19

12.9K 684 9
                                    

نظرت إلى جانبي لأرى احد الشابين مستلق مكبل وحول رأسه الاسلاك، تسقط الدموع من عينه ويرجف جسده بشدة ثم فقدت وعيي.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
فتحت عيناي لاجد نفسي في المقعد الخلفي لسيارة، نظرت إلى النافذة ونحن في منطقة الحرس حيث بيتي الجديد، شعرت بالتعب والارهاق، لم احرك رأسي ولكن استطعت ان ارى لينا وهي تقود السيارة وتدخن، عدنان في المقعد الامامي بجانبها.
صوت قيس: شوية وبنوصل البيت.
التفت لأرى قيس جالساً بجانبي مبتسماً.
شعرت بالفراغ وبالتخدر وكأنني لست في جسدي وكأن روحي غادرتني، لم ارد التحدث، لم ارد البقاء ولم ارد المغادرة، لم تطلب نفسي شيئاً وكأنني آلة او لعبة خشبية بلا مشاعر.
لاحظت بأن السماء مظلمة اذاً فمنذ ساعات وانا في المشفى. توقفت السيارة وترجل الجميع عنها، قيس فتح باب السيارة، لم استطع تحريك جسدي فقام قيس ولينا بمساعدتي على الترجل من السيارة والمشي، شعرت بثقل قدماي وكان من الصعب تحريكهما.
تفاجأت عندما وجدت بدر ورنا ينتظرانني امام مدخل المنزل، اتسعت عينا بدر عندما رآني في هذه الحالة. عدنان اقترب منهما وقام بتحية بدر.
عدنان: يا اهلاً ها شو شو تسوي هني؟
بدر يبتسم بتوتر.
بدر: جينا نزورها..خفنا اختفت يومين لا حس ولا خبر.
عدنان: كانت في المستشفى يومين..تعبت تعرف اللي صار فيها مب شوي.
يومين؟ لقد ظننت بانني غبت عن الوعي لساعات فقط.
بدر ينظر الي: تعبتي؟
لم استطع الاجابة، رنا لم تنطق بحرف ونظرت الي بغرابة لعلها لم تعلم ما يجب فعله.
يدخلني قيس إلى المنزل ثم يجلسني في غرفة الجلوس، لينا تحضر حقيبة الحقن وتضعها على الطاولة.
لينا: خذي حقنة في اليوم مدة سبع ايام بعدين خذي حقنة في الاسبوع نفس كل الناس.
لينا تنظر إلى عدنان بغضب وعتاب، عدنان يتجاهلها.
عدنان وبدر يتحدثان في زاوية بعيدة ثم يضحك عدنان ويشير للينا بان تتبعه.
لينا تهمس لقيس: انا ما سجلت في الحرس عشان استوي ممرضة من اليوم لو احتاجت شي انت بتييبلها الابر وهالسوالف.
قيس يضحك. لينا تخرج لاحقة بعدنان وقيس يخرج ايضاً. رنا تقف على مسافة محافظة على صمتها.
بدر يجلس بجانبي ويبتسم.
بدر: الحمدلله على سلامتج.
ينظر بدر إلى رنا التي تقترب ثم تجلس بجانب بدر.
رنا: حبيبتي جوهرة لو محتاجة شي خبريني.
نظرت إليها ولم اجبها فلم استطع ان افكر بما يجب ان اقوله.
رنا تتوتر: يمكن تحتاجين شوية مفروشات هالبيت ماعرف ما فيه روح...بييبلج انا مزهريات وجي.
لم اجب بل اشحت نظري عنها، بدر يمسك بيدها ثم يقفان ويبتعدان، نظرت اليهما ويهمس بدر في أذنها، في العادة يثير هذا الامر غيرتي ولكن لم اشعر بشيء، تومئ رنا وتخرج

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن