CH19

181 31 2
                                    

..

انتهت فقرتها التي طالت اكثر من المخطط له، وبدلت فستان الاستعراض لآخر اقل بهرجة لقضاء بقية السهرة مع ثيودورا كوداع تتمنى الا يحل-

ارتدت فستانًا اسودًا، ولما سألتها ثيودورا عن سبب ارتداء الأسود وقد اقسمت الا تقترب منه اغاظة بجدتها، اجابت-

"انه ثوب حدادي على فراق من احب" تقصد فراقها عن ثيودورا والجمعية-

"انا من حبي لك ارغب لو اضمك كل العمر، الا ان الناس لا تبعد عيونها عنا، راقبي كيف تجذبين الانظار سالومي، وهذا ما نحذرك منه"

تلفتت سالومي حولها، بالفعل الكل ينظر اليها، فعادت الى ثيودورا-

"حسب ما رأيته في بيروت ظننت انكم سادة الأضواء ونخبة المجتمع"

"تلك اضواء بيروت"

"هل تحبين جمعيتك اكثر مني؟"

"جمعيتي هي ارث حياتي، اما انت فحب حياتي- بالطبع سأختار الطريق الأقل ألمًا- الجمعية"

"يحزنني تحدثك معي بلؤم فقط كي تحمي جمعيتك"

"يعز علي ان افعل، انا مجبرة.. والا سأخسر المصداقية وسيقولون ثيودورا تفكر بمصلحتها ولا تعدل"

"اذًا اسمحي لي ان ابقى بقربك لهذه الليلة فقط"

"لنجلس بين التجمعات، هذا سيكون اخف" ومشت الى اصدقائها لتلحق بها سالومي عديمة الأصدقاء كثيرة المشاهدين-

فورًا التقت ثيودورا برفيقة لها، وبالطبع هي عضوة في الجمعية، بعد الترحيب واذهاب الشوق والاشتياق عرّفتها على سالومي-

"ماتيلد، صديقة الطفولة.. سالومي، صديقة روحي"

ابتسمت لها سالومي الحزينة، وصافحتها من باب الذوق فقط، ثم عرفتها ثيودورا على ابنها، صديقنا الفنان الواقع في غرام وجهها-

"انجلو، ابن ماتيلد.."

لم تكمل وردت سالومي بغير مبالاة "اهلا"

لم تنظر الى وجهه حتى، فهي بالطبع مغمورة بأحزانها-

همست ثيودورا لها "بالأساس لا يعرف الكثير من الكلمات العربية، أي اطمئني لن تحتاجي لخلق حوارات، ابقي الى جانبنا وتكلمي معي طوال الليل براحة"

أومأت وجلست، ثم فُتح حديث قصير عن استعراضها، تجاوبت معهم قليلًا وعادت لعبوسها وتبرمها-

خاصة وان ثيودورا انشغلت بصديقتها التي لم ترها من مدة طويلة، فهي تزور بيروت مرتين في السنة فقط، مرة في الربيع ومرة في الشتاء، والآن هي في حلب على غير عادة من اجل المهرجان فقط-

فلقد هاجرت مع زوجها الى سويسرا واستقرت بها، ماتيلد عارضة ازياء وملكة جمال سابقة، اما الآن فهي مشغولة بالرسم واقامة المعارض المصورة..

Salóme || الهانم والشيوخWhere stories live. Discover now