ظناً بانها خطيئة امي

3K 265 107
                                    

مقيدة .. و الغيهبان بقتمه تغشاني ، لست في الممر و لا في الصندوق !! ..
اشعر بالدفئ ، كأنه غطائي !!
فتحت عيني عند بلوغ اصواتهم غرفتي ، جلست اتلفت في المكان الذي كنت فيه ..
و استأنف مضيي اليهم انعكاس صورتي على المرآة ..
" ما زلت بزي المدرسة !! " بتنهد همست بها ..

ثم تبعت صدى لعلعاتهم الصادرة من غرفة المعيشة ، و كدت اهم بالدخول بعد اسنادي لساعدي على الباب لولم اسمع ما قاله ابي بغضب : هذا كله بسببك يا نجاة ، لو تركتي التدخين و تلك الحقن لما انجبتي لنا طفلة مختلة العقل ..
اجابته و التعب بادٍ على صوتها : لا تفتح صفحاتٍ دفنت مع الماضي يا منصور ..
رد عليها : كيف لا و ابنتك صارت تجري في الشارع كالمجانين ؟؟ عملي و سمعتي ليسا مستعدين لمختلة اخرى في حياتي ..
فراس متدخلاً : عمي سآخذها و اعتني بها ، و بهذا لن تضرك شيئاً ..
اجابه : و لماذا قد اقحمك بهذه ؟؟ جبران اوصاني عليك قبل مماته و انا لن ازوجك بمن تعاني باعتلالات عقلية ..
فراسٌ بحزم : انا لها و استطيع الاعتناء بها ..
رد عليه : ان رأيت امراً اخر منها فسألقيها في المصح عقلي ، و لا اريد سماع اعتراضاتٍ من احد ..

" اعتلالات عقلية !!!! " بهمسٍ مكسورٍ بالوجع قلتها ..
اخفضت رأسي للارض و الدمع قد جاره انخفاضاً ، و اطبقت شفتي على بعض من تأوهات الآه التي تحاول النحيب ، و الساق في تقاعسٍ عن التقدم و الرجوع ..
انهم حتماً مخطئون ، انا ابصرهم فعلاً ، و الرسالة ليست بكذبة ، و الخاتم حق و الكل ابصره ، كيف يسيئون بي الظنون !! ..
حاولت جمع انفاسي ولملمة اطرافي عندما اتخذت لغرفتي السبيل ، ليست ظلمة الليل من انكمشت لتعلق غصةً بحلقي بل شعورٌ اشد و اكبر من الغصص و الوجع ..

شعورٌ اشد من نارٍ تستأصل العظام عن مفاصلها ، شعورٌ اكبر من طعناتٍ تخزق الجلد هاتكةً للشرايين ..
شعرت بقضبان قفصي الصدري يغرز تقلصاته في مضغتي لتضخ السم لا الدم لاطرافي ، و انيابي قد تلوثت بدم ابهامي الذي قضمته لاكبت الانين فيني ، و رحت اجر الخطا أعاكس بها تيار اصواتهم الذي يشدني الى حيث صدورها ، كم ساءني ضعف حالي و قلة حيلتي ، لو كان لي جحرٌ خشبيٌ صغير احتمي فيه و انعزل عندما الدنيا تقاسمني الوجع ، لم يكن لي غير غرفةٍ بالامس ضحكت لاثاثها و ها انا اليوم على سريرها جالسةً بين جدرانها التي ضاقت بجوارحي و آُطبقت علي ، اتذوق تارةً طعم دمعي المالح و تارةً امسح ما سال من انفي ، لا شهقةٌ اتمها و لا زفرة ارتاح بإخراجها ..

من صقيع الخوف تُروى حكايةWhere stories live. Discover now