42

9.1K 581 39
                                    

دخلت إلى المنزل ومشاعري مختلطة بين الذنب والسعادة، لم أرد ان اجرح رنا ولكنها جرحتني أيضاً في السابق وقبلت بخطبة الشاب الوحيد الذي احببته، وجدت نفسي أبتسم وتتراقص قدمي كراقصة باليه في الثامنة من العمر ثم عاد الحزن فوراً ليخيم على قلبي فكم أردت في هذه اللحظة التحدث إلى والدتي واخبارها بما اشعر وبما قدمت لي الحياة الآن، هل انا انسانة سيئة؟ خسرت والدي فكيف لقلبي ان يتجرأ ويذوق السعادة مرة اخرى؟ كيف لعيناي ان تتجرآ وتتوقفا عن البكاء؟ هل انا شخص اناني؟ ﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
بعد عدة ايام: بدر لا يجيب على هاتفه ولم يقم بزيارتي منذ تلك الليلة، وقد اختفى تماماً مما أقلقني، هل قبض عليه؟ هل كُشف امره؟
يطرق الباب ففتحته فوراً.
اندهشت عندما رأيت قيس ولينا امامي لعملية التفتيش الروتينية، ولكن من المفترض ان يحضرا في يوم غد لا اليوم وتوقفت عن الحقن منذ ايام.
قيس يبدو بكامل صحته ولكنه يمشي ببطء، يبتسم قيس عندما يراني ولكنني قابلته بتجهم.
لينا: بفتش البيت...انت قيس الاعصاب.
لينا تدخل وتقوم بالتفتيش، قيس يخرج جهازه ويقوم بقياس التفاعل في اعصابي ونبضات قلبي. الخط الأحمر بادٍ وعلمت ان هذه هي نهايتي، قيس يبتسم ويفصل الجهاز.
قيس: ليش ما تاكلين؟ظعفانة وايد.
انا: ماحب آكل غير طبخ امي.
قيس: بس انتي نادراً كنتي ترجعين بيتج وقت الغدا...كله عند ام بدر.
انا بتهكم: شكلي لو سألتك كم قميص كان عندي وشو لونهم بتعرف الجواب.
قيس يضحك ويهز رأسه وكأنه يستمتع بأسلوبي البارد معه وهذا استفزني أكثر.
انا: الخط احمر...بتطلق الرصاص في راسي ولا بتعدمني بحبل؟
لينا تعود وتنظر الى قيس.
قيس: تاخذ حقنها.
لينا: ما في شي في البيت...مشينا.
لينا تخرج وقيس يقف ويضع جهازه في الحقيبة.
انا: لو تساعدني مليون مرة..انت حرس...وانت ذبحت اهلي.
قيس يحدق في عيني وللحظات تتغير ملامح وجهه ليصبح جدياً.
قيس: جوهرة...لازم تنسين الموضوع.
انا: انت اللي تماديت وذكّرتني بوقاحة الحرس وشرهم.
قيس: انا يمكن احبج...بس انا حارس امن واذا حسيت في شي خطر يمكن يصدر منج بقبض عليج.
ضحكت بصوت عال ثم وقفت واتجهت نحو الباب مشيرة للخارج.
انا: سوي اللي تباه ما يهمني.
قيس يقترب.
قيس: ما يهمج؟ عشان جي خفتي علي يوم قربت اموت؟.
انا: كنت بخاف على اي حد.
قيس: جوهرة انا شفت في عيونج شي...ولو ما شفته ما كنت اعترفت...راجعي نفسج.
يخرج قيس وصفعت الباب بعصبية.

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن