CH03

475 65 20
                                    

•••

الصباح التالي-

طرقات على الباب افزعتها، رجحت انه احد الذين وضعت عندهم خبر زوجها، فنهضت بسرعة ترتدي عباءتها التي لا تملك سواها لتفتح الباب-

لا تفكر بشيء، لا بشكلها ولا بهمها، كانت تأمل ان تقابل زوجها عند الباب، او على الأقل خبر عنه.

مع الأسف، صادفت الشاب العامل في الدكان المقابل للعمارة، وقد احضر لها جريدة اليوم كما يفعل كل يوم..

انتظرت ان يناولها الجريدة، بدل ذلك التفت واعطاها ظهره، تحدث بتأتأة-

"معلمي ارسل هذه الجريدة، يقول ان بها قائمة بالمفقودين الذين تم ايجادهم- متوفين.. بعيد الشر عن السامعين. يمكن ان تساعدك يا مدام.. عن اذنك"

تعجبت من كلماته الصلبة المستقيمة رغم انه لا يدق بابها للمرة الاولى، واخذت الجريدة من يده، ليفر قفزًا عن السلم قبل ان ترد بكلمة-

ادركت انه ثوبها الذي ترتديه اسفل العباءة كان غير ساتر، بالطبع شعرت بالخجل وان اذناها تلتهب، لكن شعور انها ربما ستحصل على خبر عن زوجها فاق كل الشعور..

كانت خائفة من فتح الجريدة، ماذا لو كان ميتًا بالفعل؟ ماذا ستفعل؟ كيف ستعود الى والديها؟ وكيف ستواجه مجتمعها؟

سيتم نبذها ووصمها بدمغة المشؤومة التي جلبت فأل الموت لزوجها في يومهما الأول!

بأي حال شبح فكرة العودة الى وطنها ما يزال يحوم حولها، حتى وان لم تجد هذا الزوج الذي لم تحفظ شكله بعد، يومًا ما ستعود، فما لها شيء هنا-

لا مال ولا عمل ولا صاحب، حتى طعام ليس معها ان تشتري..

هي قطعة من الجبنة البيضاء ونصف حبة طماطم، اكلتها فوق تلك الجريدة التي لا تحتوي شيئًا يخصها-

صحيح يوجد سمعان ما، لكن لا يوجد "سمعان شكيب سمعان" هنا..

لا في الجريدة، لا في البيت، لا في الارجاء، لا في المؤسسات، ولا في قلبها حتى!

"طلع اسم على اسم"

طفح منها الكيل، احست برغبة بالصراخ، وصرخت..

صرخت ما استطاعت التعبير عنه من توتر وقلق عاشته لشهر كامل بسبب رجل ما!

بسبب كائن لا تعرفه!

بسبب انهما تزوجا لأنهم قالوا لهما تزوجا!

ثم اختفى! بأقل من يوم اختفت الحياة التي جرّتها اليها، الحياة الجديدة، الحياة البعيدة عن النقد والعيون الثاقبة في بيت ابيها!

"لمن اعطيتموني؟ لمن تركتموني؟ حتى نفسي مُنِعتُ عنها بقمعي واسكاتي بشعاراتكم التقليدية المتخلفة- ها انا، تزوجت لتتخلصوا من عبئي! فحملتموني انا العبء! هل العبء يحمل عبئًا؟ بل العبء هو من يلقي بالأعباء على الاخرين- أسفي عليكم، مثقلين بأنفسكم، بعيوبكم التي صارت قانون واعراف.."

Salóme || الهانم والشيوخWhere stories live. Discover now