Salóme || الهانم والشيوخ

CH39

..

عرض فيلم حنا يونان الجديد في اليوم الخامس عشر من شهر ابريل عام 1970، وفي يوم 25 ابريل أقيم احتفال العام- احتفال الربيع، مجددًا في الكازينو الخاص بثيودورا-

ومنذ يوم عرض الفيلم وحتى يوم الاحتفال لا اخبار في المجتمع الا عن هذين الحدثين-

ومن يوم عرض فيلم الهانم والشيوخ في ديسمبر الماضي- وسالومي تسمى في العناوين والمقالات باسم سوزانا- فكانت معروفة للناس على انها سوزانا..

اما الفيلم الجديد الذي حكى قصة الفتاة الحسناء الشقية التي كانت تتسلل من سطح بيتها لسطح بيت جارها النحات المهووس بتماثيله وفنونه-

فكانت شخصية بلا اسم بحكم سير القصة والحبكة المتنقلة بين الواقع والخيال، لذلك بقيت سالومي معروفة للجمهور باسم سوزانا.

اما ما شغل الناس بها وجعلهم يتعمقون ويتأملون صورها ويتطلعون لحقيقتها- هو مشهدها المثير للرقص بين تلك التماثيل وتعابير وجه النحات الذي يتصبب عرقًا-

يتصبب عشقًا- هكذا قالت الصحافة..

فلما رقصت سالومي في فيلم سالومي، قالوا هذا حدها، راقصة..

اما حين ظهرت بمشاهد درامية شبه صامتة في سوزانا، قالوا عنها ممثلة ذات وجه حسن..

لكن الان، في فيلمها الجديد ودورها كفتاة متلاعبة تغوي فنانًا مجنون بفنه وتجننه بها-

قالوا نحتاج للمزيد..

نحتاج لمعرفة المزيد عن هذه المرأة- نحتاج لما هو اكثر من صورة تجمعها بزوجها الكاتب المشهور- الذي صنعها..

نحتاج لأكثر من مقال يفسرها ويفصلها منفردة، نحتاج لأكثر من احداث مرافقتها لشخصيات لامعة مثل ثيودورا وارسلان علي خان..

فزادت شهرة سالومي، زادت بشكل مخيف وصادم منذ عرض الفيلم الأخير، هذه الإضاءة تخصها، لها ومن اجلها، ولأول مرة لم تسمى بـ-

زوجة الكاتب حنا يونان..

صحيح انها لم تسمى ايضًا باسمها في جميع الصفحات، لكن على الأقل سميت باسم غير تابع لاحد-

سالومي او سوزانا- يبقى اسم امرأة حر.

ولأول مرة تقف في الشارع تنظر الى ذلك المجسم الإعلاني الضخم لصورتها تنثني فوق تمثال حجري-

"هذه انا" تمتمت غير مصدقة

مرت سيدة من خلفها فأشارت لها سالومي "هذه انا.."

السيدة ابتسمت لها وتابعت طريقها كمن يصادف مجنونًا ويتجنبه..

سالومي بقيت واقفة تبتسم بفخر تتأمل لوحة اعلان الفيلم، مطولًا..

•••

احتفال الربيع، ابريل 1970-

مضمون الحفل- الاوبرا الملكية. ما يتوجب اتباعه- تيجان ومجوهرات ضخمة وقطع مصممة بشكل مبالغ به، اثواب ملكية من أين ما تنتمي اليها روحك، بالمختصر أي ما يعبر عن ترف الملكية وعظامة الاوبرا ليأتوا به.