CH08

360 51 12
                                    

..

الخميس، دعوة العشاء في فيلا ثيودورا-

سالومي في غرفتها تجهز نفسها، لا يهمها العشاء بقدر ما هي متحمسة لارتداء هذا الفستان المهدى لها من معرض الأزياء الراقية، كانت ثيودورا قد اوصت الست عايدة لانتقاء أجمل فستان وارساله مع سالومي..

فستان جميل، بلون لم ترتديه قط، لون البرتقال، يزهر مع توهج بشرتها الوردية وشعرها الداكن الدافئ- تشبه الربيع فيه، مزهرة ومشرقة وتعبق بالحياة.

من يراها هذه الليلة لن يصدق ما مرت به، لن يصدق أي سواد خيّم على بختها منذ اشهر، ولن يصدق ان هذه الضحكة التي تدربت عليها امام المرآة سبقها بكاء ونواح..

انتهت من تسريح شعرها وزينتها. قبل ارتدائها الفستان وقفت امام اوسع مرآة في شقتها، تستحضر ما حررته ثيودورا فيها، تحاول الايمان بهذا، تحاول تصديق انها جميلة ومهمة، وتحاول الاقتناع بالفخر الذي تحدثت عنه-

تحاول تهيئة نفسها، او بالأحرى تهيئة هذا الجمال اليافع لاستقبال الفن وتحويله الى ارث ملموس-

"آه أيعقل ان يحصل؟ هل سيصبح ما تخيلته سرًا واقع ملموس؟.. ام ما تزال مجرد احتمالات؟"

ارتدت فستانها، انتعلت حذاءها، اخذت حقيبتها، اطمأنت على شكلها النهائي، وخرجت من شقتها-

"سنرى.. انت تستحقين سالومي" حفزت نفسها وانطلقت

رأت جارها اوسان جالس في بيته، تاركًا بابه مفتوحًا، على الاغلب ينتظرها، فحين طلت نهض فورًا وخرج اليها..

نظر الى وجهها بحياء ايضًا تدرب عليه، مبررًا انتظاره بأن ثيودورا اوصته ان يرافقها وليس انه يستقتل على مرافقتها، وسالومي أومأت متفهمة، ونزلت خلفه على الدرج-

ادركت انها نسيت رش العطر، وخجلت من العودة الى فوق وجعله ينتظر، مم زاد ارتباكها اكثر من مرافقته الى حفل خاص وعطره الفواح يكاد يعلق بها.

رائحته زكية..

زكية للحد الذي جعلها تتخطى درجتين لتسير في ظهره وتشمها بوضوح..

اما عن اوسان فقد اخذ نفسًا عميقًا بعد ان فتح لها باب السيارة ودخلت، نفس يخزنه من تلك اللحظة القصيرة التي ستفصل بين ساعات طويلة هي محورها، ومم يعني حرارة لا تهمد وتشوش مؤرق في حضرتها البهية-

ما زال لا يذكر شيئًا من حلمه العجيب، ولا يستطيع تفسير زخات المشاعر التي امطرت عليه مذ رآها وحتى الليلة..

ثيودورا كانت قد أرسلت سائقها لهما، والطريق الى الفيلا يستغرق عشر دقائق فقط، وستمر الدقائق بصمت ثقيل-

فلو تجرأ على البوح لألقى عليها الكثير من كلمات الغزل الخطيرة والفاحشة.

خلال الطريق أوسان غارق بأفكاره العذبة الرقيقة تجاهها، لا يجرؤ على الاعوجاج حتى في خيالاته، كان يدرك انه سينفضح، فهو سيء بالإخفاء-

Salóme || الهانم والشيوخWhere stories live. Discover now