جزء ثاني - طفح الكيل

7.8K 561 229
                                    


اعدام! اعدام آدم! نظرتُ الى آدم وانا اشعر بالغضب العارم وهو يأكل من فطيرته بكل برود.

"ألهذا استعجل الرئيس ريك واحضرك اليوم؟" سألت بصوت راجف وآدم نظر إلي بحزن.

"نعم...كل هذا الخطاب الذي قاله اريدكِ ان تكوني مدينة وهكذا كل ذلك خدعة واراد حفظ ماء وجهه امامكِ..اريد بعض الشاي اذا سمحتي"

أخذتُ الصحن منه بغضب.

"يا جوهرة سأموت بعد سبع ساعات...دعيني آكل واستمتع بآخر لحظات حياتي"

"لقد أخبرونني بأنهم توقفوا عن الاعدام..وانهم يريدون فهمنا ودراستنا..ماذا حدث؟"

سألتُ ولاحظتُ نظرة ذنب في عيني آدم.

"أقنعتً ممرضة بأن تتوقف عن أخذ الحقن، والممرضة أُغرمت بي...وبدأت علاقة غريبة بيننا..كلمة...فنظرة...فمصافحة...فلمسة خد ...فقبلة..ثم .."

صمت آدم وشعرتُ بخجله ولم اصدق ما اسمع.

"ستخسر حياتك بسبب علاقة عابرة؟" صرخت بغضب.

"أنتي لا تفهمين...هم يريدون اعدامي واعدام الممرضة كي يوقفوا هذه المهزلة...الناس قد ملّت من هذه الحياة يا جوهرة...نعم السلام هو ما يريدونه لذلك منعوا اختلاط العائلات والاحزاب...وضعوا هذه الحقن للتحكم بالمشاعر...منعوا اي معتقدات مختلفة..ووحّدوا كل شيء...ولكن نحن بشر..نرغب بأن نضحك ونحب...وان نبكي ونتألم..نرغب في اتباع غرائزنا..وبعضنا لا يحتمل هذا الواقع..والآن اصبح الناس يخرجون عن السيطرة ولا تعلم الحكومة ما يجب فعله..جربوا العقوبات الصارمة ولم ينفع ذلك..والآن جربوا ان يتجهو للعلم كلياَ وان يعاملوننا معاملة المجانين ولكن اصبحت المصحات ممتلئة...واليوم قرروا ان يعودوا للعقوبات الصارمة...والآن اعطني بعض الشاي"

وقفتُ واتجهت للمطبخ وتبعني آدم، حضرتُ الشاي بصمت وانا اشعر بالغضب.

"ماذا حدث مع الممرضة؟"

"لم احبها حقاَ....ريتني كنت احبها لكنت اموت من اجل قصة حب عظيمة...لم تكن تستحم كثيراَ لانها ارادت توفير الماء..واحتملت رائحتها الكريهة واليوم سأموت وهي آخر انثى قبلتها..تباَ... على الاقل سأنضم لأختي"

رغم محاولته لجعل الوضع ساخراَ الا انني لم اخرج من نوبة الغضب.

"ولماذا تقربت منها ان لم تحبها؟" قدمت له الشاي وانا انظر إليه بنظرة عتاب.

"اردت وسيلة للخروج...وهي قالت بانها تملك بيتاَ في الريف وهي من اخبرتني عن مكان حزب المضيئين وقالت ان ننضم لهم...اخوها عسكري وتجسست عليه"

"تباَ لك يا آدم ...خسرتُ والدي..ووالدتي..ولا اريد خسارتك" دمعت عيناي ومسحت الدمعة فوراَ.

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن