البارت الحادى عشر♥

51 8 5
                                    

أبلغ حبيبا فى ثنايا القلب منزله..
أنى و إن كنت لا ألقاه ألقاه..
و إن طرفى موصولُ برؤيته و إن تباعد عن سكناى سكناه..
ياليته يعلم أنى لست أذكره..
و كيف أذكره إذ لست أنساه...
*****************

فى الصباح...
توجه مراد إلى بيت عمه حسام قبل الذهاب لعمله، دخل و ألقى السلام عليهم ثم وجه حديثه لناهد.
"عمتى لو سمحتى عايزك"، إستجابت  ناهد له و توجهوا إلى غرفتها.
" إسمعينى بقا كويس أنا مش مكمل فى اللعبة دى، أنا صالحت نور و هتجوزها، و لو فكرتى تمسيها بأى حاجة، مش هعمل حساب إنك عمتى"
ضحكت بسخرية« ممم، يعنى إنت مش ناوى تكمل معايا، طيب يا دكتور بس حضرتك هتطلع من هنا و صورك الجميلة هتتبعت ليها و ساعتها بقا يا سواد ليلك أكيد مش هتفضل على ذمتك ثانية واحدة» توجه إليها بغضب شديد وصرخ بها " انتى عايزة منى إيه"
أجابت ببساطة «تتجوز بنتى شاهى»
نظر لها بسخط وقال" عمرى ما شوفت أم مستعدة تهد حياة حد و تبنى عليه حياة بنتها، إنتى أسوأ إنسانة ممكن أعرفها فى حياتى، أنا مكسوف إنك للأسف عمتى"
تابع وقد بدأت عيناه ترقق بالدموع و نبرة حزن "أنا إكتشفت إنى المغفل الوحيد اللى فى العيلة، أنا عمرى ما كرهتك، حتى لما اتهمك أحمد إنك ورا اللى حصل لنيرة، أنا قولت لأ دى عمتنا من لحمنا و دمنا مستحيل تدمرنا، أنا حاليا فعلا أقدر أقولك إنى بكرهك يا ناهد هانم، بالنسبة للصور متهمنيش ابعتيهم ونا هعرف أصلح الموضوع، لكن أنفذلك اللى انتى بتقوليه ده مستحيييل"
تحدثت ناهد بعجرفة ولم يهمها دموع ابن أخيها« أنا مش فاهمه مكبر الموضوع ليه، انتوا اللى جيته عليا أنا وبنتى، فيها ايه يعنى لما واحد منكم يتجوزها انا أم وعايزة أطمن عليها و على فلوسها إنها متروحش لحد غريب»
"فلوسها؟!!، ولا قصدك فلوسنا اللى عينك عليها، أخر الكلام عشان أنا قرفت من الحوار ده، ابعدى عننا و ملكيش دعوة بحياتنا و إلا هتندمى، سلام يا هانم"
ذهب و تركها تفكر فيما عليها فعله ثم تحدثت « ماشى يابن سلمى أنا هوريك انت و ست نور بتاعتك دى»
***************
جلس أحمد فى كافيه على النيل، يفكر فيما حدث ليلة أمس، و كيف هون أسر عليه قليلا، نزلت دموعه قهرا على حاله فالأن قد خسر أعز أصدقائه "حمزة" حدث نفسه" لأ أنا أكيد مش هستسلم لازم أصالحه "
فى ذات الوقت كانت هناك طاولة تجلس عليها بعض الفتيات و من بينهم رنا «عارفين يا بنات الواحد و هو عايش سنجل كدا أحلى بكتير من المرتبطين، مش زى البت سناء و خطيبها المقرف ده، البعيدة معندهاش كرامة بيهزئها و ترجعله برضه، نفسى قديها قلمين يفوقوها»
تحدث فتاة" معاكى حق يا رنا هى فعلا مهزئة و تستاهل، احنا ياما نصحاناها بس هى كل اللى عليها، بيحبنى بيحبنى، خلى الحب ينفعها بقا"
ضحكت رنا بخفوت فسألتها صديقتها "بتضحكى على ايه يابنتى"
«أصل افتكرت موقف كدا مش عارفه اى الىى جابه فى دماغى دلوقتي، بس موتنى ضحك»
"طب احكى، احكى، اوعى يكون ليه علاقة بالظابط اللى هزئتيه"
ضحكت رنا كثيرا فقال صديقتها " يخرب عقلك حصل اى تانى احكى انتى مقولتيش ليا"
«يابت اهدى هحكيلك، بصى ياستى كنت فى المول و.....»
أنهت رنا من سرد ذلك الموقف و أخذوا صديقاتها يضحكوا كثيرا" رنا بجد انتى فظيعة، احمدى ربنا انه محبسكيش"
كانت تضحك معهم ونظرت للوراء ففتحت عيونها بصدمة "إلحقوا يا بنات الظابط ظبوطة هناك أهو"
أحد صديقاتها «انتى بتتكلمى جد ده عسللل أووى ازاى قلبك طاوعك تعملى فيه كدا يا مفترية»
نظرت لها رنا بشر و تحدثت "بت اى مالك لأ احنا سناجل و مينفعش عينك تزوغ على حد كدا ولا كدا وإلا هخرجك من الشلة أنا بقولك أهو"
«خلاص يعنى هو أنا قولتلك هتجوزوا»
كانت رنا مثبتة نظرها عليه وقالت "طب اتلهى بقا انا اروح أرخم سيكا و اجى"
توجهت له رنا ولم ينتبه لها، جلست أمامه و تحدثت " أحمد باشا بذات نفسه هنا ده اى الضلمة دى قصدى اى النور ده"
صدم من تواجدها و سبها بداخله و قال «هو فى مصيبة هنا ولا ايه»
رفعت له حاجبها "إشمعزا"
"أصل مفيش مرة قابلتك إلا وكان وراكى مصيبة، وبعدين يعنى اى إشمعزا دى؟!!"
«لأ دى لغتى عادى بس الحمدلله أنا ربنا نصرنى و قابلتك من غير مصايب أهو،  بس لحظة كدا  انت كنت بتعيط ولا ايه عينك محمرة أوى»
تحدثت بنبرة حزن "مفيش حاجة ويالا قومى من هنا، ولا اقوم أنا و أريحك منى"
تصنعت نبرة حزن فقالت «كدا برضو يا رجولة تكلم بنت حلوة بالطريقة دى، الحق عليا إنى بسألك مالك يعنى»
كان ينظر لها و منتظر تحولها فهى ليست المرة الأولى التى تمثل بها، ثم تابعت بنبرة صوت عالية قليلا« بس أقولك اتفلق أنا مش عايزة أعرف مالك أصلا، يلا بقا هتقول مالك ولا أدبسك فى مصيبة»
إبتسامة احتلت ثغره و شرد قليلا فى فقيدته فهى كانت بمثل جنونها تماما، أدمعت عيناه عند تذكرها و لكن أخرجته رنا من شروده قائلة« اى يا باشا روحت فين، سرحت فى اى ها قول قول متتكسفش»
انتبه لها ومسح دموعه سريعا و قال" اخرسى بقا كفاية رغى، اى ده كله"
«طب قول مالك ووعد مش هتكلم تانى ولا اقولك عنك ماقولت أنا هروح لحمزة و اسئله و أكيد هو عارف مالك و هحيكيلى»
نظر لها بسخرية وقال " وانتى بقا ليكى علاقة بحمزة"
تحدثت بثقة و تعال« أيوة طبعا مش  هيبقى جوز بنت عمتى، وكل مواعيده الغرامية معاها أنا بساعده فيها»
جاءت له فكرة فتحدث" طيب يا رنا أنا هقولك وواثق انك هتساعدينى"
إبتسمت بفرح وقالت بلهفة« قول قول، سرك فى بير»
"متخانق أنا و حمزة خناقة كبيرة و تقريبا مبنكلمش بعض تعرفى تظبطى مكان يكون موجود فيه هو ورودى ونا اروحلهم و هى طيبة جدا أكيد هتساهم فى انه يسامحنى"
نظرت له وصمتت قليلا كأنها تفكر فى شئ، ثم قالت«قصدك انى شريرة و انى مش هعرف اقنعه يسامحك؟!!»
فتح عيناه بصدمة "يخرب عقلك ده اللى فهمتيه من كلامى، أنا غلطان انى اخترت واحدة مجنونة زيك اقولها أصلا "  وقف ليرحل و لكن أمسكت يده قبل أنا يذهب و قالت بضحك « خلاص  خلاص متتقمصش متبقاش قماص بقا، كنت بهزر هساعدك هساعدك»
لم تلقى منه إجابة فقالت «مالك مبتردش ليه»
نظر لها ثم نظر ليدها التى تمسك يده، فانتبهت لما حدث وتركت يده سريعا و احمرت خدودها وحاولت إصلاح الأمر" أنا أسفة جدا بجد مش قصدى، إتفضل إقعد عشان نكمل كلامنا "
لم يكن أقل منها إحراجا فمنذ ما حدث معه لم يلمس يد إمرأة قط، ولم تجرأ أى امرأه على ذلك، عدا هى إستغرب من نفسه أنه لم يبدى ردة فعل و لم يغضب عليها، ولكن نفض تلك الافكار من رأسه و انتبه لها.
تحدث « بصى أنا متأخر دلوقتي ومدام هتساعدينى خدى رقمى أهو و ابقى ابعتيلى و نتفق، يلا سلام»
"أخذت رقمه و سجلته و قررت بالفعل أن تساعده"
**************
فى المديرية..
كان حمزة يحادث أسر فى الهاتف "كويس انك أخدته معاك"
«أكيد يعنى يا حمزة مش هسيبه، و متقلقش أنا هديته على الأخر»
"يعنى انت متأكد انه بقا كويس"
«أيوة و كمان خرج انهارده الصبح يعنى أكيد رايح الشغل»
"أنا حاسس انه مش كويس، أنا مش واثق فيك أصلا"
«مش واثق فيا؟!!!، تشكر يا رجولة وبعدين مدام قلقان عليه أووى كدا كان إيه لازمتوا اللى عملته امبارح ده»
"كان لازم أعمل كدا و إلا مكنش هيفوق و هيفضل يشرب لحد مايموت نفسه"
«خلاص يا حمزة خير، بس لو جالك بلاش تقسى عليه كفاية الدنيا»
"تمام يا أسر خلاص يلا سلام دلوقتي"
أنهى حديثه ثم أجرى مكالمة أخرى «ألو،  حضرت الظابط ازيك، أنا بخير جدا، انا عايز منك خدمة»
"اؤمرنى يا حمزة باشا"
«عايز عنوان واحد إسمه عمار حسن السويسى، تعرف تجيبه فى خلال ساعة»
"طبعا ياباشا وقبل ما تخلص الساعة كمان"
«تمام»
وقف وقرر الذهاب لعاصم،  توجه إليه فنظر له عاصم بخوف قليلا ثم قال "حمزة باشا نورت الدنيا والله"
جلس حمزة أمامه و تحدث بجدية« عايز أسألك سؤال و تجاوب عليه من غير لف و دوران و إلا مش هرحمك و انت مجربنى كتير»
تحدث عاصم بنبرة خوف" أنا تحت أمرك يا باشا لو أعرف هقول أكيد"
ثبت حمزة نظره عليه و وجه سؤاله« مين اللى راح قال للزعيم إنى بقيت مع الحكومة و بحاول أوقعه»
توتر عاصم قليلا ولاحظه حمزة " معرفش يا باشا"
ضحك حمزة بسخرية «جبان أووى عاصم،  يا ترى بقا مين اللى انت خايف منه أكتر منى و خايف تقول عليه»
تابع بقوله «طب بلاش السؤال ده لأنى كدا كدا هعرف، عمار بيعمل اى معاكوا»
صدم عاصم من معرفته معلومة كهذه و حاول إخفاء صدمته "عمار مين يا باشا أنا معرفش حد إسمه كدا"
وقف حمزة و توجه له و نظر فى عينيه نظرة حارقة وقال« تمام يا عاصم، انت اللى جنيت على نفسك و شكلك عايز تموت بدرى بس قبل ماتموت هوريك الموت و مش هنولهولك، أنا اتكلمت معاك بالحسنى و برضو ساكت بس أنا بقا هعرف يعنى هعرف»
«يا عسكرى» جاء عسكرى كان يقف بالخارج "نعم يا فندم"
«عايزك تاخد ضيفنا و توريه كرم الضيافة عندنا، عايزه يبقى مبسوطة على الأخر»
سحبه العسكرى و صرخ عاصم برعب" لا يا حمزة باشا أنا ساعدتك كتير، صدقنى يا باشا معرفش حاجة " ذهب مع العسكرى و هو يصرخ بتلك الكلمات.
توجه حمزة إلى مكتبه فوجد أحمد بانتظاره..
تفاجأ حمزة من وجوده و كاد يبتسم و لكن تذكر ما حدث و أخفى بسمته، ثم قال« نعم، ايه اللى جايبك فى حاجة»
نظر له أحمد بحزن " حمزة أنا أسف، أنا.. "
قاطعه حمزة بحركة يده بمعنى (كفى) وقال بنبرة هجومية« هو كل مرة تغلط تيجى تتأسف و المطلوب منى أسامحك صح،  لأ يا أحمد انت اخترت طريقك، طريق الإنتحار انت مش همك تجيب حقها، عايز تعيش دور المظلوم و بس لكن تكافح عشانها تكافح عشان نوقعهم و تاخد حقك لأ ازاى مينفعش»
صمت قليلا ثم قال" إمشى يا أحمد لما تحس إنك هتتغير و تبطل القرف اللى بتشربه و تبقى راجل أقدر أعتمد عليه ابقى تعالى"
وقف أحمد ينوى الرحيل و لكن تحدث  بما بحزن شديد "همشى يا حمزة بس عايزك تعرف إن من أول ما عرفتك ونا بعتبرك أخ ليا عمرى ماشوفتك مجرد صديق، كمان حاجة انا مش عايش دور المظلوم أنا اتوجعت اتوجعت أووى"
أدمعت دموعه قليلا ثم تابع بنبرة حطمت قلوبهم هما الإثنان" الدنيا جات عليا أووى يا حمزة" رحل أحمد وترك حمزة و يسب نفسه على ماقاله «مكنش ينفع اقوله كده مش كفاية اللى هو فيه،  بس لازم يحس بغلطه عشان يفوق»
******************
بعد وقت قليل جاءه اتصال و أخبره بعنوان عمار من تفصيل.
حدث نفسه و هو يتوعد له «جايلك يا عمار لما نشوف حكايتك إيه»

ظُلمات فى الماضىWhere stories live. Discover now