CH06

404 59 56
                                    

•••

الجزء الثاني: قيامة سالومي

..

تموز ١٩٦٧، بيروت-

مضى أربعين يوم، والحدود الجنوبية ما تزال مغلقة، ولا عودة قريبة الى الوطن، حتى الرسائل التي كانت تتلقاها من عائلتها انقطعت، هي هنا، بلا شيء في بيت ناس غُرب-

في فيلا ثيودورا-

وثيودورا سيدة مجتمع ذات مقام، مثقفة، اجتماعية وذكية لها أصدقاء من كل الأوساط والأقطاب، يعني يدخل صالونها رجال ونساء اشكال والوان، من السياسي للفنان-

من زوجات النواب والسفراء، وحتى المهاجرين الذين يزورون بيروت كل صيف من أجلها-

ويتم التحدث بكل المواضيع التي تلهم جوهم المختلط بعيدًا عن مسرولياتهم وسلطتهم، فكانوا يتكلمون بالثقافة الادبية والفنون والفلسفة، ويشاركون ايضًا بالمشاريع المستقبلية الضخمة الخاصة بالمجتمع هذا-

كالمعارض والأفلام والمهرجانات، دعوات عشاء، عروض ازياء، حفلات تكريم واحتفال افتتاح حدث او مكان ما وحفلات موسمية ضخمة..

كل فن جميل حر كان يولد في صالون ثيودورا العظيمة.

..

سالومي- بعد فصل طويل متخبط من حياتها، شعرت وان أمواج بحرها تستقر، او انها فقط تعلمت كيف تركب تلك الأمواج-

او حتى انها ما زالت على حالها واعتادت عليه..

ان تحسنت او بقيت، الفضل الاكبر لثيودورا واوديت كيف وقفتا ككاسرات الأمواج لحماية روحها الطرية.

ولكن سالومي ما تزال في حيرة من امرها، انها غير مرتاحة بالجلوس بين سيدتين لا تعرفان عنها شيئًا، ولا تسألان خشية مضايقتها او احراجها-

انها تفكر- هل تخبرهما عن (صاحبهما) الامير وفصوله المظلمة؟

هل تخبرهما عن همها المرعب بفكرة انها منحت جسدها لرجل (ظنته) زوجها والان المجتمع (يظنها) ارملته؟

هل تخبرهما انها في الواقع (زوجة) لذلك الشخص الرهيب؟

لا، بقيت صامتة، بقيت بدور الارملة بأمان..

"أرملة احسن من أمير جحش"

على اي حال منذ ان غادرت مكانه لم تلتقي به او تسمع بذكره، لذلك طنشت الموضوع وسارت مع كذبتها..

..

في ليلة صافية هادئة وخالية من التجمعات المكتظة، في غرفة منفصلة جلست سالومي تستمع الى اوديت وهي تتدرب على اغنية جديدة برفقة العازفين..

اوديت مطربة ذات كاريزما ملفتة وحضور جبار، لها صوت رخيم وقوي، فنها التلاعب بالطبقات بشكل خيالي، ذلك غير طلتها اللامعة البهية وكأن المسرح لا يليق بسواها-

Salóme || الهانم والشيوخWhere stories live. Discover now