CH35

139 22 24
                                    

..

الجزء السابع: الحوت يبتلع القمر

..

مضت شهور عدة على زواج سالومي شمس الجمعية المتوقدة بقمر المجتمع الكاتب العبقري حنا يونان-

ومضى الزواج حرفيًا كما الاتفاق، شكلي فحسب..

فتتالت الاعمال بعد أسبوع واحد من زواجهما، وبدأت بتصوير فيلم سوزانا بعد أسبوعين فقط، وخلال بضعة أسابيع من العمل المتواصل المرهق انتهى تصوير الفيلم، وسيعرض قريبًا في ديسمبر ضمن فعاليات السنة الجديدة.

من رافقوها في العمل المترقب كانوا ألمع نجوم العصر، نجوم الشعب كما تسميهم ثيودورا، مما اثرى الفيلم، ودفعه الى الواجهة بين عدة أفلام منافسة..

انه الفيلم الثاني لأرسلان علي خان، والفيلم الثالث دار الحديث عنه مسبقًا، يقال انه سيكون ايضًا من كتابة السيد المبدع وزوجته الملهمة الفاتنة-

الفيلم الثالث بعد فيلم سوزانا سيكون ذو قصة اصلية غير مستوحاة من الميثولوجيا والتاريخ، على الأقل التاريخ المعروف..

هذه المرة الفيلم يحكي قصة لسالومي، ولشخصية سالومي كما أُملِيَت على يونان-

انه مؤثر ومر لدرجة انها تضايقت وغضبت لما قرأت نصه في ذلك الصباح الخريفي المتوتر، ووقفت امام (زوجها) تسأله كيف سيحرر قصة تحاكي اسرارها بهذا الشكل؟

"قرأتها؟" سألها

"لا أود قراءتها" تجيب بغضب

فيرد متوشحًا ببروده وكآبته، ويعيد عليها القصة مسموعة-

"سيدة حسناء مهووسة بالجمال والشباب والعشق، بسبب طمعها وتمردها نفيت من الجنة الى بستان صامت لا نفس لكائن حي فيه- فتمل من عشرة نفسها وتجوب البستان بحثًا عما يسليها، لا شيء هناك يرضيها. وفي مرة تنام من التعب بعد يوم بحث طويل. لكن الحسناء لم تكن وحدها في البستان كما تعتقد، وللبستان صاحب، هو معها كل الوقت، يراقبها من البعيد، راقبها حتى مل هو ايضًا من عشرة نفسه.. عقله انصهر في قلبه وكلاهما في يده، فيأتيها بتلك اليد الساخنة من خلف شجرة الصفصاف قرب النهر، يتقرب منها خلسة في الليل متخفٍ بظلال شجر البستان، يعلمها كيف تستمتع بنفسها، يشعرها ويذوقها أي متعة لديها واي حسن تملكه، يفتنها بفتنتها-.."

"يونا انت تخيفني" تمتمت ولم يتوقف عن سرد الحكاية-

"وفي ليلة تطلب منغرة ان ترى وجه سيد المتع- كما اسمته، وصارت تطلب المزيد، تتوق للمزيد، ولا ترضى، فهذا الملاك البريء تعلم ما هو العشق الحسي. لكن السيد- صاحب البستان- هو الشيطان بذاته.. فكيف يريها وجهه؟ وبماذا يعرف عن نفسه؟ ستخاف وتهرب!.. ثم يصدف مرور راعٍ شاب بالقرب من البستان، فيلقي عليه تعويذته ويتلبس جسده الفاتن ووجهه العابق بالقصائد والاحاسيس، ثم يظهر امام سيدته الحسناء، والسيدة المهووسة بالجمال والصبا فتنت بالراعي فورًا، ولا تدري ان الشيطان من يحركه كدمية ضعيفة. مجددًا الشيطان اغواها، خدعها، لكنه ارضاها وكسبها.."

Salóme || الهانم والشيوخWhere stories live. Discover now