CH44

129 14 12
                                    

...
••••••••••••

مشت الجنازة.. وانتهت الجنازة..

أقيمت الصلوات وانتهت الصلوات..

التابوت أُلقي في البحر كما الوصية، الورود والشموع غطت بوابة منزله ومداخل السينما التي تعرض افلامه باستمرار لذكرى حنا يونان.

ومع كل ساعة وكل يوم وكل اسبوع يمضي- سالومي (نجمة الصبح) كما اسماها يونا- تزداد شهرة ويتردد صدى اسمها في الاخبار والتجمعات..

فجاء الأربعين ومضى الأربعين..

من بعدها لم ترى يومًا آمنًا، وبالأخص من رجال المجتمع الذين صاروا يترددون الى بيتها بحجة مؤازرتها، وبحجة انهم موجودين ان احتاجت لخدمة..

والكل كان مترقبًا ان ينتهي الأربعين ليطرقوا بابها مجددًا، وليدخلوا بيتها، فكفاهم أربعين يومًا على عتبة البوابات-

"انت ارملة" يقولون

"انت شابة" يجاملون

"انت نجمة سينمائية صاعدة" يدّعون

"حرام ان تهلكي كل هذا الجمال بالحزن" يواسون

"الميت ذهب، وبقي من بقي" يُظهرون نواياهم..

جدتها ووالدتها جلستا معها في بيتها هنا في بيروت، ومن يومها وهما تقنعان بها ان العودة الى بيت العائلة هي الاصلح لها..

لكن هل كانت سالومي في الحداد بالفعل؟ كلا، بل كانت تسهر في الكازينو كل ليلة برفقة (النخبة) كما يُسَمّون-

ومن بعد الاربعين القت بردائها الاسود وصعدت على المسرح تغني برفقة مطرب شاب، فشكلت معه ثنائيًا متناغمًا للحد الذي تناسى فيه الناس انها ارملة يونان-

وانها فقط سالومي من تغني وتطرب وتفتن الدنيا برقصاتها وحضورها..

في المقابل وبينما كل هؤلاء الرجال يترددون في النهار على بيت الارملة سالومي، والارملة تغني في الكازينو كل مساء-

لبى الأمير دعوة صديقته ثيودورا لحفلة رأس السنة- 1971-

بما انه متواجد في المدينة، بالطبع حضر، وبلا تزييف لهيبة ومقام- حضر بشوقٍ مرهف لرؤيتها-

سالومي.

ضحكتها المتقنة تزين السهرة، انها واقفة بقرب المسرح تتسامر مع بعض الحضور، تومئ وتشرب الغزل وتشكرهم بامتنان، عيونها مستقرة على من يكلمها-

تعطي انتبهاها كاملًا وتشعرهم انهم مميزون لمرافقتها..

ثم فجأة-

بلحظة-

وحالًا-

تبهت ضحكة سالومي كما الموسيقى المبهجة، ويتلألأ الدمع في عينيها الناعسة- لمجرد رؤيته يقف هناك على بعد بضعة امتار منها-

Salóme || الهانم والشيوخWhere stories live. Discover now