6

25.7K 1.1K 68
                                    

في غرفة مظلمة لا يوجد فيها سوى كرسي جلست عليه وجهاز موصول بجسدي.

استجوبني عدنان بشكل قاس تحت جهاز كشف الكذب فتملكني الرعب الشديد ليس منه وليس مما قد يفعله بي ولكن تملكني الرعب من الحقائق الجديدة التي لا يكف عن ذكرها أمامي عن والدي الخائن الذي دنس هذا الكون بأنانيته.

عدنان: أبوج كان ينشر منشورات ويدعي شباب صغار وبنات ينضمون لجماعة المضيئين..ساعدتيه؟ انتي كنتي تييبين الشباب والبنات؟

بصوت يرجف أجبته: لا وابوي عمره ما كلمني عن هالموضوع بعدين أبوي مستحيل يسوي جي...أبوي وايد محترم قوانينكم.

عدنان يقترب ليبعد وجهي عن وجهه عدة سنتيمترات فقط.

عدنان: قوانينكم؟

أنا: قوانيننا وآياتنا.

عدنان: جوهرة انتي تحسين أبوج مظلوم؟

أنا: أبوي مستحيل سوا اللي تقولون سواه.

عدنان: يعني ظلمناه؟

قمت بتلاوة ما حفظت عن حرس الأمن: الأمان بيد الأمن والأمن في قلوبنا نحن من نحافظ على كوننا ونحن من نؤسس عالمنا ونحن من ندمر كوننا ونؤسس عالمنا..نؤمن بالحرس ولا نؤمن فقط ايماناً بل نشهد على قوتهم وعلى حرصهم علينا حيث تجردوا من مشاعر الانسان وتجردوا من الضمير وتجردوا من الحكم الذاتي ليكرسوا حياتهم لنا وللكتاب الكوني

الذي ينص أنه لا وجود لخطأ وصح ولا وجود لحق وباطل ولكن يوجد حق الانسانية والتعدي على حق الانسانية وخط الحفاظ على بعضنا البعض هي خيانة وعقابها التضحية فلا ظالم ومظلوم في هذا العالم ولا شرير وخير ولا عدالة تؤخذ بيد الفرد بل عدالة كونية يحكمها الفرد على نفسه.

يحدق عدنان في عيني ثم ينظر إلى الجهاز.

عدنان: شو رايج باللي صار في ابوج.؟ لم استطع الكذب.
أنا: حسيت بالألم رغب الابر...وزعلت ليش ما حسيت بألم أكبر من جي..زعلت ليش خذيتوا مني الاحساس وحق البكاء...بس أول لحظات تمنيت لو طعنتك انت وقيس نفس ما ذبحتوا ابوي.

يتصلب وجه عدنان بسبب جرأتي.

عدنان: تفكرين تظرين الحرس؟

ترددت قليلاً فإجابتي من المفترض أن تكون نعم من المفترض أن أبسق في وجهه وأن أتبع عائلتي إلى الاعدام ولكن لم أشعر برغبة للانتقام. :لأ لأني الحين مابا انتقم ومتفهمة اللي صار بس مب مستوعبة ليش ابوي بيسوي جي.

يومئ عدنان ويضع يده على رأسي.

عدنان: بنخليج وبنهتم فيج بس اللحظة اللي تفكرين فيها تتبعين مسار امج وابوج...بنعدمج.

يبتسم عدنان ويخرج، تدخل شابة جميلة بوشوم تغطي يدها لتفصل الأسلاك عن يدي.

الشابة: يلا قومي باخذج بيتج.

تمسك الشابة بذراعي وتوجهني إلى الخارج، توجهنا إلى الخارج المبنى نحو سيارة عسكرية رباعية الدفع، تفتح الشابة الباب لي وقبل أن تغلقه يناديها أحدهم.

صوت قيس: لينا وقفي.

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن