37

9.9K 597 8
                                    

هدأت قليلاً وبقيت مستلقية على الأرض مغمضة العينين، قيس يبقى بجانبي. شعرت ببرودة الارض بيدي وبقرب قيس مني، صوته يوحي بتعبه الشديد ولكن سماع صوته يضفي شعور الامان في قلبي فلم ارد الشعور بأنني وحيدة بين اربعة جدران.
قيس: ما بتخبريني؟
انا: ماقدر.
قيس: انزين من وين سمعتي الاغنية اللي غنيتيها الحين.
انا: نشيد ديني...تعلمته وحفظته.
قيس: كيف وصلج؟ ممنوع الاناشيد والتجمعات الدينية.
لم أجبه.
شعرت بيد قيس تلامس يدي.
قيس: جوهرة انا الحين بس قيس مب حارس امن...يعني عقب كل اللي سويته والقوانين اللي خرقتها مفروظاً تصدقيني يوم اقول هالكلام.
لحظة صمت يخيم المكان.
قيس: جوهرة اباج تجاوبيني بصراحة...انتي تؤمنين بالجنة؟ وبالنار؟ وبأفكار المضيئين؟
انا: انت تآمن يا قيس؟
قيس: قلبي يقول انه في جنة وفي حياة عقب الموت وفي اشياء نحن نحس فيها وما نشوفها..انا قبظت على وايد من جماعة المضيئين خذيت اوراقهم وقريت كلماتهم...واتمنى نعيش في العالم المكتوب في صفحاتهم ..مب لازم كل شي في هالكون يكون له دليل ملموس وعلمي وظاهر في اشياء غيبية ما نقدر نفسرها.
فتحت عيني عندما سمعت ما قال ونظرت اليه.
انا: وانا بعد.
وانا احدق في عيني قيس شعرت وكأن ارواحنا تلتقي وكأننا نسبح معاً في عالم آخر غير مفهوم لغته وعوالمه، شعرت بصلة لم اشعر بها مع احدهم.
قيس: جوهرة ابا اخبرج سر.
لم اجبه ولم اشح نظري عنه.
قيس: يوم حسيت اني بموت امس تحسرت على شي واحد بس...اني ما خبرتج...ما خبرتج.
تدمع عينا قيس وهو يحدق بي وكأنه اقترف جرماً ويريد الاعتراف به.
قيس: جوهرة انا احبج..احبج لدرجة الجنون وماعرف كيف مفروظاً مع هالحقن ما احس جي بس احبج ومجنون فيج بعد ومستعد اموت ولا يصير لج شي.
تنفست بسرعة عندما سمعت اعترافه الصادم هذا، كيف ومتى ولماذا؟ لم نتقابل سوى منذ فترة قصيرة وهو من شارك في اعدام والدي، هل هذه لعبة؟ اختبار؟
جلست واعتدلت في جلستي ونسيت خوفي ونسيت الغرفة المغلقة وكل شيء فما يحدث امامي الآن امر هائل وورطة.
انا بغضب: متى لحقت تحبني؟
يضحك قيس ويمسح دموعه وينظر للأعلى.
قيس: من زمان قبل لا تعرفيني.
انا: انت مريض؟ هذا هوس مب حب.
قيس: هوس حب جنون ماعرف بس بغيت اخبرج.
قيس ينظر إلي وكأنه ينتظر اجابة ما مني.
تُفتح البوابة أخيراً وسمعت صوت بدر منادياً.
هرعت وركضت نحو السلم، بدر ينظر إلي وعلامات الصدمة بادية على وجهه.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
يقدم بدر لي كوباً من الحليب الساخن في السيارة، قيس يستلقي في المقعد الخلفي.
بدر: سامي حس وجود قيس خطر وبغا يحبسكم لين ما نوصل لقرار.
انا: شو القرار؟
بدر ينظر الى قيس عبر المرآة الامامية.

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن