23

11.9K 670 10
                                    

لأجل الحفل ارتديت فستاناً أسود اللون وربطت شعري ورفعته ووضعت القليل من المكياج، عندما رأيت انعكاسي على المرآة وانا ارتدي فستاناً راقياً جميلاً وشعري مسرح بدوت مثل والدتي فحدقت إلى انعكاسي للحظات طويلة وكأنني آمل ان تظهر والدتي بجانبي وتقدم لي عقدها الماسي الذي لطالما ارادت مني ارتداءه، الشبه بيني وبين والدتي لم يكن لصالحي في الحفل فالجميع ترددوا من الاقتراب مني والنظرات الغريبة تلاحقني باستمرار وتصل إلى الأذني الهمسات المتناقلة المليئة بالأحكام والتهكمات والاساءات، عمتي التي قامت بدعوتي تجاملني باستمرار ولا تحدثني مطولاً بل تقترب لتسأل عن حالي فقط ثم تبتعد، شعرت وكأنها ندمت على قرار دعوتي، رنا تنظر إلي باستمرار وكأنها تريد التحدث معي ولكن نظراتي الباردة وتجاهلي الشديد لوجودها يمنعها من ذلك. لم ارد التحدث مع رنا بعد، ليس قبل ان أكشف عن سر تصرفات بدر الليلة السابقة وما رأيته في عينيه تجاهي، وقفت بجانب طاولة الحلويات وانا اتناول الحلويات واحدق في هذا الحضور، عدنان يقترب ويقف بجانبي.
عدنان: عادل.
عدنان يشير نحو رجل كبير السن في زاوية بين مجموعة.
عدنان: ام علي.
يشير نحو امرأة تضحك بصوت عال وهي تتحدث إلى عمتي.
عدنان: هاييل حد من اهلهم كان من مجموعة المضيئين، زخيناهم ونفس الشي طلعوا من بيوتهم وعاشوا في بيوت في منطقة الحرس ويوم الحزب وافق رجعوا عاشوا في هالمنطقة والناس نست وشوفيهم الحين.
ادركت ان عدنان يحاول مواساتي.
انا: مب دايماً...في وايد ناس للحين تموا منفيين من منطقتهم وانا وضعي صعب امي وابوي اللي سووا الخيانة.
عدنان: بس انتي ما يخصج...وانتي ضحية خداعهم نفسنا كلنا...صح؟
ينظر الي عدنان ويحدق فيني، يبدو ان عدنان لن يتوقف ابداً عن دور حارس الامن ويستغل كل فرصة للاستجواب. نظرت اليه ولم اجب ثم اكملت تناول الحلوى.
عدنان: في حركة شبابية يديدة...الجماعة كبرت وبدت تتحرك وتنشر منشورات وكتب..وصلج شي؟
انا: محد يكلمني يا عدنان...محد غيركم وغير بدر اللي ابوه اصلاً مانعه يقرب مني.
لاحظت قدوم قيس وابنة عمي ريم باتجاهنا، لأول مرة أرى قيس بثياب غير الثياب الرسمي للحرس، فارتدى بدلة سوداء ابرزت وسامته.
عدنان: اذا حسيتي بشي خبرينا.
ريم: هلا عدنان...ان شالله الاكل عجبك؟
اردت ان اتقيأ من نظراتها وتدللها امامه.
عدنان: كل شي منكم حلو.
ريم: صرت ما تزورنا نفس قبل..كل شي بخير؟
لم استطع تحمل تجاهلها التام لوجودي وتدللها امامه.
انا: قيس تبا نطلع الحديقة؟
قيس يومئ.
مشيت مع قيس وتتبعتني النظرات كالعادة.
قيس يهمس: طالعة حلوة اليوم.

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن