48

8.6K 567 20
                                    

والدتي: جوهرة أنا هني...أنا هني.

بدأ عقلي يستوعب بأن وجودها قد يكون حقيقي..فقد مرت لحظات عديدة، نظرت إلى الباب والحارس يقف بجانب الباب ينظر إلي ثم ينظر إلى أمي، إذاً فهو يراها أيضاً؟ ربما هو أيضاً سراب. نظرت إلى أمي مجدداً. صوت عدنان: جوهرة..نحن ما كنا نبا نكشف أنه امج عايشة بس هي كانت حابة تشوفج قبل الاعدام.

وجود عدنان أربكني.. لماذا هو في هذا الحلم؟ ولماذا يذكر هذه الأمور السوداوية في هذا الحلم الجميل. لم أجبه ونظرت إلى أمي مجدداً. عدنان: جوهرة قومي.

لم أطعه بل لمست يد أمي غير مصدقة بأنني أشعر بيدها.

عدنان: شكلها في حالة صدمة.

يمسك عدنان بذراعي ويشدني لأقف، حاولت مقاومته وصرخت وأنا أدفعه فلم أرغب سوى برؤية والدتي.

أنا: خلننييي...شو تبااا؟

عدنان: جوهرة ما عندج إلا دقايق ويا أمج جاوبي على أسئلتها لو تبين فرصة ثانية.

وفجأة ودون سابق انذار، أمسكت والدتي بي ثم صفعتني صفعة قوية أدمت شفتي ووقعت أرضاً، مسحت الدم عن شفتي ثم نظرت إلى والدتي بعيني متسعتين لا أصدق ما يحدث.

أنا: أمي؟

والدتي: جوهرة..أنا من الحرس وكنت أنا وكذا واحد نشتغل جواسيس عند الأحزاب.

بدت والدتي الآن باردة الوجه وهي تقف باستقامة كالحرس ويدها على سلاحها، تبدو كنسخة أخرى من عدنان، نظراتها تحمل القسوة نحوي.

والدتي: أنا تزوجت أبوج ويبتج كجزء من خطة..كان مفروظاً انتي تصيرين جاسوسة بعدي وتتزوجين حد ثاني من الحزب وهكذا حتى نحافظ على النظام ونعرف كل الاسرار من الداخل..بس الامور ما مشت نفس ما خططنا.

استمرت امي في التحدث ولم استطع الاصغاء كلياً اليها، والدتي...جاسوسة...لدى حرس الأمن...لم أستطع استيعاب هذا الأمر فلم أكسر صمتي لساعات طويلة رغم الضرب المبرح الذي تعرضت له. والدتي...جاسوسة..لدى حرس الأمن..بقيت في زاوية الغرفة محاولة ربط الأمور ببعضها البعض..هل هي من أبلغت الأمن عن والدي؟ ولماذا لم تبلغهم من قبل أن والدي لا يأخذ الحقن ولم يحقني بالحقن الحقيقية؟ لماذا لم تحقني أنا بالحقن الحقيقية؟ لماذا تصرفت كل هذه السنين وكأن شيئاً لم يكن؟ هل تعرف عن بدر؟ فوالدي وبدر كانا في نفس الجماعة.

دخلت والدتي الغرفة مجدداً وهذه المرة لم أقترب منها بل بقيت في زاويتي في غاية الحذر منها، شعرت بأنني لا أعرفها، ربما هي ليست والدتي، ربما هذه خدعة أخرى. تجلس والدتي على السرير وتنظر إلي للحظات بصمت.

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن