CH12

311 42 6
                                    

..

الجزء الثالث: سَفرَة الخروج

..

في مساء احدى الأيام الصعبة على سالومي، وبعدما راودها منام فظيع عن والدتها المشتاقة لها بحرقة، كتبت رسالة لآخر رجل يتوقع منها رسالة، ورسالة كهذه.. كتبت رسالتها للامير-

من جملة واحدة بعد جملة التحية:

"اجمعني بأمي وسأطيعك"

قامت بطوي الرسالة ووضعها في الظرف المناسب، لحظات واخرجتها، فكرت ان تمزقها وتلغي الفكرة او تعيد كتابتها-

"ما اطيعك هذه؟ خسئ!.. لنقول- اجمعني بأمي ولنتحدث.."

مزقت الرسالة..

"اجمعني بأمي.. نقطة.." كتبت من جديد، وتنهدت يائسة "آه سأكون حقيرة ان استغللت عواطفه ليحقق مطالبي.. يا ربي سامحني، لكنها امي"

شطبت تلك، وكتبت هكذا "اجمعني بأمي واقرأ علي رسالتك في سريري"

ابتسمت بخبث "ليفهم ما يفهمه، سألف وأدور حتى يقتنع انه فهمه خاطئ"

كانت تلك آخر نسخة من الرسالة، وهي ما ارسلتها الى ثيودورا لترسلها للأمير، فمن اين لها ان تعرف عنوان بيته..

ثم اخذت نص الفيلم المُرسل من عند السيد أنطوان وبدأت تقرأه-

"هات لنرى ما تبدع به اوسان" وكان هو من كتب الفيلم..

قرأت.. قرأت.. قرأت..

لثلاثة ايام..

تذهب الى العمل في بوتيك الست عايدة صباحًا، وتعود بعد الظهر لتقرأ نص الفيلم..

واليوم وصلت الى نقطة معينة في النص مع فكرة ممتعة برأسها، فخرجت فورًا تطرق بابه-

ما ان فتحه حتى رق صوتها، علت ابتسامتها ومالت على اطار الباب-

"ساعات افكر ان الذي كان هو حلم، وساعات اصدق هذا الحلم وأغفو استدعيه حتى صرت احيا فيه، لكن هناك شيء مفقود. غلطة، الكذبة تُسكن القلب، لكنها لا تخدع العقل- ولأنجو علي ان اميز هي اين- في الخيال ام في الحقيقة؟"

"لحظة، هل هكذا يبدو حين يُقال؟ سيء!"

وكان ما قالته جزء من حوار في النص-

أومأت "يحتاج لتعديل، عليك استخدام كلمات حميمة تبرز العمق العاطفي للمعنى"

صفن بها، فبدلت نصه بكلماتها-

"اقنعت نفسي ان ما كان هو حلم لأضمن وجودك وعودتك متى ما غفوت، فشعرت بضياع الصحو، والغفى الذي لجأت اليه لاستدعيك فيه لم يعد يسكن لي قلبي، ويداي التي تخيلتها يداك فوق جلدي العطشان لم تعد تخدع عقلي.. ها انا واقفة امامك لأسألك اين انا بك- في هوس خيالك، ام في حقيقتك الخداعة؟"

Salóme || الهانم والشيوخWhere stories live. Discover now