CH25

199 31 12
                                    

..

الصباح، اعلن اوسان للمخرج انه يود الانسحاب من الفيلم-

"هل بمزاجك؟!" انفجر به أرسلان "تريد ان تجنني؟"

"لم ابدأ بشيء، جد ممثلًا غيري"

"من؟ ومن اين؟ وكيف؟ سنصور اليوم!"

"خذ حنا، كل الفتيات معجبات به"

"هل هذه المأساة الاغريقية تليق بالتمثيل!" أشار الى حنا الجالس بصمت

"اذًا غيّر سالومي" اقترح اوسان

"ماذا قلت؟"

"ماذا سمعت؟"

"غيّر سالومي"

"سمعك جيد ارسلان"

"هل تود اثارة جنوني؟ هل تنوي قتلي؟ انها المثالية، مثالية لدرجة انها سالومي اكثر من سالومي نفسها!" حرفيًا امسك ارسلان بشعره وكاد يقتلعه من جنونه

اما أوسان فواقف بعيدًا يتكلم بهدوء-

"لا تسعدني رؤيتها، لا اشعر انني قادر على الوقوف امامها براحة"

اطلق حنا ضحكته المكتومة "معه حق، انها تُوتِّر"

حنا يعرف ان اوسان مقتول في غرامها وبذات الوقت يتخذ هذا الغرام شكلًا لئيمًا متلذذ بالعذاب، فقال له مستعطفًا اياه-

"ابقَ من اجلي أنا اوسان.. من اجل اول عمل لي ولا تنسى انك من ذكرني- فابق لتذكرني ان نسينا"

لفتة سريعة عن حنا يونان، انه رجل ميت (حرفيًا) ليس عنده ما يخسره، مهووس بفنونه وكتاباته، وحتى هذه لا يخشى فقدانها فهي تأتي وتذهب كما مزاجه-

انه مهووس بأفكار وفلسفات شاذة عن قواعد المنطق والسلامة- لدرجة انه منذ اشهر قليلة حاول انهاء حياته ليفهم ماذا تعني نشوة الاقتراب من الموت-

ثم تفشل محاولته، وبلحظة يأتيه اوسان ليطلب منه مشاركته في كتابة هذا الفيلم- يكون وكأنه شغله وبالتالي انقذه.

وكتأدية واجب لصديق عمره قام بتأجيل تجربة موته، ما يعني انه الان لا يعيش لاي غرض اناني كعادته، فقط يؤدي الواجب لصاحبه قبل العودة والانغماس بجنونه وفنونه القاتلة.

ولا احد يعرف او يشعر بموته الروحي هذا، فمعروف عن حنا انه رجل بطباع كئيبة ومزاج متقلب، أي ان هذا الظلام صار حاله الطبيعي الشائع، مثل بصمة او موضة مثلًا.

انحداره من عائلة ثرية ومعروفة في المجتمع الراقي عزز مكانته، فهو حفيد وابن وقريب لأشهر الكتّاب في الادب والرواية والمسرح، أي انه الشاب المدلل في المجتمع نديم المشاهير وخليل السيدات-

واحتمال ملاحظة اكتئاب شخص يعيش حياة الاحلام- احتمال بعيد، او حتى غير وارد في المجتمع!

Salóme || الهانم والشيوخTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang