جزء ثاني - مخرج ام لا؟

8.1K 659 117
                                    

استقر اليأس في بدني ليتآكله شيئاَ فشيئاَ، شعرتُ بأن قلبي أراد ان يتوقف، نعم شعرتُ بالاستسلام، لماذا نعيش؟ ما الهدف؟ لماذا حاولتُ جاهدة ان انقذ نفسي وانقذ آدم وأنقذ قيس؟ هل السعادة هي أن أعيش هاربة بسبب رغبتي باتباع ما يريده قلبي؟.

مسحتُ دمعة هربت من عيناي اللتان قد جفّتا من البكاء، قيس الذي استمر في زيارتي بين وهلة وأخرى،  قدّم لي كوب من الشوكولا الساخنة، ولم استطع تمالك نفسي وابتسمت وانا انظر إلى الكوب.

"تبتسمين؟"

تعجب قيس وهو ينظر إلي وابتسم.

"تذكرتُ أول مرة صنعت فيها كوب شوكولا ساخنة لي"

تضايق قيس وكانت ملامح وجهه تتغير كل ما تحدثت عن الماضي، وتفهمت ذلك، فأنا أتذكر هذه اللحظات الجميلة بينما هو لا يرى سوى صفحة بيضاء فارغة، ولعله يتمنى لو انه يستطيع الشعور بما اشعر به من سعادة وشوق لتلك الذكريات.

لحظة صمت أخرى مرت وسرعان ما شعرتُ بالحزن مجدداَ، وباليأس.

"لم أعرفه سوى لفترة بسيطة...ولكن كنت اشعر بأنني أجلس مع انسان يا قيس...أتعرف كم هو نادر ان اجد شخصاَ أستطيع ان اكون بكامل حريتي وطبيعتي امامه؟ شخص مفعم بالروح والحياة؟" شربت من الكوب وأشحت نظري عن قيس الذي قطّب حاجبيه لا يعرف ما يجب ان يقوله.

كم كنت أكره هذا التصرف، أعيش بين عالم يتحكّم فيه اناسه في كل حركة، كل شخص حولي يقوم بحساباته الرياضية الدقيقة قبل ان ينطق بحرف، ها هو قيس الآن يفكّر بنفس الطريقة.

"لا تفكر...اخبرني باول ما يخطر لك من كلام.." قلتها وانا انظر في عينيه.

"ما الذي تريدينه يا جوهرة؟ انتِ الوحيدة التي لا استطيع فهمها...أعني كل شخص هنا يعرف ما يريده...ما الذي ينقصه من سمات...واين تقع قوته...ما هو العمل الذي يريد ان يحصل عليه..وما هو هدفه...انتِ لا تتحدثين في هذه الامور..وكل خطواتكِ خاطئة وغير محسوبة" قالها قيس وهو يحدق فيني، ابتسمتُ وقد سألت نفسي هذه الاسئلة أيضاَ، ما الذي تريدينه يا جوهرة؟.

بقيتَ صامتة للحظات وما قاله عقلي وقلبي فاجأني ايضاَ، "اريد الكتاب" قلتها دون أن أفكر ملياَ ان كان يجب ان انطق بذلك أمام قيس ام لا.

تعجب قيس ولم يفهم ما ارمي إليه، ثم قررتُ بسرعة سحب ما كنت سأقوله "اريد الكتاب الكوني" كذبتَ ورأيت نظرة الأمل في عيني قيس، ابتسم قيس وأومأ.

"سأحضره لكِ" أمسك قيس بيدي وهو يحاول كبت سعادته، قطبتُ حاجبي متعجبة منه، هل قيس يقاوم العلاج؟ هل هو مدرك بأنه أصبح في خط الخطر؟ هذه التصرفات لن يقبلها المعسكر وقد يتم وضع قيس تحت خط الشك.

وصلتُ إلى مبنى رئيس الاقطاعية ريك وقد أوصلتني لانا إلى المكان بطلب مني، لم أرد كشف نواياي امام قيس ولكن ما أردته حقاَ هو كتاب والدي الذي وجده الرئيس.

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن