظرات رغبة وكأنها تقف عارية أمامه و قال هذا جيد .....لست ثملة ولست مريضة ....و انت حساسة جدا اليوم و لطيفة ....و اخيرا يمكنني إستعادة الحورية خاصتي ثم فجأة حملها حتى شهقت و إتجه بها لغرفته حتى خاطبته قائلة توقف توقف و نظر لها ينتظر منها التحدث .... فأردفت قائلة عدني أننا سننسى ما حدث مع عائلتينا ....ونعود مثلما كنا في السابق وكأننا لم نعرف الحقيقة .....لا تحقد علي بسبب أخطاء الماضي التي لا ذنب لي فيها بل أنا ضحية فيها مثلي مثلك....... قبل شفتيها قبلة دافئة حنونة وهي ما تزال بين ذراعيه ثم إنفصل عنها يلعن تحت أنفاسه قائلا سحقا كم إشتقت لتذوقك ...... ولو كنت حاقدا لما أبقيتك بجانبي أبدا....... لن نبتعد عن بعضنا مجددا أسعدها كلامه رغم ملامح بكاءها إبتسمت في وجهه و نطقا نفس الكلمة في نفس اللحظة دون وعي منهما أحبك ثم دلف بها الغرفة و هو يقول أيا كان سبب عودتك لصوابك فٱنا ممتن له و بشدة ....فلا حياة بدونك حوريتي. ثم ركل الباب بقدمه يغلقه ...

✨✨✨إنتهى الفصل ✨✨✨

         ✨✨تفاعلوااااا✨✨

     ✨✨دمتم سالمين ✨✨

guerrilla?Where stories live. Discover now