غارق في الدماء

848 59 328
                                    

عمر جوفان 27، تاريخ ميلاده 21 ديسمبر -يوم الانقلاب الشتوي- وهو بداية
فصل الشتاء.
عمر مالوري 25، تاريخ ميلادها 23 سبتمبر - يوم الاعتدال
الخريفي- حيث يتساوى الليل والنهار.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

________________________

بينما كانت تصرخ بكلمات لم تلتقطها أذنا جونغكوك، كان الرجال حولها يهتفون معها بحماس. وفي يدها الثانية، رأس رجل مقطوع يتدلى بلا حياة، الدماء ما زالت تقطر من عنقه المبتور، تتساقط على الأرضية، وكأنها قطرات مطر حمراء. كان المشهد برمته كابوسًا حيًا، يختلط فيه الصراخ بالهتاف، والجنون بالدماء.

شعر جونغكوك بأنفاسه تتسارع، وجسده يزداد شدًا، وعيناه ثابتتان على فايا، والرأس الذي تمسكه من شعره بعنف، وسط هذا المكان الذي كان أكثر من مجرد ساحة معركة، كان مسرحًا للفوضى المطلقة، والموت كان سيد الحفل.

«فايا؟!» تمتم جونغكوك بصدمة، عيناه متسعتان وهو يشاهدها تتفاخر بالرأس المقطوع بيدها، وسط هتافات الرجال من حولها، الذين ينادونها بلقبها كسيدة لهم: الألفا فايا.

حدق جونغكوك بالرأس المقطوع، كان رأسه هو! عينيه الخاويتين، وفمه الذي يقطر دماءً داكنة، فيما تلطخ شعره المبلل بالعرق والدم بلون أحمر قاتم، والجروح العديدة التي تنتشر على وجهه كأنها شهادات على معركة قاسية، خاضها قبل أن يُهزم ويُقتل!

«إنها لا ترانا.» قال زيفريوس بهدوء، لينتزع جونغكوك من صدمته للحظة. نظر إليه بحاجبين مقطبين، ثم أعاد بصره بسرعة إلى فايا عندما انقطعت الأصوات فجأة. وقفت فايا بفخر ورأس مرفوع، والهالة المحيطة بها تزداد رهبة.

حينها، تحرك الرجال من حولها بتناسق غريب ليشكلوا صفوفًا مرتبة، ثم ركعوا جميعًا أمامها في خضوع تام، باستثناء رجل واحد فقط.

نظر جونغكوك إليه بدهشة أكبر، شعره الأشقر وعيناه الخضراوان كانتا مألوفتين للغاية... كان دينيس! وقف دينيس بجانب فايا، يتأملها بابتسامة سعيدة. كلما زادت فايا في تعاظمها بنفسها وتفاخرها، اتسعت ابتسامته معها، حيث وجد في ذلك ما يثير سعادته.

«ما الذي يحدث هنا؟!» تساءل جونغكوك، والضيق يتسلل إلى قلبه، يكتم أنفاسه ويزيد من اضطراب أفكاره. صمت زيفريوس للحظات، ثم أجاب بصوت مفعم بالهدوء. «هذا ما كان سيحدث لو أن فايا قررت التخلي عن رغبتها في الحصول على حب والدها، وسمحت للظلام بالاستيلاء على قلبها.»

أشار برأسه نحوها، ثم أكمل بذات نبرته السابقة. «كانت ستصبح ألفا يخضع الجميع لها لقوتها المهيبة، امرأة تهوى تعذيب كل من يعترض طريقها وتتلذذ بقتله دون رحمة.»

الكمد | JKWhere stories live. Discover now