CH14

233 39 9
                                    

...

•حلب، 1968:

"ما المانع من العمل لكسب معيشتي- تيتا؟"

"ما هذه تيتا؟ تكلمي بوقار كسيدة وقولي نازلي هانم"

"نازلي هانم، ما المانع من العمل لكسب معيشتي؟ كنت اعمل في السابق وسأعود"

"ماذا كنت تعملين في بيروت سليمانا هانم؟"

"سالومي هو اسمي، نازلي هانم"

"لا تختاري اسمًا اجنبيًا فوق اسم كريم منحه لك والدك"

"اسمي ليس اجنبيًا وسليمانا شيء لا معنى له ولا منطق!"

"بلى، انه اسم وقور، سليمانا تعني سليمان"

"لا اريد ان يكون معنى اسمي تأنيث سخيف لاسم ذكر يا هانم"

"اسمك يعود لوالدك، وانت عائدة لوالدك، لا تحتقري الاسم فقط لأنه لا يخدم افكارك المتمردة"

"ولست عائدة لأحد"

"ما هذا الحقد تجاه والدك؟"

"انا احترم والدي، ولا شأن لذلك باختياري اسم اطلقته عليه امي.. امي لا تناديني الا بسالومي، وانا اقبل هذا الاسم واتخذه عنوانًا لشخصيتي"

"البنت لوالدها وليست لامها"

"ما هذا الادعاء؟"

"اسم امك لمن يعود بعد اسم زوجها؟ لوالدها، هل امك من سورية ام تركيا؟ سورية- البنت لأبيها.. وانت اسمك يعود لوالدك، وانت فلسطينية كوالدك، لست سورية مثل امك، ولا لبنانية مثل زوجك الراحل، اسمك المرتبط بوالدك- سليمانا"

"انا فخورة بوالدي، وفخورة بأصلي، لا اسعى للتمثل بأي اسم او وطن غير ما عندي، ولا افهم أي شيء من كلامك نازلي هانم، ولا اريد فهم ما العلاقة بين كل ما قلته وبين ان اسمي هو سالومي- الاسم الذي تحبه امي- سلمى- ابنتك يا هانم.. اما اذا كنتِ متشددة لهذه الدرجة بالأصول والآباء فاسطنبول تنتظرك، عودي اليها"

"يا لك من بربرية! عديمة الحد والعقل!"

"عديمة عديمة- والان ما اريده هو العمل لأصرف على نفسي"

"اين كنت تعملين في بيروت؟"

"في معرض أزياء راقية"

"بإمكاني إيجاد عمل مشابه لك هنا"

"اقدر لك ذلك، شكرًا"

"لكن لن تخلعي الأسود، فأنت ارملة ولست شابة عزباء"

"ليس عليك تذكيري بهذا يوميًا، فحضرتك ارملة.. وايضًا لستِ شابة"

"لا اتخيل ان يطرق بابي احد لخطبتك، سيصيبني العار"

"ما العلاقة؟! يا الله يا هو ما العلاقة!"

"ليس عليك الزواج بعد موت زوجك، هذه تعتبر خيانة واحتقار لمكانته، زوجك على الأرض سيكون زوجك في الجنة، فاحفظي نفسك من اجله"

Salóme || الهانم والشيوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن