32

10.3K 608 5
                                    

أؤمن ان الله يرعانا ولن ادير ظهري له وأؤمن ان هنالك جنة فسيحة تنتظرنا واننا لن ننتهي مجرد حفنة تراب في الرمل كما لم نكن..أؤمن بالجنة ببساتينها الخضراء وانهارها الجارية وفواكهها المتنوعة"
يذرف قيس الدموع وهو يستمع ويبتسم متخيلاً هذه الجنة ثم يكح قيس دماً ويختنق. تركت الاوراق وحاولت مساعدته على التنفس ولم استطع،،خرجت من السيارة وصرخت طالبة المساعدة في الشارع كالمجنونة ولا اجابة. ثم شعرت بيد تلمسني فذعرت والتفت واذا ببدر يقف امامي.
بدر: جوهرة عبالي انتي اللي.
قاطعته: ساعده الله يخليك.
بدر يفتح باب السيارة.
بدر: قيس؟
يغلق بدر باب السيارة ثم ينظر إلي بغضب.
بدر: امشي بطلعج من هني.
أنا : لا ساعده مصاب دخيلك ساعده عشاني.
تدمع عيناي وأنا أنظر إليه بتوسل، بدر يغمض عينيه ثم يفتح الباب ويدخل السيارة، يرفع بدر قميص قيس ليرى الجرح.
بدر: لازم نطلع الرصاصة.
يخلع بدر شاله الصوفي ويلفه حول بطن قيس ويشد الشال بقوة، يتأوه قيس من الألم.
يحمل بدر قيس على كتفه وقمت بمساعدته ثم أخرجناه من السيارة.
يمشي بدر بسرعة حاملاً قيس نحو سيارته التي ركنها على بعد ثم يضع قيس في المقعد الخلفي من سيارته.
شاب أشقر في العشرينات من العمر طويل القامة وكثيف الشعر يجلس في مقعد السائق، حالما يرى الشاب قيس تتسع عيناه وينظر إلى بدر معترضاً. بدر: خذهم عيادتنا.
الشاب الأشقر يهز رأسه رافضاً ومعارضاً ولكن لا يتحدث.
بدر: خذهم العيادة يا سامي ما ينفع نخليهم هني.
سامي يشير إلى قيس ثم إلى كتفه، يبدو أن سامي أبكم والاشارة إلى الكتف تعني الحرس.
بدر: عادي ماا تشوفه مب واعي خذه يلا بس بالسر.
ركبت في المقعد الخلفي بجانب قيس.
بدر: باخذ السيارة وبتخلص منها مع اني ما عرف شو صار.
أنا: لا بدر كانوا يطلقون علينا الرصاص فيمكن السيارة مستهدفة.
بدر يضرب جبهته بيده بعصبية.
بدر: لا تخافين بتصرف. --------------------------------------------------------------------------------------------
يقود سامي السيارة وهو ينظر إلى الشارع تارة وإلى انعكاسنا في المرآة الأمامية تارة. يتأوه قيس ويسعل بين الحين والآخر، حاولت تدفئة يديه بيدي ولكن لا جدوى. وصلنا إلى منطقة شبه مهجورة ثم فجأة تدخل السيارة إلى ما يبدو كنفق أرضي وبات كل شيء الآن مظلماً تماما، سمعت صوت الباب يفتح وشعرت بيد تلمس ذراعي قاومت ولكن اليد تشد ذراعي ثم شعرت بأن أحدهم حمل قيس، ترجلت عن السيارة وأرشدتني الذراع للمشي بخط مستقيم ثم توجهنا إلى اليسار وسمعت صوت باب حديدي يفتح، فجأة الأنوار تضاء واستطعت رؤية كل شيء، مجموعة من شبان يقفون في غرفة تبدو كزنزانة قديمة.

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن