~: خاتمي داخل الكتاب ؟! :~

9.5K 661 223
                                    

خاتمٌ عريض مصنوعٌ من الذهب الخالص ، و بتلك النقوش المنحوتة عليه ..
- انه جميل ، يا الله : بانفعالٍ قلتها ..
امسكته و قلبته بين اصابعي بسرور ، حتماً اخبارهم بهذا قد يلفت الانتباه ، و بدأت اتخيل مدحهم ..
- يا الهي انتي ذكية كيف عرفتي ما يخبؤه ؟
- انتي افضل البنات على الاطلاق .. 
و احتضانٌ و قبل ، يا سعدي يا سعدي ..

جمعت الذهب المنثور على الطاولة ، و امسكت الخاتم  " آأعطيهم!!؟؟ " تساءلت حياله ..
لكن لا ، خبأته فيه و طلبت منه الا يعطيه لاحدٍ غيري ، ذهبت ثم عدت اليه و اخذت الخاتم ، و حملته مع الذهب راكضةً الى غرفة المعيشة و ناديتهم :
انظروا ماذا وجدت ؟!

تضجرت امي بقولها : والدك يشاهد التلفاز فلا ترفعي صوتك ..
انها لم تلتفت لي حتى  💔..

متلعثمةً اجبتها : ذ..ذهب!!
قالت الكبرى : اتعنين مازن ؟! نعم لقد ذهب .
رفعت صوتي منفعلة : لا ذهب ، انه ذهب ..
- اوووووووووووف : اشتعل غضب امي :
اخرجي هيا هيا ..

فترقرقت الدموع في عيني و لما هممت بأن ادير ظهري ناداني :
ميسون!! تعالي عندي ..
ابي يناديني !!
انزلت رأسي ، و غصةٌ محرقةٌ عالقةٌ في حنجرتي ، اقتربت منه ببطىء ..
-" سوف يوبخني حتماً " : هذا ما حدثت به نفسي ..
سرت اليه حتى امتثلت واقفةً بين يديه ، لم ارفع رأسي ، لم استطع ..
وضع يديه على كتفي ، و انزل رأسه محاولاً ان يرى الملامح التي احاول اخفاءها ، ثم غضب و عبس و ارسل نظره الى امي و صرخ :
لم يكن هناك حاجةً للصراخ بوجهها هكذا ..
ثم مسح دموعي بكفه الخشن وقال : ارني ماذا لديك هنا ؟؟

ففتحت له يدي و اخذ ينظر في ذهول : من اين احضرته ؟
حاولت التحدث لكن الغصة شديدة ، فبكيت مشيرةً الى الصالة ..
تضجرت امي بقولها : تكلمي هيا ..
فرد عليها بصراخه : انتي اخرسي ..

يا الهي ، سأصبح الشخص الغير مرغوب فيه هنا  في هذا البيت ..
" ارجوك يا ابي لا تزد طينتي بلة " حاورت بها نفسي ..

فنهض و تبعني اليه و هن ايضاً ، و اخبرته كيف حصلت على الذهب ، فحمله و اخذ يقلبه بين كفيه يتفحصه ثم قال :
لعله اداة تنتج الذهب بين حين و آخر .. اعيديها داخله ، سأعيده الى حيث اشتريته ..
لم تحب امي ما قاله : لكنك اشتريته انه لك الان .
ابي : و هذه لي؟!
اجابت : اجل لك ، اذا كان ما اشتريته ينتج الذهب فالذهب لك ..
هو بالتالي لم يتقبل كلماتها فقال : اذاً اجمعي الذهب و ضعيه على طاولتي ..
اعترضت : لا ، سنتقاسمه انا و بناتي ..
انزعج من رفضها : قلت اجمعيه و على طاولتي اتركيه ..
سألته ساخرة : و هل سترتديه ؟!
فشد بملابسها و امسكها بقوةٍ شديدة و بغضب : لا علاقة لك بما افعله بما هو ملك لي ، اليك ما سيحصل ستجمعينه و تتركينه على طاولتي في الغرفة و ما ينقص منه سأعوضه بأحد اضلاعك سمعتي !!؟؟...
ثم دفعها برقة ..
بعدها التفت الي و قال : خذي شيئاً واحداً منه ، شيء واحد فحسب ..
علمت ان هذا سيضاعف المسافة بيني و بينهن فقلت و الخوف يحتويني :
ا.. انا لا احتاجه ، ش..شكرا .
فرفع صوته : لا تجادليني !! ..
فانزلت رأسي و انا اهزه ب (نعم) ...
ثم اعطى امي نظرات تحدٍّ و كأنه يقول ' موتي بغيظك'..

ان التورط بين عصافير الحب هو اخر ما قد اتمنى حصوله ، يا الهي ..
نظرت لتلك الاقراط الجميلة ، و القلائد ، لكنني احببت الخاتم بشدة فأخذته ، و بالتالي تم تصدير ذاك الجمال اللامع الى غرفته ..

تلك النظرات التي يرسلنها الي لم تكن مريحةً ابداً ، من امي و اخواتي .. حمداً لله اذ انني قد انتقلت للعيش في تلك الغرفة المنعزلة ..
انتظرت حتى لجأ الجميع الى النوم ، و اغلقوا أضواء غرفهم ، فخرجت مسرعةً اليه لاشكره على الخاتم و اخبرته كم هو جميل ، و حاولت ارتداءه و لكن...
فعرضت يدي امام عينيه البشعتين ..
ادخل الخاتم في احد اصابعي ، ثم اقلبها رأساً على عقبٍ ليسقط و انا اضحك اذ أنه كان واسعاً ..
- لا بأس بذلك ، انا احبه و اسعد برؤيته : هذا ما قلته للتمثال الصغير ثم تركته ..

دخلت غرفتي و استلقيت على بطني و انا اقلب الخاتم بين اصبعي بسرور ، ثم تركته تحت الشرشف و جمعت كفي تحت رأسي و غطيت في نومٍ عميق ..
و بينما كنت نائمة .. شعرت بيدٍ تعبث قريباً من رأسي ..
" لعلها مها تريد مالاً " : هذا ما فكرت فيه ..
لم ارد الاستيقاظ فقلت لها : دعيني اكمل حلمي .. اوفٍّ منك ..
ثم تحولت عن جنبي الذي كنت نائمةً عليه و اتممت ليلتي نائمة..

عند السادسة :
طرقت مها الباب بقوة :
هياااا استيقظي ، لن اعود لايقاظك مجدداً تسمعين؟؟ .. مدللة ..
رفعت ظهري عن السرير و انا افرك عيني و احرك يدي بعشوائيةٍ ابحث عن الساعه كالاعمى الذي لا يبصر ..
انني فعلاً لا ابصر!!
و عندما امسكتها و نظرت اليها رفعت صوتي :
تأخرت !!
سخرت مني : لا الوقت مبكر جداً ، ما رأيك ان نشرب القهوة في هذا الصباح الجميل ؟؟
نهضت في عجلة ، اجري هنا و هناك بشعرٍ منكوش و اصرخ و اولول :
ابتعدي عني .. اين حقيبتي ؟! جواربي ؟؟ من في الحمام ؟! اوف اوف اوف ..

و قبل ان اخرج سألتها :
يا مها ، هل اخذتي شيئاً من عندي ليلة البارحة ؟؟
اجابت :
انا ؟! و ما الذي قد اخذه منك ؟! غباؤك مثلاً ؟؟؟
كررت السؤال : مها ما الذي أخذتيه البارحة ؟؟
اقتربت مني و بغضبٍ قالت : ان لم تتوقفي عن الصراخ بإسمي فسآخذ لسانك منك .. اغربي عن وجهي ، الا يكفي ما فعلتيه لأمي البارحة ؟! فتاةٌ غبية ..

كلماتٌ صباحية جميلة، اليس كذلك؟؟ علي ان اعتاد على الامر .
تركت البيت أعدو هرباً من كلماتها و ذكريات الامس ، لاصل الى المكان الذي لا يقل سوءاً عن البيت .. [ المدرسة].
جلست على طاولتي و انتظرت المعلمة ، لم تأتي .. حصةٌ فارغة ..
فأخرجت كتابي الصغير لأقرأ منه كما اعتدت ان أفعل في حصص الفراغ .
العجيب !!
حين فتحته رأيت الخاتم !! " كيف وصلت الى هنا!؟" : همست بها له ..

رفعته قليلاً بحيث لا تراه الفتيات ثم ابتسمت له ، أمسكته و ارتديته ...
و تفاجأت ..
إذ أنه كان مناسباً لإصبعي تماماً!!!!!
أي نوعٍ من المزحات هذه؟؟

من صقيع الخوف تُروى حكايةWhere stories live. Discover now