غضب امرأة

6.7K 424 131
                                    


لم يعرف ريك بأنني قضيتُ يوم بأكمله مع كارمن قبل أن أرسلتها إلى حبل المشنقة، لم يعرف بأن يوم واحد، 20 ساعة، يكفي لكي أتعلم ما يجب تعلمه عن الحرب، مبادئ القتل، وكيفية صناعة سلاح، ولا يعرف ريك بأن الغضب هو أخطر شعور يمكن أن يتملك الانسان، الغضب والألم قد يدفع الانسان لفعل ما لم يتخيل بأنه يستطيع فعله، ولا يعرف بأن الحب هو أخطر من الغضب بألف مرة.

كنتٌ أتوجه لزيارة ريك في النهار، أغريه بمدى علمي بعالم المضيئين وبمخططات مزيفة نحو "مكة"، كنت أغويه، وكان يراني بأنني فتاة قصيرة ضئيلة لا يمكن لها أن تضره بشيء.

وفي آخر الليل أنام ملتفة بمعطف قيس، أستنشق ما تبقى من رائحته، أشهر بذراعيه حولي، وأكاد أقسم بأنني في بعض الليالي الباردة، أشعر بدفء جسده، وكأنه هنا حقاَ لأفتح عيناي فوراَ وأرى بأنني لوحدي في هذه الغرفة القاحلة.

أوقعت ريك في غرامي، جعلت منه لعبة بيدي، ولم تكن الحقن كافية لتجعله يقاومني، ليطلب مني يوماَ الزواج منه، والانضمام إلى الجيش، الأمر الذي أثار قلق الحكومة التي لا تريد أن تصبح متمردة مثلي جزءاَ من هذا النظام.

- أنا: أستطيع أن ألهم المضيئين بأن هنالك فرصة ثانية...ان تراجعوا عن معتقداتهم..واعترفوا.

قلت ذلك أمام اللجنة النظامية لكي تسمح بهذا الزواج، السيد عادل، رئيس اللجنة، قام بالعديد من التجارب والامتحانات، ليتأكد بأنني لست بجاسوسة، ولم أكن جاسوسة حقاَ، بل كنتُ فقط امرأة غاضبة، ولكن لا يدرك الرئيس، ولا تدرك هذه الحكومة، أن المرأة الغاضبة هي أخطر من أعظم جواسيس العالم.

أومأ السيد عادل الذي أُعجب بفكرة ترويج هذه الحكومة، كحكومة تؤمن بالسماح والحب، وكأنها لم تكن هي نفسها من ارتكبت المذابح سابقاَ في حق البشرية.

تزوجت ريك وأصبحت جزءاَ من الجيش، والأفضل من ذلك، أنني أصبحت رئيسة على بدر، ذلك الخائن الذي أريد أن أراه يتعذب.

وفي شهر العسل، جلستُ على السرير بجانب ريك الذي كان كل جزء منه يثير الغثيان، ولكنني قررت أن أحتمل ذلك.

- أنا: بدر يثير قلقي

قلتها وأنا أبدأ في المخطط الذي انتظرت عامين كاملين لكي أبدأ في تفعيله.

نظر إلي ريك وهو لا يفهم.

- أنا: لم أرد الكشف عن ذلك، لم أظن أنه بأمر مهم، ولكن بعد انضمامي للجيش أدركت بأن ما قاله مثير للقلق.

اقترب ريك ليقبلني بشفتيه الجافتين كالصخر.

- ريك: ماذا قال؟

- أنا: قال لقيس بأن لا يذهب معي وان لا يرافقني، ظننت أنه اراد ان يحذر قيس كصديق، ولكن الم يكن المخطط أن يذهب معي قيس إلى مكة حتى تستطيعون العثور على المكان؟

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن