33

10.1K 582 6
                                    

تبدو ابواب الغرفة كأبواب الزنزانات وجدران الغرفة باهتة، البرد قارص ويرتدي الجميع ستر فوق ستر وعدة اوشحة، يضع الشبان قيس على الطاولة ثم يقترب منه سامي الذي يقدم له احدهم حقيبة فيفتح الحقيبة ويخرج منها عدة جراحة، هلعت فوراً.
انا: دقيييقة ما يصير ما في دكتور كيف بتسوون عملية؟
يحضر احدهم لسامي ابريق ماء ومطهر ليغسل يديه ثم يمسك بالسكين.
انا: هييي انت انت من اي حزب؟ انت دكتور؟
يمسك بي شاب آخر ويمعني من الاقتراب من سامي، احد الشبان يحدث سامي: ما في مخدر.
سامي يحدثه بلغة الاشارة فيتفهم الشاب، الشاب الممتلئ قليلاً ذا شعر اسود قصير ووجه مدور يقترب مني.
الشاب: ما في مخدر فنحن بنثبته لو تبين تساعدين بيكون ممتاز بس لا تسوين مشاكل.
صرخت: هذا مب دكتور ميانيين انتوا؟
الشاب: نحن نسوي كل هالاشيا من ورا المسؤول عشان خاطر بدر مفروظاً تشكرينا لاننا اصلاً نحاول نساعد هالحارس اللي مفروظاً ما نقرب منه...بتساعدين ولا لا؟.
ترددت قليلاً ثم نظرت الى قيس.
الشاب: ترا بيموت اذا ما طلعنا الرصاصة.
ركضت الى قيس ثم امسكت بيده، قام الشباب بتثبيته ثم بدأ سامي بالعملية، يصرخ قيس من الالم ومنعناه من الحركة، تمسكت بيده وانا ابكي فلم ار في حياتي امراً يشابه ما أعيشه الآن، يشد قيس قبضته وشعرت وكأنه سيكسر عظام يدي ولكنني لم اتركه وتحملت الألم.
يبدو سامي ماهراً ومحترفاً فقد اخرج الرصاصة في ظرف دقائق ثم ضمد الجرح وانهى العملية.
احضر سامي لحافاً وغطى قيس الذي هدأ قليلاً ولكن لا يزال يتعرق من الألم.
جلست على الأرض أمسح عرقي غير مصدقة ما حدث اليوم، يقدم لي الشاب الممتلئ كوب ماء. يدخل في هذه اللحظة بدر ويحيي البقية ثم يتجه نحوي.
بدر: شحالج؟
انا: بخير مشكور.
نظرت إلى بدر مترددة...هل استطيع ان أسأله عن هذا المكان؟
بدر: تعالي بكلمج.
وقفت وتبعته إلى غرفة اخرى تشبه مكتباً صغيراً واغلق بدر الباب.
بدر: انتي بين جماعة المضيئين.
انا: توقعت من المكان.
اغمضت عيني وعضت شفتي مدركة حجم الورطة التي دخلت اليها بقدمي.
بدر يقترب ويمسح خدي بيده.
بدر: من زمان تمنيت اييبج هني.
ابعدت يده وابتعدت عنه.
انا: قيس شو بتسوي فيه؟
بدر: ماعرف الصراحة...تسرعت يوم يبته هني..بس ما كان في مجال نوديه مستشفى كان ذبحوج وشكوا فيج.
انا: ماعرف ليش الحرس هاجمونا.
بدر: متأكدة الحرس؟
انا: منو غيرهم يحمل سلاح؟
انا: ابوي كان يجتمع وياكم..هني؟
بدر يصمت للحظة ثم يومئ.
بدر: بس كان يتعامل مع المسؤولين اكثر..نحن بس شباب.
ينظر بدر إلى ساعته ثم يشد يدي.
بدر: بروايج شي.

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن